أول من حج البيت في التاريخ.. أوحى إليه الله أن يبني بيتًا ثم يطوف به فمن هو؟
من المتعارف عليه أن أول حجة عرفها الإنسان هي التي فرضها الله على المسلمين في السنة التاسعة للهجرة، والتي كان أميرها الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه على رأس 300 من المسلمين.
أول من حج في التاريخ
ولكن كان هناك من حج البيت منذ قديم الزمان واستمر على مر التاريخ قبل ظهور الإسلام، وهو أبو البشرية سيدنا آدم عليه السلام، فعندما أُهبط آدم إلى الأرض أوحى إليه الله أن يبني بيتا له ثم يطوف به كما يطوف الملائكة ببيته الذي في السماء، وهو ما كان «الكعبة»، بحسب ما نقله المؤرخ المقريزي عن مجاهد المكي المخزومي أحد أعلام التابعين.
وأصبح سيدنا آدم هو أول حاج في تاريخ الإنسانية، بعدما فرغ من بناء الكعبة بحفر قواعد لها في الأرض؛ إذ يروي البيهقي عن عبدالله بن عمرو قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعث الله جبريل إلى آدم وحواء، فقال لهما: ابنيا لي بناء، فخط لهما جبريل، فجعل آدم يحفر وحواء تنقل، حتى إذا أجابه الماء، نودي من تحته: حسبك يا آدم، فلما بنياه أوحى الله إليه أن يطوف به، وقبل له: أنت أول الناس، وهذا أول بيت».
وفي رواية أخرى عن ابن عباس أنه قال: «لما أهبط الله تعالى آدم من الجنة إلى الأرض قال له: يا آدم، أذهب فابن لي بيتًا وطف به، واذكرني عنده كما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي».
وبالفعل أقبل آدم يتخطى، فطويت له الأرض، فلم تقع قدمه على شيء من الأرض إلا صار عمرانًا حتى انتهى إلى موضع البيت الحرام، وإن جبريل عليه السلام ضرب بجناحه الأرض، فأبرز عن أس ثابت على الأرض السابعة السفلى وقذفت إليه الملائكة بالصخر، فما يطيق الصخرة منها 30 رجلا وأنه بناها من خمسة أجبل.
ما من نبي إلا وحج البيت عدا اثنين
وبعد حج سيدنا آدم عليه السلام، توالى الأنبياء من بعده على حج البيت، وحسب رواية عروة بن الزبير بن العوام، فإن جميع الأنبياء حجوا إلى البيت الحرام عدا اثنين.
ويقول في روايته: « ما من نبي إلا وقد حج البيت، إلا ما كان من هود وصالح، ولقد حجه نوح، فلما كان في الأرض ما كان من الغرق أصاب البيت ما أصاب الأرض، وكان البيت ربوة حمراء، فبعث الله هودًا فتشاغل بأمر قومه حتى قبضه الله إليه، فلم يحجه حتى مات، ثم بعث الله صالحًا فتكرر الأمر معه أيضًا، فلما بوًأ لإبراهيم مكان البيت حجه، فلم يبق نبي بعده إلا حجه».
وقيل في أحد الروايات، عن موضع البيت الحرام، أن الله خلق موضع هذا البيت قبل أن يخلق شيئًا من الأرض بألفي سنة وأن قواعده لعلى الأرض السابعة السفلى.