الثلاثاء 02 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

أمي تفضل أخي عليّ، هل ستحاسب على ذلك؟

بالمصري

 

العدل بين الأبناء من أهم الواجبات التي على الوالدين القيام بها، فقد أمر الله تعالى الوالدين بالعدل بين أبنائهم في المعاملة والتربية والعطايا، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" (النساء: 135).

والتفرقة بين الأبناء ظلمٌ لهم، وسببٌ لبث الشقاق والعداوة بينهم، وقد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" (رواه أبو داود).

هل تحاسب الأم على التفرقة بين أبنائها

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو: هل تحاسب الأم على التفرقة بين أبنائها؟

الإجابة على هذا السؤال تختلف باختلاف القصد من التفرقة، فإن كان القصد منها هو الظلم والجور، فإن الأم ستحاسب على ذلك يوم القيامة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من ماله أو من حقه فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له عمل صالح أخذ من حسنات أخيه بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فحمل عليه" (متفق عليه).

أما إن كان القصد من التفرقة هو الحب أو التفضيل دون ظلم، فإن الأم لا تحاسب على ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُكلِّفُ الله نفسًا إلا وسعها" (البقرة: 286).

ولكن يبقى التفرقة بين الأبناء خطأً أخلاقيًا، وسببًا لبث الشقاق والعداوة بينهم، وعلى الأم أن تحرص على العدل بينهم في المعاملة والتربية والعطايا، حتى لا تقع في هذا الخطأ.

الخلاصة

ختامًا، فإن التفرقة بين الأبناء ظلمٌ لهم، وسببٌ لبث الشقاق والعداوة بينهم، وعلى الأم أن تحرص على العدل بينهم في المعاملة والتربية والعطايا، حتى لا تقع في هذا الخطأ، ولكي تحاسب يوم القيامة على ذلك.

بعض النصائح للامهات:

  • تذكري أن كل طفل من أبنائك هو هدية من الله لك، ويجب أن تعامليهم بالعدل والمساواة.
  • لا تقارني بين أبنائك، فكل طفل له قدراته ومهاراته الخاصة.
  • خصصي وقتًا لكل طفل من أبنائك، حتى تشعروا بالحب والاهتمام.
  • لا تستمعي إلى كلام الآخرين عن أبنائك، فأنتِ تعرفينهم أكثر من غيرك.

إذا اتبعتِ هذه النصائح، فستتمكنين من تحقيق العدل بين أبنائك، وتربية أسرة سعيدة مترابطة.

رأي دار الإفتاء المصرية

تتفق دار الإفتاء المصرية مع ما ورد في المقال أعلاه، حيث ترى أن العدل بين الأبناء من أهم الواجبات التي على الوالدين القيام بها، وأن التفرقة بين الأبناء ظلمٌ لهم، وسببٌ لبث الشقاق والعداوة بينهم.

وفيما يتعلق بسؤال المقال حول هل تحاسب الأم على التفرقة بين أبنائها، فترى دار الإفتاء أن الإجابة على هذا السؤال تختلف باختلاف القصد من التفرقة، فإن كان القصد منها هو الظلم والجور، فإن الأم ستحاسب على ذلك يوم القيامة، أما إن كان القصد من التفرقة هو الحب أو التفضيل دون ظلم، فإن الأم لا تحاسب على ذلك.

ولكن تؤكد دار الإفتاء على أن التفرقة بين الأبناء خطأً أخلاقيًا، وسببًا لبث الشقاق والعداوة بينهم، وعلى الأم أن تحرص على العدل بينهم في المعاملة والتربية والعطايا، حتى لا تقع في هذا الخطأ.

وفيما يلي بعض أقوال دار الإفتاء المصرية حول التفرقة بين الأبناء:

  • في فتوى لها عام 2020، قالت دار الإفتاء المصرية:

"العدل بين الأبناء في المعاملة والتربية من أهم الواجبات الدينية والأخلاقية، فالعدل هو أساس الحكمة، وهو ما يحقق الرضا والطمأنينة في الأسرة، ويدفع إلى التعاون والتكامل بين الأبناء."

  • وفي فتوى أخرى لها عام 2021، قالت دار الإفتاء المصرية:

"التفرقة بين الأبناء في المعاملة والتربية ظلمٌ لهم، وسببٌ لبث الشقاق والعداوة بينهم، وقد نهى الله تعالى عنها في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" (النساء: 135)."

  • وفي فتوى أخرى لها عام 2022، قالت دار الإفتاء المصرية:

"التفرقة بين الأبناء في المعاملة والتربية خطأٌ أخلاقيٌ، وسببٌ لبث الشقاق والعداوة بينهم، وعلى الأم أن تحرص على العدل بينهم حتى لا تقع في هذا الخطأ."

“هل أعجبك هذا المحتوى؟ هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل ترغب في مساعدتنا على نشره؟ شاركه مع أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني، كل مشاركة تساعدنا على الوصول إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة المحتوى الرائع معهم، شكرًا لك على دعمك، ونسعد ان تزورونا على منصات «بالمصري» المختلفة.، الفيس بوك - تويتر - لينكد إن - بنترست - يوتيوب

تم نسخ الرابط