بين الواقعية والافتراضية .. ماهو الفرق بين الواقع الافتراضي والمعزز؟
انتشرت تقنيتين الواقع الافتراضي والواقع المعزز بشكل كبير وبدء استخدامهما على نطاق واسع في العديد من المجالات مثل: التعليم والتجارة الإلكترونية والتسويق والألعاب والتدريب.
استطاعت هاتين التقنيتين أن تلعبا دورًا كبيرًا في إنشاء تجارب تفاعلية فريدة وجديدة بجميع هذه المجالات؛ وذلك من خلال استبدال تجارب الحياة الواقعية بتجارب محاكاة.
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لتقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز، إلا أن الكثيرين حولنا ما زالوا يخلطون بين التقنيتين، ولا يعرفون الفرق بينهما.
لذلك موقع " بالمصري " يقدم لكم الفرق بينهما.
ماهو الواقع الافتراضي ؟
الواقع الافتراضي " vr" هو محاكاة تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر لعالم أو واقع بديل، وتستخدم بشكل أساسي في الأفلام ثلاثية الأبعاد وألعاب الفيديو، وينشئ الواقع الافتراضي عمليات محاكاة تهدف إلى إقصاء العالم الحقيقي وإحاطة المشاهد أو "غمره" باستخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الحسية مثل: سماعات الرأس والقفازات.
بصرف النظر عن الألعاب والترفيه، لطالما استخدم الواقع الافتراضي في التدريب والتعليم والعلوم، يمكن للواقع الافتراضي اليوم أن يجعل الناس يشعرون بأنهم يسيرون في غابة أو يقومون بإجراء صناعي، ولكنه يتطلب دائمًا معدات خاصة مثل: سماعات الرأس الضخمة للحصول على الخبرة ، عادةً في الألعاب أو "التجارب" التي تشبه الأفلام.
وبمعنى آخر، تقوم تقنية الواقع الافتراضي بإعادة إنتاج العالم الذي نعيشه ولكن بشكل رقمي، باستخدام الصور والمجسمات ثلاثية الأبعاد، وهو ما يخلق تجربة غامرة للمستخدم تجعله يشعر وكأنه جزءًا من هذا العالم الافتراضي.
ما هو الواقع المعزز؟
الواقع المعزز "Ar" لا يدعي إنشاء عالم افتراضي على عكس الواقع الافتراضي، يتم الوصول إلى الواقع المعزز باستخدام معدات أكثر شيوعًا مثل: الهواتف المحمولة ، ويقوم بتركيب صور مثل هذه الشخصيات أعلى الفيديو أو عارض الكاميرا، وهو ما يمتلكه معظم المستهلكين بالفعل، مما يجعله أكثر قابلية للاستخدام للبيع بالتجزئة والألعاب والأفلام.
يجمع الواقع المعزز بين العالم المادي والعناصر الافتراضية التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر، يتم بعد ذلك إسقاط هذه العناصر على الأسطح المادية في الواقع ضمن مجال رؤية الناس، بقصد الجمع بين الاثنين لتعزيز بعضهما البعض.
يعمل الواقع المعزز على إدراج المحتوى أو وضعه في العالم الحقيقي باستخدام جهاز مثل: شاشة الهاتف الذكي أو سماعة الرأس، في حين أن الواقع الافتراضي يحل محل ما يراه الناس ويختبرونه، فإن الواقع المعزز يضيف إليه في الواقع.
تاريخ ظهورهما
الواقع الافتراضي :
ظهر مصطلح الواقع الافتراضي لأول مرة في قصة قصيرة نشرها كاتب الخيال العلمي الأمريكي، ستانلي وينباوم – Stanley Weinbaum، عام 1935.
وقام أحد أبطال هذه القصة التي تحمل اسم Pygmalion’s Spectacles باختراع جهاز يساعد بطل آخر، على الغوص في الواقع الافتراضي، وفي عام 1987، قام العالم الأمريكي، جارون لانير – Jaron Lanier، بصياغة مصطلح الواقع الافتراضي.
وقام لانير من خلال مختبر البرمجة المرئية الخاص به بتطوير بعض المعدات التي تحاكي الواقع.
الواقع المعزز :
ظهر مصطلح الواقع المعزز لأول مرة في إحدى روايات الخيال العلمي، التي كتبها فرانك بوم – Frank Baum، عام 1901، تحت عنوان The Master Key. حيث تحدث بوم في روايته عن نظارات إلكترونية يمكن من خلالها رؤية الأشخاص في العالم الحقيقي.
وفي عام 1990، ابتكر الباحث توم كودل – Tom Codell، جهاز رؤية رقمية أطلق عليه اسم الواقع المعزز؛ وذلك لتبسيط مهمة العمال في أحد المصانع.
آلية العمل
الواقع الافتراضي
يجمع الواقع الافتراضي بين استخدام الأجهزة والبرامج؛ وذلك من أجل إنشاء تجارب غامرة يمكنها خداع العين والدماغ، وتقوم الأجهزة بدعم التنبيه الحسي والمحاكاة، مثل: الأصوات واللمس والشم ودرجة الحرارة وغيرها، بينما تقوم البرامج بإنشاء البيئة الافتراضية المقدمة للمستخدمين.
الواقع المعزز
يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز في أن الواقع المعزز يعرض محتوى مختلفًا في العالم الحقيقي، وتلعب رؤية الكمبيوتر وتتبع العمق ورسم الخرائط دورًا رئيسيًا في هذه العملية.
حيث يتم جمع البيانات في الوقت الفعلي عبر الكاميرات، على سبيل المثال، ومعالجتها مباشرة، كما يسمح ذلك بعرض المحتوى الرقمي كلما احتاج إليه المستخدم.
الأجهزة والأدوات
الواقع الافتراضي
تعمل أنظمة الواقع الافتراضي من خلال محاكاة أكبر عدد ممكن من الحواس لخداع العقل البشري، والانغماس في البيئة الافتراضية، ولتحقيق ذلك، يتم استخدام أجهزة خاصة مثل: نظارات العالم الإفتراضي، وهي كالتالي:
-شاشات العرض المثبتة على الرأس HMDs
يتم ارتداء الـHDMs على الرأس، حيث توفر عرضًا ثلاثي الأبعاد للعالم الافتراضي، وتوفر هذه الشاشات تجارب بصرية واقعية، من خلال تقديم مجال رؤية ومعدل إطار يشبه الرؤية البشرية.
-سماعات الرأس ذات الصوت المكاني
توفر سماعات الرأس ذات الصوت المكاني مشهدًا صوتيًا يتطابق مع المشاهد المرئية التي تقدمها الـHDMs. وتخلق هذه السماعات محاكاة للمشاهد الصوتية التي يمكن توقعها في بيئة حقيقية مماثلة.
-قفازات اللمس
قفاز اللمس هو عبارة عن جهاز يغطي اليد، ويخلق تفاعلًا نشطًا بين المستخدم والبيئة الافتراضية؛ للشعور باللمس، فعلى سبيل المثال، تعطي هذه القفازات إحساسًا بدرجة الحرارة.
-الجيروسكوبات ومقاييس التسارع
تُستخدم هذه الوسائل لتتبع الرأس والحركة التي تضبط البيئة الافتراضية، وفقًا لموضع المستخدم داخل الغرفة واتجاه الرأس.
الواقع المعزز
مثل الواقع الافتراضي، يعمل أيضًا الواقع المعزز من خلال مجموعة من الأجهزة والأدوات، يتمثل أبرزها في التالي:
-شاشات العرض الرأسيةHUDs
هي شاشة شفافة تعرض البيانات على المستخدمين أمام أعينهم، وبالتالي لن يحتاج المستخدم إلى النظر بعيدًا عن وجهات نظره المعتادة.
عروض التصوير المجسم – Holographic Displays
تعرض نظارات الواقع المعزز القائمة على هذه التقنية صورًا ثلاثية الأبعاد متراكبة على العالم الحقيقي، باختصار توفر هذه التقنية للمستخدم تجربة واقع مختلط.
النظارات الذكية – Smart Glasses
نظارات الواقع المعزز الذكية هي نظارات يمكن ارتداؤها؛ لإضافة صورًا ثلاثية الأبعاد مثالية ورسوم متحركة ومقاطع فيديو وغيرها إلى مشاهد العالم الحقيقي، ويتم ذلك من خلال تراكب المعلومات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر أو المعلومات الرقمية في العالم الحقيقي للمستخدم.
الأجهزة المحمولة
يتم استخدام الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية وغيرها؛ لتثبيت تطبيقات الواقع المعزز عليها، فعلى سبيل المثال، يمكنك استخدام هاتفك الذكي لتجربة نماذج افتراضية للأثاث على أرضية منزلك.