من دمار نووي لمدينة السلام.. ذكرى قنبلة هيروشيما
يحل اليوم 6 أغسطس، ذكرى تفجير قنبلة هيروشيما في اليابان من قبل الولايات المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية، لتستسلم اليابان بعدها لقوات الحلفاء، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يستخدم فيها السلاح النووي خلال الحرب.
قنبلة هيروشيما
في مثل هذا اليوم في السادس من أغسطس في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، رفض رئيس الوزراء الياباني سوزوكي، أن تستسلم اليابان استسلاما كاملا بدون أي شروط، وعلى ذلك، أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الأولى التي سميت بـ«الولد الصغير» على مدينة هيروشيما، والتي تسببت في مقتل ما يصل إلى 140,000 شخص.
قنبلة الرجل البدين
وعندما لم يأت الاستسلام الفوري من اليابانيين، قامت الولايات المتحدة بإسقاط قنبلة أخرى، أطلق عليها اسم "Fat Man" أو "الرجل البدين"، بعد ثلاثة أيام أي في يوم الـ9 من أغسطس، على بعد نحو 420 كيلومترا إلى الجنوب فوق مدينة ناغازاكي، والذي راح ضحيتها أكثر من 80.000 شخص.
وذكرت بعد التقارير، أن أعداد القتلى المسجلة هي مجرد تقديرات، حيث توفي بعد ذلك عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة)، والسرطانات الصلبة (334 حالة)، نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل، وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين، وأدى الهجوم النووي إلى نهاية الحرب في آسيا، إذ استسلمت اليابان للحلفاء في 14 أغسطس 1945، حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر سبتمبر.
هيروشيما مدينة السلام
بعد الحرب، حاولت هيروشيما إعادة اكتشاف نفسها كمدينة للسلام، وتستمر في تعزيز جهود نزع السلاح النووي في جميع أنحاء العالم، وأدت تجربة اليابان تلك إلى إطلاق حركة سلمية قوية في البلاد، وفي الذكرى السنوية لقنبلة هيروشيما، عادة ما تؤكد الحكومة اليابانية التزامها بعالم خال من الأسلحة النووية.
تفاصيل إطلاق القنبلة التي غيرت العالم
لقبت القنبلة بـ«الولد الصغير»، ويعتقد أنها تمتلك قوة تفجيرية تبلغ 20 ألف طن من مادة تي إن تي شديدة الانفجار.
قاد الطيار بول تيبيتس، وهو كولونيل يبلغ من العمر 30 عاما من ولاية إلينوي الأمريكية، مهمة إسقاط القنبلة الذرية، وتم تحديد الهدف النهائي قبل أقل من ساعة فقط من إسقاط القنبلة.
عند التفجير، كانت درجة الحرارة عند نقطة انفجار القنبلة عدة ملايين درجة، وأدى الانفجار إلى إحداث موجة هائلة أدت إلى تدمير المباني، وأسفرت عن قتل وإصابة آلاف الأشخاص على الأرض على الفور.
اليابان في الذكرى 78 لقنبلة هيروشيما
وفي الذكرى الـ78 التي تحل اليوم، ندد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بإمكانية روسيا استخدام السلاح النووي، في يوم إحياء اليابان الذكرى الـ 78 لإلقاء الولايات المتحدة قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما.
وأكد «فوميو» خلال مراسم أقيمت في هيروشيما إن «الدمار الذي أحدثته الأسلحة النووية في هيروشيما وناجازاكي لا يمكن أن يتكرّر أبدا»، لافتًا إلى أن اليابان هي الدولة الوحيدة التي تعرضت لقصف ذري خلال الحرب، وستواصل جهودها من أجل عالم خال من الأسلحة النووية.
مراسم إحياء ذكرى تفجير هيروشيما
وخلال مراسم إحياء ذكرى القصف، صلى آلاف الحاضرين وبينهم ناجون وأهالي وأقرباء ضحايا وشخصيات أجنبية قادمة من 111 بلدا، من أجل القتلى والجرحى نتيجة القصف، ودعوا إلى السلام في العالم، وللسنة الثانية على التوالي، لم تدع اليابان روسيا ولا بيلاروسيا لحضور المراسم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
الأمم المتحدة في ذكرى هيروشيما
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان بمناسبة ذكرى القصف ندد فيه بـ "تلويح بعض الدول مجددا بتهوّر بالتهديد النووي، وتهديدها باستخدام أداة الإبادة هذه". وأكد أنطونيو على ضرورة تكلم الأسرة الدولية بصوت واحد لمواجهة التهديدات، أي أن استخدام السلاح النووي غير مقبول.