الجمعة 05 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

قضاء صوم رمضان في شهر رجب: هل يجوز الجمع بين نيتين؟

بالمصري

صيام رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر. فإذا أفطر المسلم يومًا من رمضان بدون عذر شرعي، وجب عليه قضاؤه. وقضاء الصوم يجوز في أي وقت من السنة، ولكن الأفضل أن يُقضى في شهر رمضان نفسه، أو في شهر شعبان الذي يسبق رمضان.

وقد يسأل البعض عن حكم قضاء صوم رمضان في شهر رجب، مع الجمع بين نية القضاء ونية أخرى، مثل نية التطوع أو نية صيام الست من شوال.

الرأي الراجح:

الرأي الراجح في هذه المسألة هو أنه لا يجوز الجمع بين نية القضاء ونية أخرى في صيام يوم واحد. وذلك لأن القضاء عبادة واجبة، والواجب لا يجوز أن يقترن بغير الواجب، إلا إذا كانا متوافقين في المعنى.

وذهب إلى هذا الرأي جمهور الفقهاء، منهم الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.

واستدلوا على ذلك بما يلي:

  • أن الجمع بين النية للفرض والتطوع يؤدي إلى نقص الثواب، لأن الصوم الواجب لا يحصل فيه إلا ثواب الفرض، ولا يحصل فيه ثواب التطوع.
  • أن الجمع بين النية للفرض والتطوع يؤدي إلى الإخلال بحق الله تعالى، لأن الله تعالى أمر بالقضاء، وأمر بالتطوع، فإذا جمع بين النية في يوم واحد، فقد أدى الواجب على وجه ناقص، ولم يؤد التطوع على وجه صحيح.

الرأي المخالف:

ذهب بعض الفقهاء، منهم ابن حزم الظاهري، إلى جواز الجمع بين نية القضاء ونية أخرى في صيام يوم واحد.

واستدلوا على ذلك بما يلي:

  • أن النية هي إرادَة القلب، فلا حرج في أن ينوي الإنسان شيئين في قلبه في وقت واحد.
  • أن الجمع بين النية للفرض والتطوع لا يؤدي إلى إخلال بحق الله تعالى، لأن الإنسان يؤدي الواجب كاملاً، ويحصل له ثواب التطوع أيضًا.

الخلاصة:

الرأي الراجح في هذه المسألة هو أنه لا يجوز الجمع بين نية القضاء ونية أخرى في صيام يوم واحد. وذلك لأن الجمع بين النية للفرض والتطوع يؤدي إلى نقص الثواب، والإخلال بحق الله تعالى.

ولكن يجوز للمسلم أن ينوي القضاء ونية أخرى في يومين متتابعين، مثل أن يصوم يومًا قضاءً ويومًا تطوعًا، أو أن يصوم يومًا قضاءً ويومًا ستًا من شوال.

فضل شهر رجب

شهر رجب هو أحد الأشهر الأربعة الحرم التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، فقال: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة:36].

وشهر رجب هو الشهر السابع من السنة الهجرية، وجاء في فضله العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:

ما رواه النسائي وغيره من حديث سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».

وما رواه ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي».

وبناءً على هذه الأحاديث النبوية الشريفة، يمكن القول أن فضل شهر رجب يتلخص في الآتي:

  • أنه أحد الأشهر الأربعة الحرم التي خصها الله تعالى بالذكر ونهى عن الظلم فيها.
  • أن الأعمال الصالحة فيه لها أجرٌ مضاعف.
  • أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، فيحب المسلم أن يرفع عمله وهو صائم.

وأما عن الأعمال المستحبة في شهر رجب، فهي:

  • الصيام، وخاصةً في النصف الأخير من الشهر.
  • التلاوة والذكر والدعاء.
  • الصدقة والإحسان.
  • التوبة والاستغفار.

وعلى المسلم أن يحرص على اغتنام فضل شهر رجب بالأعمال الصالحة، وابتغاء مرضاة الله تعالى.

 “هل أعجبك هذا المحتوى؟ هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل ترغب في مساعدتنا على نشره؟ شاركه مع أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني، كل مشاركة تساعدنا على الوصول إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة المحتوى الرائع معهم، شكرًا لك على دعمك، ونسعد ان تزورونا على منصات «بالمصري» المختلفة.، الفيس بوك - تويتر - لينكد إن - بنترست - يوتيوب

تم نسخ الرابط