السبت 23 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

كيف انقلب رجال الرئيس الأوكراني عليه.. وماذا قالوا؟

بالمصري

يبدو أن الرئيس الأوكراني فيلاديمير زيلينسكي، بات في ورطة حقيقية، بعدما قرر الكثير من رجاله أو داعميه الانسحاب والانقلاب عليه، حيث أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا بسبب ما وصفوه بتعنت الرئيس على حساب كييف، ولعل آخر هؤلاء الرجال كان مستشار الرئيس الأوكراني السابق أوليغ سوسكين. 

مستشار الرئيس:

صرح أوليغ سوسكين، مستشار الرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما، بأن زيلينسكي قد يجر دول منطقة البحر الأسود، الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، إلى صراع مع روسيا.

وقال سوسكين في مدونته على "يوتيوب": "أوكرانيا تتجه نحو الأعمال المتطرفة، لن ينظر زيلينسكي، بصفته طرفًا في الحرب، إلى أي شخص، ولا إلى أي نصائح، وتم قطع أي صمامات من أجل وقف الأعمال العدائية".

ووفقًا له، قد تؤدي الخطوات الخطيرة الرئيس الأوكراني والوضع المتوتر في المنطقة إلى حقيقة أن دول في "الناتو" مثل رومانيا وبلغاريا ستشارك في الصراع.

وأضاف سوسكين:" هناك خطر أن يتحول البحر الأسود إلى مسرح مفتوح للعمليات العسكرية".

وفي وقت سابق، صرحت وزارة الدفاع الأوكراني، بأنه اعتبارًا من 21 يوليو الجاري، ستعتبر كييف أن السفن التي تسافر عبر البحر الأسود إلى الموانئ الروسية تحمل شحنات عسكرية.

ما دفع أوليغ سوسكين للقول، بأن سلوك الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على المسرح الدولي يعرض علاقات الدولة مع الغرب للخطر.

وقال سوسكين: "ما فعله زيلينسكي هو فضيحة دبلوماسية ضخمة"، ووفقًا له، فإن الإجراءات الأخيرة للرئيس الأوكراني تثير القلق والشكوك حول قدرته على القيادة.

 

رئيس الوزراء الأوكراني السابق:

الانقلابات ضد سياسات زيلينسكي من رجاله، لم تقف على مستشار الرئيس السابق فقط، ففي وقت سابق، صرح رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق نيكولاي أزاروف، بأن رئيس النظام في كييف فلاديمير زيلينسكي، حوّل أوكرانيا إلى أفغانستان جديدة من حيث مستويات المعيشة.

جاء ذلك وفق ما كتبه أزاروف في صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تابع: "في سنوات مختلفة، وعد رؤساء أوكرانيا بجعلها إما فرنسا أو سويسرا جديدة، إلا أن زيلينسكي ذهب إلى أبعد الحدود وجعل منها أفغانستان جديدة".

ووفقًا لأزاروف، فإن رئيس النظام الأوكراني فعل ذلك "لمصلحة الأنجلوساكسون والمؤسسات الدفاعية"، وتساءل أزاروف: "كيف ترون المستقبل المنظور، هل تملّ واشنطن من دميتها؟ أم أن إلحاق الضرر بروسيا أهم من حياة رهائن نظام كييف؟".

 

سفير كييف لدى لندن:

 

سياسات زيلينسكي باتت أكثر حدة ضد معارضيه، حتى وإن كانوا أكثر رجالة أهمية، ففي وقت سابق، انتقد سفيره لدى المملكة المتحدة فاديم بريستايكو، سياسات الرئيس وسخريته من منتقديه. 

وعليه، أعلن زيلينسكي، في مرسوم نُشر على موقع الرئاسة الأوكراني، إقالة بريستايكو من منصبه، بعد أن كان حلقة الوصل الرئيسية بين كييف ولندن. 

في حقيقة الأمر، لم يذكر هذا المرسوم أسباب القرار، ولكن السفير كان قد انتقد مؤخرًا الرئيس الأوكراني، معربًا عن أسفه لـ«سخريته» التي استهدفت وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الذي طالب أوكرانيا بإبداء مزيد من الامتنان للمساعدة العسكرية التي قدّمها حلفاؤها.

 

وزير الدفاع البريطاني:

أما الأسبوع الماضي، فقد أفصحت بريطانيا عن إرهاقها من تمادي زيلينسكي في حربه على حساب أوروبا، حيث قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن بلاده ليست "متجر أمازون" للأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا. 

وقال والاس لوسائل الإعلام البريطانية على هامش قمة الناتو، بليتوانيا، "هناك كلمة تحذيرية خفيفة هي: سواء أحببنا ذلك أم لا، الناس تريد أن ترى الامتنان".

وأضاف بن والاس، "في بعض الأحيان أنت تحاول حض بلدان للتخلي عن مخزونها الخاص نعم إنها حرب نبيلة، نعم نرى أنكم تخوضونها ليس فقط لأنفسكم ولكن أيضًا لحرياتنا".

ولفت والاس، إلى أنه قال للمسؤولين في كييف بعدما تلقى منهم قائمة بطلبات أسلحة العام الماضي "أنا لست متجر أمازون".

ويبدو أن بن والاس، غير راضي تمامًا عن تلك السياسات التي يتبعها الغرب مع زيلينسكي، مما دفعه، اليوم السبت، للإعلان عن تقديم استقالته، في التعديل الوزاري المقبل.

 

رئيس الوزراء الإيطالي السابق:

انتقد رئيس الوزراء الإيطالي السابق جوزيبي كونتي، سياسات الرئيس الأوكراني، لافتًا إلى أنه لا يمكن لزيلينسكي، أن  يقرر بمفرده شروط حل النزاع في أوكرانيا، ويجب تحقيق السلام على طاولة المفاوضات، ووقف تسليح كييف.

وقال كونتي بحسب قناة " RaiNews24"  الإخبارية: "لا يمكن أن يكون زيلينسكي هو الشخص الذي له الحق الحصري في تقرير كيف ومتى يجلس إلى طاولة المفاوضات وتحت أي ظروف".

كما انتقد كونتي موقف زيلينسكي، الذي قال، بعد زيارة للفاتيكان في 13 مايو الماضي، إن كييف لا تحتاج إلى وساطة الكرسي الرسولي لحل النزاع.

وقال: "نظرًا لأننا بشكل غير مباشر - وأخشى بشكل مباشر - سوف نشارك قريبًا في الحرب، فلدينا أيضًا الحق في الجلوس إلى طاولة المفاوضات. ولا يمكننا منح زيلينسكي فاتورة نظيفة لإخبارنا كيف ومتى يكون السلام، على أي شروط سواء كان يجب أن يتنازل لموسكو أو ينتصر".

وشدد كونتي على مغالطة سياسة الغرب، الذي يراهن على توريد الأسلحة إلى كييف ولا يسعى إلى استخدام الوسائل الدبلوماسية لتحقيق السلام.

ووصف رئيس الوزراء السابق هذا الموقف الذي ينفي إجراء مفاوضات بأنه "خطأ استراتيجي" يؤدي إلى تصعيد النزاع ويمكن أن يؤدي إلى استخدام أسلحة نووية.

 

مسؤولان بالبيت الأبيض:

أما في مارس الماضي، فكان موقف بعض الرجال الذين دعموا زيلينسكي داخل البيت الأبيض أكثر حدة، حيث أتهما مسؤولان بالبيت الأبيض الأخير بعدم إظهار الامتنان الكافي لأمريكا، على ما قدمته من مساعدات عسكرية لأوكرانيا. 

وبحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن المسؤولين اللذين رفضا الإفصاح عن هويتها، قالا: "كانت كييف تتطلع دائمًا للحصول على المجموعة التالية من الإمدادات العسكرية الأمريكية، وعلى الرغم من أن معظم أعضاء إدارة بايدن كانوا يتفهمون يأس أوكرانيا للدفاع عن نفسها، فقد كان هناك تذمر بشأن الطلبات المستمرة، ولم يُظهر زيلينسكي في بعض الأحيان الامتنان المناسب".

 

سيناتور أمريكي:

 

قال النائب الجمهوري من ولاية تكساس، مايكل ماكول، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، والذي هو على اتصال دائم مع كبار مسؤولي بايدن: "أعتقد أن الإدارة منقسمة، ومجلس الأمن القومي منقسم بشأن الأسلحة التي يجب إرسالها إلى أوكرانيا".

وسائل ماكول: "هل الغرض من الدعم العسكري الأمريكي هو منح أوكرانيا ما يكفي للبقاء على قيد الحياة وليس الفوز، إنني لا أرى سياسة للنصر في الوقت الحالي، وإذا لم يكن لدينا ذلك، فما الذي نفعله"، بحسب الصحيفة. 

 

خلافات في الخفاء بين واشنطن وكييف:

 

الصحيفة الأمريكية، أشارت في تقريرها، إلى وجود خلافات متزايدة وراء الكواليس بين واشنطن وكييف بشأن أهداف الحرب، وتلوح بؤر التوتر المحتملة حول كيف ومتى سينتهي الصراع.

وتشير "بوليتيكو"، إلى أن الانفصال المتزايد بين واشنطن وكييف، قد يُنذر بانقسام أكبر حول الجدل حول الكيفية التي ستنتهي بها الأزمة.

ولفتت إلى أنه "على الرغم من تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتقديم دعم ثابت لأوكرانيا، وأن الخزائن الأمريكية ما زالت مفتوحة في الوقت الحالي، إلا أن الولايات المتحدة كانت واضحة مع كييف بأنها لا تستطيع تمويل أوكرانيا إلى أجل غير مسمى على هذا المستوى".

وأشارت الصحيفة، إلى أن عددًا صغيرًا لكنه متزايد من أعضاء الحزب الجمهوري الأمريكي، بدأوا في التعبير عن شكوكهم حول استخدام "الكنز الأمريكي" لدعم كييف، دون نهاية تلوح في الأفق لصراع طويل.

وكان من بين هؤلاء، الذين أعربوا عن شكوكهم بشأن دعم المدى الطويل، رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفين مكارثي، الذي قال إن أمريكا لن تقدم "شيكًا على بياض" لأوكرانيا، ورفض دعوة زيلينسكي للسفر إلى كييف، والتعرف على حقائق الحرب.

وانطلقت يوم الجمعة الموافق 24 من فبراير 2022، العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وعلى إثر ذلك، تلقت كييف مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى.

تم نسخ الرابط