سألتني زوجة ثلاثية: هل استمر في الحياة مع زوجي الأناني، وعلى الرغم من صعوبة تفسير الأنانية، والتي من الممكن ان تشترك مع كثير من الاضطرابات النفسية، ومنها النرجسية، إلا أنني سأحاول الإجابة عن هذا السؤال بشكل يتماشى مع كثير من الأزواج الأنانيين.
فمن الشائع في حياة الزواج، قد يواجه الشريك تحديات مختلفة، مثل التعامل مع زوج يتمتع بسلوك اناني.. حيث من الصعب في أغلب الأوقات التعايش مع هذا النوع من الأزواج، ولكن فهم سلوكه ومعالجته بالطريقة الصحيحة يمكن أن يساعد في تحقيق التناغم، ليس من أجل السعادة، ولكن على أبسط تقدير من أجل التعايش، والمرور قدمًا في استكمال الحياة الزوجية، والتي غالبًا ما يرتبط بها آخرون.. في هذا المقال، نستعرض معًا أهمية فهم السلوك الاناني للزوج وكيفية التعامل معه بشكل أكثر فاعلية يمكننا من المضي قدمًا.
يعد التواصل المفتوح مع الزوج الاناني أمرًا حيويًا للحفاظ على صحة العلاقة الزوجية، فإذا ما كان شعورك بأن زوجك يتصرف بطريقة انانية، فقد يكوّن العديد من المشاعر السلبية التي تتراكم في داخلك، ومن خلال فتح الحوار والتعبير عن تلك المشاعر بصراحة، يمكنكما أن تعملا معًا على تحسين العلاقة الزوجية وبناء تفاهم أفضل، الحوار المفتوح يمكن أن يساعد على:
فهم احتياجاتك ومشاعرك: من خلال الحديث بصراحة مع زوجك، يمكنكما بناء تفاهم أعمق حول احتياجاتك ومشاعرك، قد يكون زوجك غير مدرك تمامًا لتأثير سلوكه الاناني عليك، وبالتالي فإن التواصل المفتوح يمكن أن يجلب له الوعي ويساهم في تغيير سلوكه.
تقديم التعليمات والتوجيه: قد يكون هناك بعض الأوقات التي يجهل فيها زوجك كيفية التعامل بشكل أفضل معك، من خلال التواصل المفتوح، يمكنك إرشاده وتوجيهه بشأن السلوك الذي تفضلينه والذي يجعلك تشعرين بالراحة والسعادة.
بناء الثقة والاحترام: عندما تشعرين بأن زوجك يستمع لك ويأخذ احتياجاتك ومشاعرك بعين الاعتبار، يزيد ذلك من ثقتك فيه ويعزز الاحترام المتبادل بينكما.
وبعد سرد الطرق.. هناك سؤال يطرح نفسه الآن وبقوة.. وربما عد الإجابة عليه أو معرفة آلياته يجعلنا نشعر بالإحباط ونقول قولتنا المشهورة "مفيش فايدة"، بينما نجن لم نفعل بشكل صحيح .. إذا تعالي لأخبرك كيف تفعلينها.
للتعبير عن احتياجاتك ومشاعرك بصراحة أمام زوجك الاناني، قد تجربين الخطوات التالية:
كوني صادقًة ومباشرًة: أخبري زوجك بوضوح عما تشعرين به وما تحتاجين إليه، واستخدمي الأمثلة الواقعية لتوضيح الأمور وقدمي له فهمًا أعمق لمشاعرك.. لا تخجلي.
استمعي بصبر: بعد أن تعبري عن احتياجاتك ومشاعرك، اتركي الفرصة لزوجك للرد والتعبير عن رؤيته ومشاعره أيضًا، استمعي بصبر وتفهم وحاولي أن تنظرين إلى الأمور من منظوره.. هذا مفيد.
حددي الحلول المشتركة: بدلاً من الانتقاد المباشر أو التهديدات، حاولي مع زوجك البحث عن حلول مشتركة تلبي احتياجاتكما معًا، وقد تحتاجين إلى التفاوض وإيجاد توازن بين المطالب والتضحيات.
استشيري مستشار زواج: في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب تحقيق تغيير في السلوك الاناني لزوجك بمفردك، في هذه الحالات، يمكن أن يكون الاستعانة بمستشار زواج مفيدًا جدًا، ويمكن للمستشار أن يقدم النصائح والأدوات اللازمة لبناء علاقة أكثر صحة بينكما.. زواجك يستحق التجربة.
وفي الختام .. ليس ما ذكرته كل شيء، ولكنه أهم شيء، حاولت التركيز عليه معكي، لأن ما سبق هو اختبار لقدرتك اولَا رغبتك في استكمال حياة يرتبط بها آخرون كما قلت، وقرار الهدم وقتها كارثي العقبات، فمن اجل نفسك ومن اجل ذويك وأطفالك .. التجربة تستحق، ولنجاح فيها أكثر متعة، لخلق حياة وقتها تكون من العدم.. حياة تعود من الموت .. استعيني وجربي .. وتأكدي دائمًا هناك زاوية لا نراها.