رغم انقطاع الاتصال.. رسائل الخوف تتسرب من غزة
بالرغم من انقطاع كافة وسائل التواصل بين المواطنين في قطاع غزة، بعد انقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات الهاتفية الأرضية والخلوية، إلا أن رسائل معاناة المواطنين لا تزال تتسرب من الداخل.
آخر تلك الرسال هي رسالة صوتية تسربت من أحد الصحفيين في إحدى مدن وسط غزة، حيث انقطعت خطوط الاتصال بشكل شبه كامل، وفي منتصف الرسالة الصوتية دوي انفجار قوي في الخلفية.
ويقول الصحفي إن الوضع خطير للغاية، حيث أن الكثير من الناس لا يعرفون ما حدث لأقاربهم بين عشية وضحاها.
وتعد الرسالة الصوتية، والتي تم إرسالها من مدينة دير البلح، واحدة من المعلومات القليلة المتاحة حول ما يحدث في غزة، وكيف يتعامل المدنيون مع الوضع منذ كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلية غاراتها الجوية ووسعت عملياتها البرية ليلة الجمعة.
انقطاع الاتصال في غزة
وتقول مجموعة مراقبة الإنترنت NetBlocks إن هناك "انهيارًا في الاتصال في قطاع غزة، ويعني انقطاع التيار الكهربائي أن الناس لا يستطيعون الاتصال بأصدقائهم أو عائلاتهم، أو حتى سيارات الإسعاف لنقل المصابين.
لم يعد من الممكن الآن الوصول إلى معظم الأشخاص في غزة، إذ تظل رسائل الواتساب موضوعة على علامة رمادية واحدة، مما يدل على أنه تم إرسالها ولكن لم يتم استلامها، وتذهب المكالمات مباشرة إلى رسائل الرد على الهاتف.
وفي آخر اتصال تم اجراؤه مع أستاذ جامعي في غزة يوم الجمعة، أخبرنا أنه كان خائفا جدًا من اتباع أوامر الإخلاء الإسرائيلية والتحرك إلى الجنوب، في حالة تعرض عائلته لهجوم أثناء الرحلة، منذ ذلك الحين لم يكن من الممكن الوصول إليه.
لكن عددًا قليلا من الناس في غزة لديهم بطاقات SIM أجنبية يمكنها التقاط هوائيات إسرائيلية أو مصرية.
أجواء متوترة وقصف وحشي
وقال الصحفي في دير البلح، والذي وصف الأجواء بالتوتر والارتباك: "يعتقد بعض الناس أن لا شيء يحدث لأنهم لا يتلقون تحديثات الأخبار عبر الرسائل. وهم يشعرون ببعض الراحة، ويشعر آخرون بالتوتر الشديد لأنهم فقدوا الاتصال بجميع أحبائهم."
في شمال مدينة غزة، تمكنت بي بي سي من التحدث إلى صحفي آخر في مكالمة هاتفية قصيرة، حيث وصف الصحفي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، القصف الذي وقع أثناء الليل بأنه وحشي.
وقال الصحفي في دير البلح أنهم لم يتوقعوا أن يروا الصباح، إذ أن القصف العنيف ضرب الشوارع والمباني الحكومية والحقول المفتوحة والشاطئ.
عدد الوفيات والإصابات غير معلوم
ولا يعرف الحجم الدقيق للإصابات والوفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية في غزة، وتظهر الصور ولقطات الفيديو الدمار الشامل ومحاولة السكان انتشال الناس من تحت الأنقاض.
وفي إحدى الصور التي يصعب إظهارها، يظهر رجل يحمل جثة طفل صغير، وفي مقطع فيديو منفصل تم نشره على إنستجرام، تم نقل رجل مصاب بجروح خطيرة إلى خارج أحد المباني بينما كانت الحشود تصرخ بشدة من أجل سيارة إسعاف، وبدلا من ذلك وضعوا الرجل في الجزء الخلفي من الشاحنة.
سلوك متعاد
وفي رده على ما إذا كانت إسرائيل قد قطعت الاتصالات في غزة، قال مارك ريجيف، أحد كبار مستشاري الحكومة الإسرائيلية، لبي بي سي إن تعطيل اتصالات عدوك هو سلوك معتاد، وشبه ذلك بما قال إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة فعلتاه في السابق في العديد من الصراعات.
وقالت الأمم المتحدة إن انقطاع التيار الكهربائي يعرض السكان المدنيين لخطر جسيم، وقال وزير الاتصالات الفلسطيني إسحاق سدر إن الجهود جارية لتفعيل خدمات التجوال الدولي في غزة.
لكن في الوقت الحالي، لا يزال معظم الناس هناك منقطعين عن الكوكب.
