في مثل هذا اليوم عام 1991.. جورج بوش الأب يعلن وقف العمليات العسكرية بالكويت
تحل اليوم ذكرى إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش، انسحاب العراق من الكويت عام 1991، بعد غزو القوات العراقية للكويت.
وفي التقرير التالي يستعرض “بالمصري” تفاصيل الإعلان وأبرز المعلومات عن غزو العراق للكويت:
في صباح يوم 27 فبراير عام 1991 أعلن الرئيس بوش الأب وقف الأعمال العسكرية في حرب الخليج، بعد 100 ساعة من بدء الهجوم البري وفي الوقت نفسه واجه الرئيس صدام حسين بسلسلة من المطالب.
ولم يصدر رد فعل فوري من بغداد، لكن مصادر في الأمم المتحدة أشارت إلى أن مجلس الأمن قد ينعقد من جديد، للاستماع إلى الرد العراقي المحتمل.
وبينما كانت قوات التحالف تعلن عن انتصاراته في العراق، ظهر بوش على شاشة التلفزيون ليعلن "تحرير الكويت" وهزيمة الجيش العراقي.
بيان جورج بوش الأب
بيان جورج بوش الأب قال فيه إن الكويت ستتحرر لأن الجيش العراقي قد هزم، معبرًا: “لقد تحققت أهدافنا العسكرية والكويت أصبحت مرة أخرى في أيدي الكويتيين الذين يتحكمون في مصيرهم، إننا نشاركهم فرحتهم فرحة لا يخففها إلا تعاطفنا مع محنتهم فالليلة، يرفرف العلم الكويتي مرة أخرى فوق عاصمة دولة حرة ذات سيادة، ويرفرف العلم الأمريكي فوق سفارتنا”.
وتابع بوش في بيانه: “قبل سبعة أشهر رسمت أميركا والعالم خطا في الرمال وأعلنا أن غزو العراق على الكويت لن يستمر، والليلة أوفت أمريكا والعالم بكلمتهما”.
واستكمل الرئيس الأمريكي: “هذا ليس وقت النشوة وبالتأكيد ليس وقت الشماتة ولكنه وقت الفخر الفخر بقواتنا والأصدقاء الذين وقفوا معنا في الأزمة”.
وأردف بوش: “وقريبا سنفتح أذرعنا على مصراعيها للترحيب بعودة قواتنا المقاتلة الرائعة إلى وطننا أمريكا، ولا يمكن لأي دولة أن تدعي أن هذا النصر هو انتصارها، ولم يكن ذلك انتصارًا للكويت فحسب، بل كان انتصارًا لجميع شركاء التحالف، وهذا انتصار للأمم المتحدة، وللبشرية جمعاء، ولسيادة القانون، ولما هو صواب”.
وقال: “وبعد التشاور مع وزير الدفاع تشيني، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال باول، وشركائنا في التحالف، يسعدني أن أعلن أنه في منتصف الليل الليلة، بالتوقيت الشرقي، بالضبط 100 ساعة منذ بدء العمليات البرية ستعلق جميع قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف العمليات القتالية الهجومية”.
ونوه بوش في بيانه متطلبات التحالف لوقف إطلاق النار الرسمي المتطلبات التالية:
- يجب على العراق أن يطلق فوراً سراح جميع أسرى الحرب التابعين لقوات التحالف، ومواطني الدول الثالثة، ورفات جميع الذين سقطوا.
- على العراق أن يطلق سراح جميع المعتقلين الكويتيين.
- يجب على العراق أيضاً إبلاغ السلطات الكويتية بمكان وطبيعة كافة الألغام البرية والبحرية.
- يجب على العراق أن يمتثل بشكل كامل لجميع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة ويتضمن ذلك إلغاء قرار العراق الذي اتخذه في أغسطس بضم الكويت وهو أمر مقبول والقبول من حيث المبدأ بمسؤولية العراق عن دفع تعويضات عن الخسائر والأضرار والإصابات التي سببها عدوانه.
- يدعو التحالف الحكومة العراقية إلى تعيين قادة عسكريين للاجتماع خلال 48 ساعة مع نظرائهم في التحالف في مكان في مسرح العمليات يتم تحديده لترتيب الجوانب العسكرية لوقف إطلاق النار.
وبعد أن عرض متطلبات وقف إطلاق النار أضاف أنه طلب من وزير الخارجية بيكر، أن يطلب من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع لصياغة الترتيبات اللازمة لإنهاء هذه الحرب.
وظل بوش يلمح في بيانه إلى أن تعليق العمليات القتالية الهجومية مشروط بعدم قيام العراق بإطلاق النار على أي من قوات التحالف، وعدم إطلاق صواريخ سكود ضد أي دولة أخرى، مشيرًا إلى أنه إذا انتهك العراق هذه الشروط، فستكون لقوات التحالف الحرية في استئناف العمليات العسكرية.
كلمة جورج بوش للشعب العراقي
وقبل أن يختتم حديثه وجه كلمة للشعب العراقي وقال فيها: “لقد قلت في كل مناسبة لشعب العراق إن خلافنا لم يكن معهم بل مع قيادتهم وقبل كل شيء مع صدام حسين ويظل هذا هو الحال أنتم يا شعب العراق لستم أعداءنا ونحن لا نسعى إلى تدميركم فنحن تعاملنا مع أسرى الحرب الخاص بكم بلطف ولم تخوض قوات التحالف هذه الحرب إلا كملاذ أخير وتتطلع إلى اليوم الذي يقود فيه العراق أناس مستعدون للعيش في سلام مع جيرانهم”.
وأضاف: “وعلينا الآن أن نبدأ في النظر إلى ما هو أبعد من النصر في الحرب ويجب أن نواجه التحدي المتمثل في ضمان السلام في المستقبل، كما كان من قبل، لذلك سوف نتشاور مع شركائنا في التحالف بخصوص ذلك”.
تفاصيل غزو العراق للكويت
في 2 أغسطس 1990 استيقظت الكويت على وقع هجوم مفاجئ وخاطف للدبابات العراقية التي سيطرت على البلاد في يومين، وبعد فترة وجيزة قام العراق بضم الكويت بالقوة، وأعاد تسمية الدولة الخليجية لتصبح المحافظة العراقية التاسعة عشرة، ومحو تمثيلها السياسي والدبلوماسي في جميع أنحاء العالم.
قرارات مجلس الأمن بخصوص الحرب
في 29 نوفمبر 1990 أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 678، الذي أعطى العراق مهلة حتى 15 يناير 1991 للانسحاب من الكويت ومكّن الدول من استخدام جميع الوسائل الضرورية لإجباره على الخروج بعد الموعد النهائي.
استكمال تفاصيل الحرب
وفي فجر 17 يناير 1991 شنت قوات التحالف الدولي هجوماً كبيراً على المواقع العسكرية والاستراتيجية العراقية في الكويت والعراق تمهيداً لتحرير الكويت، وشهدت الحملة قصفاً جوياً للمنشآت والقواعد العسكرية العراقية ومراكز القيادة والسيطرة والمرافق العامة والجسور ومحطات المياه والكهرباء، فضلاً عن 60 قاعدة عسكرية.
وأعقب ذلك هجوم بري شنه التحالف على الكويت في 24 فبراير وكان الهجوم بمثابة نصر حاسم لقوات التحالف، التي ضمت 30 دولة، والتي حررت الكويت وبدأت على الفور في التقدم عبر الحدود إلى الأراضي العراقية.
بحلول 26 فبراير استعاد الكويتيون السيطرة على بلادهم بعد حوالي 210 أيام من الاحتلال.
اقرأ أيضا: في مثل هذا اليوم.. العدل الدولية تبرئ صربيا من تهمة الإبادة الجماعية
