الثلاثاء 16 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

الحياة أشبه بعجلات القطار التي تظل تدور في فلكها إلى أن يتوقف القطار عن الحركة أو تهلك هي مع مرور الزمن، ونحن نشبه تلك العجلات أيضا في حركاتنا الروتينية وأدوارنا المتشابهة حتى يأتي اليوم الذي نتوقف فيه عن الحركة وعن تمثيل تلك الأدوار إما بمرض أو موت.

عادات أنهت أدوار الكثير منا

عادات في منازلنا وأخرى في أشغالنا وثالثة في علاقاتنا شبه الوهمية ورابعة وخامسة وسادسة إلى أن يُعلن الحكم نهاية المُباراة وينطق القاضي بالحكم وتُرفع الجلسة، عادات قتلت أرواحنا وأذابت طموحات الصبي وقتلت طفولة لم تنته بعد، فالكذب لتيسير الأمور على سبيل المثال لا الحصر أصبح عادة تؤجج المجتمع وتملأ جنباته بخفايا نخاف أن تخرج علينا يوما ما وتقتل ما تبقى من جميل فينا.

إلى متى؟

إلى متى ستُحاربنا عادات زُرعت في ثقافة العامة وقتلت الزهرة التي سمعنا عنها في قصص الصبي وبين جلسات الكبار؟ إلى متى ستأكل تلك الآفات عقول الشباب وتقضي على الفطرة السليمة وسليقتنا التي لطالما عشنا في كنفها وتحت مظلتها؟

إلى متى ستتغذى العادات السيئة والعلاقات السلبية على عقول شبابنا ونحن نتفرج بسلبية منقطعة النظير؟ إلى متى سنلتزم أماكننا نشاهد سقوط القيم النبيلة والأخلاق بسرحها؟ أم أننا ننتظر تلك الجملة لنستفيق؛ رُفعت الجلسة.

رُفعت الجلسة..

ولكن دعونا اليوم نطرح بين أنظاركم جملة شبه متكررة بشكل يومي، نسمعها عادة داخل أروقة وقاعات المحاكم بشكل دوري دون أن نركز في حروفها وما تحمله من معاني فنمر عليها مرور الكرام ربما لتعودنا على الاستماع إليها لكن تخيل أن هذه الجملة تلخص في حروفها حياتنا من بدايتها إلى النهاية.

إذا أمعنا النظر لوجدناها تتخلل حياتنا في كل شيء فعندما نزاحم الدنيا للوصول لشيء نبتغيه وهدف نرجوه ويكون للقدر رأي أخر حين يكون الأمر صعب أن نجده على ارض الواقع نسمع تلك الجملة مطبقة بأسلوب عملي رفعت الجلسة وانتهي الأمر.

حين نجتهد ونذاكر لنصل لدرجة علمية ولا نصلها تمر بين ناظرينا تلك الجملة، حين نريد أحداهن للزواج فيقف الأهل أو تقف الظروف حائلا نسمع صوت طرقات القاضي عند أسماعنا وهو يقولها بصوته الأجش الذي يصحبه شعور بالنهايات، لكن للإنصاف ليست كل النهايات مأساوية، فربما سمعنها بعد النطق بالبراءة على متهم بالقتل فحياتنا بين الخير والشر تسير تارة هنا وتارة هناك ومع كل مرة نسمع تلك الجملة صاحبة الأحرف المميزة.

قضيتنا التي نطرحها بين أيدي الحياة ويكون القدر هو الحكم فيها ليس فيها شهود أو دفاع كمحاكمنا، بل أنت المتهم والشاهد والدفاع، عليك حينها أن تبدع في تخليص نفسك قبل أن يصدر حكم بشأنها تتلوه تلك الجملة التي تشبه خاتم النسر لا رجعة فيه حينها فسيكون واجب النفاذ لا محالة.

ربما ستدفع ثمن جريمة لم ترتكبها أو تشارك في أي أجزائها أنت فقط سكت أمام من كان يوجه إليك الاتهامات حتى سمعتها تترنم داخل أذنيك وكأنها سنفونية حزينة أرادت فقط إيقاظك على ذاك الواقع المرير وتستمتع برؤية نظرات الحزن تأكل ما تبقى من عمرك وتطوي صفحة حان وقت طيها.

كن بطلا في كل أدوارك وقدم لمحكمة حياتك ما يبهرها بك لا ما يجعلها تنزل عليك أحكامها تباعا.
 

تم نسخ الرابط