الأحد 07 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

أكبر المخيمات الفلسطينية.. ما هي قصة "عين الحلوة"؟

مخيم عين الحلوة
مخيم عين الحلوة

شهد مخيم عين الحلوة الذي يضم الآلاف من الفلسطنيين، والذي يقع تحت إشراف الدولة اللبنانية، منذ يومين عدة اشتباكات أسفرت عن العديد من الضحايا والمصابين. وذلك أدى لإثارة العديد من الأراء التي تقول أن تلك الاشتباكات مدبرة ومقصودة لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان. فما هي القصة الكاملة وراء مخيم عين الحلوة؟

ما هو مخيم عين الحلوة؟

مخيم عين الحلوة مخيم للاجئين فلسطينيين، في جنوب لبنان، أنشئ عام 1948من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف ضم نحو 15 ألف لاجئ فلسطيني تم تهجيرهم من قرى الجليل في شمال فلسطين أيام النكبة إثر قيام دولة إسرائيل. أُنشئ ھذا المخیم على بعد 3 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة صيدا، على قطعة أرض قامت بتأجيرها دولة لبنان من قبل اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر عام 1949، سكن اللاجئون في الخيام حتى عام 1952 وبعد أن مر عليها الكثير وتهالكت، قام اللاجئون ببناء مساكن من الاسمنت بمساعدة وكالة الغوث الدولیة،  وسمي بـ «عين الحلوة» نسبة إلى المياه العذبة التي كانت موجودة حين إنشائه. ويسمى «عاصمة الشتات الفلسطيني». وقد تعرّض المخيم بشكل خاص لأعمال العنف بين الأعوام 1982 و1991، الأمر الذي نتج عنه حدوث عدد كبير من الإصابات وتدمير المخيم بالكامل تقريبا. ويعتبر مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويُعرف أن المتطرفين والهاربين من العدالة يحتمون فيه. ويضم المخيم العيديد من الفئات كحركة فتح وعصبة الأنصار وجبهة التحرير الفلسطينية والقوى الإسلامية الأخرى. وثمة أكثر من 450 ألف فلسطيني مسجلين لدى الأونروا في لبنان. ويعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين، غالبا في ظروف بائسة، ويواجهون مجموعة قيود قانونية.

ظروف معيشة اللاجئين الفلسطنيين

تفيد تقارير دولية متعددة أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون حياة قاسية تشمل الفقر، والمسكن غير الملائم، والأمراض المتفشية، والبطالة بنسبة كبيرة، وينسب البعض أسباب تلك الأوضاع إلى فرض الحكومة اللبنانية قيود كثيرة للغاية على اللاجئين، فمثلا يقال إن اللاجئين محرومون من ممارسة أكثر من 70 مهنة، وهناك قيود على إدخال مواد للبناء إلى المخيمات. وتتواجد العديد من الفصائل الفلسطينية المسلحة داخل المخيم مثل حركة فتح وحركة حماس.

مقتل 6 فلسطنيين وقائد عسكري 

تسببت معارك ليلية تجددت الأحد في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان بين عناصر من حركة فتح وآخرين من مجموعات إسلامية، بمقتل ستة فلسطينيين بينهم قائد عسكري في الحركة. والاشتباكات بين مجموعات مُتنافسة أمر شائع في المخيم الذي يؤوي أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين، انضم إليهم في السنوات الأخيرة آلاف الفلسطينيين الهاربين من النزاع في سوريا.

اشتباكات مشبوهة

وصرح رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في بيان الأحد، بأن "توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين".

وأضاف أن "تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها". ولفت ميقاتي إلى ضرورة تعاون القيادات الفلسطينية مع الجيش لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية.

وقف إطلاق النار

 وخلال اجتماع للفصائل الفلسطينية ضم ممثلين لحركة فتح، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار. وحضر الاجتماع أيضا ممثلون لحركة أمل وحزب الله. وأفاد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية أن وتيرة الاشتباكات تراجعت مساء الأحد.

ارتفاع عدد الإصابات

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عن مقتل 11شخصا، وإصابة 40 آخرين بينهم أحد موظفي الوكالة، خلال اشتباكات مخيم عين الحلوة في لبنان.
وقالت الوكالة، في بيان لها، إن "العنف المسلح في مخيم عين الحلوة يستمر على مدار أكثر من يومين، ما يؤثر على المدنيين بمن فيهم الأطفال، ويتسبب بفرار العائلات بحثا عن الأمان"، منوهة أن الاشتباكات أدت إلى تعرض مدرستين تابعتين للأونروا للضرر.

فرار المتضررين 

وأضافت الأمم المتحدة أن "الأحداث الجارية أجبرت أكثر من 2000 شخص على الفرار من المخيم، بحثًا عن الأمان في أماكن أخرى"، مشيرة إلى فتح مدارسها لإيواء العائلات النازحة، بمساعدة متطوعين.

تم نسخ الرابط