بسبب تكدس مناطق الجنوب بالسكان.. عودة أهالي شمال غزة رغم تحذيرات القصف
قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن بعض الفلسطينيين في غزة، الذين فروا من منازلهم في شمال قطاع غزة، بدأوا في العودة بسبب الوضع المذري في الجنوب.
وطلبت قوات الاحتلال من 1.1 مليون من سكان مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى المغادرة، حفاظا على سلامتهم، لكن مسؤول في الأمم المتحدة قال إنهم يكافحون من أجل العثور على المأوى والغذاء ومياه الشرب في الجنوب.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس إن المئات قد استشهدوا هناك في غارات جوية إسرائيلية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه استهدف مئات الأهداف العسكرية التابعة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس في أنحاء غزة، في الوقت الذي كثف فيه حملته الجوية قبل هجوم بري متوقع.
واستشهد أكثر من 5000 شخص في جميع أنحاء القطاع، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، منذ أن بدأت قوات الاحتلال قصفها ردا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر الجاري، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 1400 شخص وأسر 222 رهينة.
كما قطعت إسرائيل الكهرباء والمياه وأوقفت واردات الغذاء والدواء، على الرغم من أنها سمحت بدخول العشرات من شاحنات المساعدات عبر معبر رفح المصري منذ يوم السبت.
نزوح الفلسطينيين
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من ثلثي سكان غزة، 1.4 مليون شخص، هربوا من منازلهم خلال الأسبوعين الماضيين بسبب تدمير منازلهم.
ويقول رشدي أبو العلوف، مراسل بي بي سي في خان يونس، إن المدينة الجنوبية اكتظت بتدفق ما بين 600 ألف و700 ألف نازح، حيث لجأ العديد منهم إلى المستشفيات والنوادي والمطاعم، واضطر البعض للنوم في الشوارع.
وقال مدير وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة، توماس وايت، إن معظم النازحين يعيشون على لتر واحد فقط من الماء وقطعة أو اثنتين من الخبز يوميا.
وأضاف أن الأزمة الإنسانية، إلى جانب استمرار الغارات على المناطق المدنية في الجنوب، أجبرت الناس للعودة إلى الشمال.
وقال مدير وكالة الأونروا: "لقد ترك الناس كل شيء في الشمال: منازلهم، وأعمالهم، وحياتهم. لقد أتوا إلى الجنوب حيث يكافحون من أجل العثور على مأوى، والغذاء نادر، ويضطر الكثير من الناس إلى شرب مياه غير صالحة للشرب، وبالتالي فإن الوضع صعب للغاية، إن الوضع في الجنوب مأساوي."
وقال رياض جعباس، وهو نازح يقيم في خان يونس، لوكالة رويترز للأنباء: "لقد طردنا من مدينة غزة. قالوا إن خان يونس منطقة آمنة، والآن لا توجد مساحة آمنة في كل غزة."
تحذيرات جيش الاحتلال
وحذرت منشورات أسقطها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت على مدينة غزة من أن أي شخص لا يتحرك جنوب نهر وادي غزة قد يتم تحديده على أنه شريك في حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة رحبت بوصول 34 شاحنة تحمل الغذاء والماء والإمدادات الطبية خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن مدير وكالة الأونروا حذر من أن هناك حاجة إلى مئات الشاحنات الإضافية يوميا لتلبية احتياجات غزة، وخاصة تلك التي تحمل الوقود.
وحذرت وزارة الصحة في غزة من نفاد الوقود من المولدات الكهربائية في 13 مستشفى عام، وأنها تدير فقط الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، بما في ذلك الحاضنات التي تساعد على إبقاء 130 طفلا على قيد الحياة.
وترفض قوات الاحتلال السماح بدخول الوقود، قائلة إنه قد يتم سرقته واستغلاله من قبل حماس لأغراض عسكرية.
وقالت وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الأحد إن حماس لديها احتياطي وقود قدره مليون لتر، واتهمت المجموعة برفض تسليم الوقود إلى المنشآت المحتاجة واستخدامه في إضاءة الأنفاق وقاذفات الصواريخ ومنازلهم.