القصة الكاملة لـ جيفري أبستين الملياردير الذي أسقطه هوسه بالقاصرات في جرائم جنسية
عاد اسم الملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين، إلى الأضواء من جديد، بعدما تم نشر مئات الصفحات من وثائق دعوى قضائية تتعلق باتهامات لاحقته بارتكاب جرائم جنسية، وهى تمثل دفعة أولى من وثائق سيتم الكشف عنها بموجب أمر قضائي صدر في 18 ديسمبر الماضي.
ويبجث الكثير من الجمهور في مصر والوطن العربي لمعرفة تفاصيل عن حياة جيفري إبستين وقضيته الشهيرة، وهذا ما يقدمه لكم موقع “بالمصري” خلال السطور التالية.
وكان قد عُثر على رجل الأعمال جيفري أبستين ميتا في زنزانته في سجن بنيويورك، حيث كان ينتظر المحاكمة على خلفية اتهامات بتهريب بشر لاغراض جنسية، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية، بعدما كان نفى ارتكابه أي جرم في اتهامات التهريب والتآمر، فما هي تفاصيل القصة؟
قضية جيفري إبستين
في عام 2011 أكد جيفري أبستين في تصريحات لصحيفة "نيويورك بوست" التي كانت تعد تحقيقًا عنه أنه ليس وحش مفترس يبحث عن طرائده لإشباع رغبته الجنسية، ولكنه مجرد مذنب والفرق بين الأمرين مثل الفرق بين جريمة قتل وسرقة كعكة".
وبعد عقد كامل من الزمن ذهب أبستين إلى السجن بعد إعادة فتح التحقيق في القضية التي حُكم إثرها عام 2008، لكن التهمة الجديدة ليست استغلال قاصر بغرض الدعارة بل تهريب بشر لأغراض الجنس وهذه التهمة أبعد ما تكون عن جنحة سرقة كعكة.
كان جيفري أبستين يتمتع بنفوذ وسطوة إلى درجة أنه عندما كانت تجري محاكمته في المرة الأولى، كان المدعي العام يخشاه فقد كان صديقا لكل من الرئيس السابق بيل كلينتون والرئيس الحالي دونالد ترامب والأمير أندرو، ابن ملكة بريطانيا وشقيق ولي العهد الحالي الأمير تشارلز.
فضيحة جيفري إبستين
كما أن فريق الدفاع عنه كان يضم كبار المحامين في الولايات المتحدة وأحد كبار المدرسين في جامعة هارفارد، وقد أملى هذا الفريق كل بنود الاتفاق بين الادعاء العام والمتهم وهو أمر يعد سابقة في القضاء الأمريكي، وكانت المستهدفات من بنات الطبقات الفقيرة والأسر المفككة ونزيلات دور الإصلاح، وكان المال الذي يعرضه أبستين مقابل "خدماتهن" مثل الحلم بالنسبة إليهن.
من هو جيفري إبستين؟
ولد جيفري إبستين في ولاية نيويورك لأب يعمل في الحدائق ولم يكمل تعليمه الجامعي لكنه وصف بأنه موهوب في الرياضيات وقد مكنته قدراته من الحصول على وظيفة مدرس رياضيات في مدرسة خاصة في نيويورك في السبعينيات من القرن الماضي لمدة عامين، وعرض عليه أيس غرينبيرغ، والد أحد طلبته، العمل لديه في مؤسسته المالية "بير ستيرنز" ومنها انطلق أبستين إلى عالم الثروة والغنى اللامحدود.
تولى أبستين خدمة كبار رجال الأعمال والمستثمرين خلال عمله في هذه المؤسسة الكبيرة تولى، وكانت مهمته تقديم المشورة لهم حول مجالات الاستثمار المثالية، ومن بين هؤلاء الأثرياء كان ليزلي فيكسنر صاحب ماركة الملابس الداخلية النسائية المشهورة "فيكتوريا سيكريت" الذي أصبح لاحقًا مستشاره المالي.
امتلك في فترة قصيرة أغلى وأكبر عقار في قلب مانهاتن بنيويورك وتبلغ مساحة طوابقه التسعة 50 ألف قدم مربع، وقصورا في فلوريدا ونيو مكسيكو وجزيرة خاصة في الكاريبي وشقة في شارع فوش الراقي بباريس، فكان المشاهير والنجوم والفنانون وكبار الساسة ضيوفًا شبه دائمين على الموائد العامرة التي كان يقيمها أبستين مثل، كيفن سبيسي ووودي آلان ودونالد ترامب وكلينتون.
وفي عام 2003 حاول جيفري أبستين بالاشتراك مع منتج هوليوود هارفي وينستين شراء "مجلة نيويورك" لكنهما أخفقا في ذلك وفي العام نفسه تبرع لجامعة هارفارد بمبلغ 30 مليون دولار، كما تفادى أبستين الظهور في المناسبات العامة وحضور دعوات العشاء في المطاعم، وظل محافظ على حياة خاصة بعيدة عن الأضواء، وارتبط بعلاقات مع ملكة جمال السويد السابقة، ايفا اندرسون دابين، وتشيزلين ابنة الناشر روبرت ماكوسيل لكنه لم يتزوج ابدًا.
بداية القضية
في عام 2005، اتصلت امرأة بالشرطة وقالت إن ابنة زوجها التي تبلغ من العمر 14 عامًا تعرضت لاعتداء جنسي على يد شخص ثري في حي بالم بيتش، وروت الفتاة ما جرى لها بالتفصيل في منزل فخم كبير وقالت إن رجلاً ذا شعر رمادي طلب منها أن تدلك جسده وهو عار تمامًا وأمرها أن تخلع ملابسها أثناء ذلك، وعرضت الشرطة عليها بعض صور الأثرياء في المنطقة التي وصفتها الفتاة، ومن بينها صورة لأبستين فتعرفت عليه فورًا.
وكشفت التقارير عن مئات الفتيات، بينهم عدد كبير من القاصرات من أسر فقيرة ويتيمات ونزيلات دور الرعاية، إذ كان يمنح كل فتاة ما بين 200 إلى 300 دولار مقابل الزيارة الواحدة وكان يطلب من الفتيات أن يستقطبن غيرهن من الطالبات الصغيرات بحيث تصبح الفتاة "وسيطة دعارة"، وتحصل على مبلغ مقابل جلب فتيات أخريات لأبستين لدرجة أن واحدة قالت إنها جلبت له أكثر من مئة فتاة، وكانت شروطه واضحة وهى: “أريد فتيات صغيرات وشقراوات ونحيفات”.
وأبلغت إحدى الفتيات أبستين بأن الشرطة حققت معها بشأن ما يقوم به، وما لبثت أن داهمت المنزل وعثرت على عدد كبير من الصور لفتيات عاريات بعضهن صغيرات السن وأشياء ومقتنيات لا تخطر على بال وكلها متعلقة بالجنس، كما أوضح رئيس شرطة بالم بييتش وقتها أن التحقيق يشير إلى أننا لسنا أمام مجرد إشاعة أو رواية غير مترابطة لفتاة تحرش بها شخص ما، نحن أمام رواية لأكثر من 50 فتاة يحكين التفاصيل نفسها.
حبس جيفري إبستين
لكن المدعي العام بالولاية وقتها ألكسندر أكوستا، وزير العمل الأمريكي، أبرم اتفاقاً مع محامي المتهم ونص على أن يقر أبستين بتهمة صغيرة ويُسجن مدة 18 شهر ويُدرج اسمه في سجل المتهمين بجرائم جنسية، وسمح هذا الاتفاق لأبستين بتفادي مواجهة محكمة فيدرالية وإغلاق ملف تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في القضية، ومن بين بنود الاتفاق بقاء ما تم الاتفاق عليه طي الكتمان ومنع الكشف عن أسماء أي أشخاص ضالعين في القضية ومنع محاكمتهم كما لم يتم إبلاغ الضحايا بفحوى الاتفاق.
في فترة سجن جيفري إبستين كان يسمح له بالبقاء 12 ساعة في اليوم خارج السجن، وقد أخلي سبيله بعد 13 شهر بسبب حسن سلوكه ولدى خروجه من السجن أقام حفل كبير كان من بين المدعويين إليه الأمير أندرو، وتم إدراج اسم إبستين في قائمة الدرجة الثالثة من المتهمين بارتكاب جرائم جنسية في نيويورك ومعناه أن هناك احتمال لارتكابه الجرائم نفسها مرة أخرى ورغم ذلك احتفظ بكل ثروته ومن بينها ثلاث طائرات خاصة، بينها واحدة من طراز بوينغ 727.
نهاية جيفري إبستين
تم إلقاء القبض على جيفري إبستين في السادس من يوليو 2029، لدى عودته من باريس على متن طائرته الخاصة، حيث داهم رجال المباحث الفيدرالي مسكنه في مانهاتن “وهو المكان الذي ارتكبت فيه أغلب الانتهاكات” وصادرت الشرطة الكثير من الوثائق التي تدينه، حسبما أفادت به الأنباء.
اقرأ أيضًا: أوبرا وينفري ومايكل جاكسون.. فضائح مشاهير هوليوود في قضية جيفري إبستين الجنسية