من الملك فاروق للرئيس السيسي.. كيف دعم ملوك ورؤساء مصر القضية الفلسطينية
كانت ولا زالت القضية الفلسطينية تحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين والروؤساء منذ أن خطت أول قدم يهودية أرض فلسطين وزادت أهميتها مع إعلان قيام دولة إسرائيل.
ومنذ بداية حكم الملك فاروق الأول وحتى وقتنا الحاضر، كانت القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للوطن العربي بشكل عام ومصربشكل خاص، حيث تعتبرها جزءَا من أمنها القومي، وموقعها الاستراتيجي.
وتسعى مصر دائمًا لإيجاد حلول لتهدئة الأوضاع السياسية والأمنية في غزة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
وفي السطور التالية يستعرض موقع " بالمصري " دور ملوك وحكام مصر في دعم القضية الفلسطينية من منذ حكم الملك فاروق حتى يومنا هذا:
الملك فاروق وحرب 1948م
في ١٩٤٨، سمح الملك فاروق الأول للجيش المصري بالمشاركة في حرب فلسطين بناء على رغبة الرأي العام المصري بالمساهمة في دعم القضية الفلسطينية.
وجاء هذا القرار بعد الاجتماع الذي عقده الملك فاروق و٧ من رؤوساء وأمراء الدول العربية في مدينة أنشاص؛ لمناقشة بدء هجرة اليهود إلى الأراضي الفلسطينية، حيث تم الاتفاق على التمسك بالاستقلال التام لفلسطين، وفقا لميثاق جامعة الدول العربية الذي ينص على وجوب الدفاع عن الدول العربية فى حال وقوع اعتداءعليها، وظلت القضية الفلسطينية هي القضية المحورية التي يدور حولها اجتماعات مجلس الدول العربية.
جمال عبدالناصر و"اللاءات الثلاثة"
" لا اعتراف.. لا صلح.. لا تفاوض" .. كانت هذه الكلمات هي الشعار الذي رفعه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في مؤتمر الخرطوم، والذي سمي بمؤتمر "اللاءات الثلاثة"، لمناقشة الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، حيث وضع "عبد الناصر" القضية الفلسطينية على رأس أولوياته، وأكد في أكثر من مؤتمر أنه لا صلح ولا اعتراف بالكيان الصهيوني.
كما اقترح "عبدالناصر" إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، كما وافقت مصر على قرار إنشاء جيش للتحرير الفلسطيني في مؤتمر القمة العربية الثانية في سبتمبر 1964، بالإضافة لتوقيع اتفاقية "القاهرة" لدعم الثورة الفلسطينية عام 1969.
السادات وخطاب الكنيست الشهير
لا يستطيع أحد أن ينسى خطاب الرئيس محمد أنور السادات الشهير في الكنيست الإسرائيلي، بعد انتصار مصر في حرب السادس من أكتوبر، حيث أطلق على السادات وقتها "بطل النصر والسلام".
ووقف السادات وسط الكنيست الإسرائيلي مطالبا بحقوق الشعب الفلسطيني، وعودة الاحتلال الإسرائيلي إلى حدود ما قبل 1967، والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس.
كما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا في أكتوبر 1975، بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر.
مبارك والأرض مقابل السلام
شهدت فترة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، تطورات كبيرة وحادة في القضية الفلسطينية، حاولت مصر فيها تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حتى وقعت مجزرة "صبرا وشاتيلا" في عام 1982، والتي قامت مصر على إثرها بسحب السفير المصري من إسرائيل.
وفي عام 1989 طرح "مبارك" خطة مصر لإحلال السلام في المنطقة، والتي نصت على ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقا لقرار مجلس الأمن ومبدأ "الأرض مقابل السلام" ووقف الاستيطان الإسرائيلي.
كما شارك في سبتمبر 1993، في التوقيع على اتفاق "أوسلو" الذي نص على حق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، كذلك تأييد وثيقة "جينيف" في 2003 بين الفلسطينيين والإسرائيلين باعتبارها نموذج لإحلال السلام.
عدلي منصور واتفاقية المصالحة بين "حماس وفتح"
نجح الرئيس السابق المؤقت عدلي منصور، في إقناع حركتي "حماس وفتح" بالتوقيع على اتفاقية المصالحة، والتي سعى إليها على مدار فترة حكمه رغم قلة مدتها (10 أشهر).
الرئيس السيسي ودعواته لحقن دماء الشعب الفلسطيني
ظلت القضية الفلسطينية على رأس أولويات مصر في حكم الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، والذي بذل جهودًا كثير لحقن دماء الشعب الفلسطيني، وإحلال السلام بالمنطقة، فضلًا عن الجهود والمساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين، وتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية للشعب الفلسطيني، والمشاركة في إعمار غزة بعد القصف الإسرائيلي الغاشم التي شهدته.
وأكد الرئيس السيسي في أكثر من لقاء خاصة مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، أن مصر ستواصل جهودها ومساعيها لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، والحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومشاركتهم في تنفيذ المبادرة الفرنسية أو الذهاب لمجلس الأمن.
واليوم وبناءً على دعوة الرئيس السيسي، تحتضن مدينة العلمين الجديدة، مؤتمر الأمناء العاميين للفصائل الفلسطينية تلبية لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ لإنهاء حالة الانقسام بين الفصائل وتوحيد الجهود والصف الفلسطيني.