الأحد 06 أكتوبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

قادة جيوش غرب إفريقيا يفشلون في مواجهة انقلاب النيجر.. فهل رضخت «إكواس» للتحذير الروسي؟

بالمصري

في ظل ما يتردد بشأن عجزها عن مواجهة الانقلاب، أعلن قادة جيوش المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إكواس" ، تأجيل الاجتماع المقرر لدراسة سُبل مواجهة انقلاب النيجر، وذلك بسبب ما وصفته بعدم جاهزية القوات، في خطوة وصفها العالم بالمُثيرة للقلق، خصوصًا عقب التحذير الروسي الأخير. 

تحذير روسي

وبحسب موقع "بي بي سي" البريطاني، فإن التخبط في تغيير مواعيد الاجتماع يُثير الريبة حول قدرة القوات على شن أي هجوم عسكري ضد النيجر، خصوصًا عقب التحذير الروسي. 

وكان مسؤول نيجيري ومصدر في جيش ساحل العاج، قد ذكرا أن اجتماع قادة جيوش غرب إفريقيا سيُعقد السبت في غانا، لكن متحدثًا باسم إكواس، قال في وقت لاحق إنه سيُعقد الأسبوع المقبل.

إلا أن روسيا، حذرت، الجمعة الماضية، من أي تدخل عسكري، مشيرة إلى أن ذلك سيزعزع الاستقرار في الدولة الإفريقية المضطربة بقوة.

ورفضت وزارة الخارجية الروسية، قرار "إكواس"، بشأن تفعيل قوة احتياطي تحسبًا لتدخل عسكري محتمل في النيجر.

ومن المعروف، أن روسيا من أكثر دول العالم المساندة لذلك للانقلاب على الرئيس محمد بازوم، أخر حلفاء فرنسا في منطقة الساحل الإفريقي، مما سيساهم بشكل كبير في تعميق التواجد الروسي بالمنطقة. 

تشكيل قوة عسكرية ضد الانقلابيين بالنيجر:

 "إكواس" لم تكتفي بتشكيل قوة عسكرية ضد الانقلاب في النيجر، بل تعهدت أيضًا، خلال اجتماعها الأخير بنيجريا، بفرض عقوبات على المجلس العسكري ومنع أعضائه من السفر وتجميد أصوله وتفعيل قوة وإقليمية، لكنها أيضًا لم تحدد موعد قاطع لتنفيذ تلك القرارات. 

وهو الأمر الذي فسره المحللون الألمنيوم، بأن المجموعة تمنح الانقلابيين فرصة للمفاوضات، خصوصًا بسبب تعثر تشكيل قوة مماثلة خلال الأعوام الماضية، جراء قيود التمويل وأوضاع المنطقة ككل. 

وبالرغم من احتواء المجموعة على 15 دولة إفريقية، إلا أن 3 منها فقط أكدوا بشكل قاطع مشاركتهم في تلك القوات ضد الانقلابيين النيجر.. 

حيث وعد رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، بأن بلاده ستشارك في القوة الاحتياطية بكتيبة قوامها 850 جنديًا، فيما قال المتحدث باسم جيش بنين، الجمعة، إن بلاده ستساهم بقوات لكنه لم يذكر عددها، وأعلنت السنغال الأسبوع الماضي، أنها ستساهم بقوات إذا حدث تدخل.

إلا أن معظم دول المجموعة الأخرى رفضت التعليق، بما في ذلك نيجيريا (الكتلة الأكبر في المجموعة ورئيستها)، كما قالا وزير الدفاع في غامبيا ووزير الإعلام في ليبيريا، الجمعة، إن البلدين لم يتخذا بعد قرارًا بإرسال قوات.

فيما أعلنت الحكومتان العسكريتان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، وكلتاهما عضو في "إكواس"، أنهما ستدافعان عن المجلس العسكري في النيجر.

ما هي مجموعة "إكواس":

وبعد أن تردد ذكرها بشدة في الآونة الأخيرة، زادت التساؤلات حول تلك المجموعة ودورها، والتي تأسست عام 1975 بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية بين أعضائها الـ15، وتدخلت منذ إنشائها في عدد من صراعات القارة الإفريقية.

وتأخذ المجموعة من العاصمة النيجيرية أبوجا، مقرًا لها، كما تضم كل من بنين، بوركينا فاسو، غينيا، ساحل العاج، مالي، النيجر، السنغال، وتوغو، وجميعها تتحدث الفرنسية، إلى جانب غامبيا، غانا، ليبيريا، نيجيريا، وسيراليون، الناطقين بالإنجليزية، وعضوان ناطقان بالبرتغالية، وهما الرأس الأخضر وغينيا بيساو.

كما كانت موريتانيا البلد العربي الوحيد في المجموعة لكنها انسحبت منها عام 2001.

وتهيمن نيجيريا، العملاق الإقليمي، على المجموعة سياسيًا واقتصاديًا، وهي تمثل نصف أراضي الكتلة، و60 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي. 

وتهدف المجموعة إلى إزالة الحواجز الاقتصادية والسياسية واللغوية أمام التجارة بين أعضائها بغية تحقيق التكامل الاقتصادي بينها، وتعزيز التبادل التجاري بين دول المنطقة، وتحقيق الاندماج في مجالات الصناعة والنقل والاتصالات والطاقة والزراعة والمصادر الطبيعية. 

تحذير أمريكي أوروبي من وضع الرئيس بازوم:

في ظل تلك الأحداث التي تجري على المستوى الإفريقي، كان هناك تحركات وتنديدات غربية، فبغض النظر عن موسكو التي تتوافق مصالحها مع ذلك الانقلاب إلى جانب الصين. 

هناك أمريكا والاتحاد الأوروبي، اللذان رفضا الانقلاب وحذرا من تدهور الأوضاع بالنيجر، كما أدانا الظروف الغير إنسانية التي يتعرض لها الرئيس بازوم وعائلته. 

 وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، أن القادة العسكريين في النيجر رفضوا الافراج عن أسرة الرئيس المعزول محمد بازوم في اقتراح لإعطاء بادرة حسن نية.

وتتزايد المخاوف حول صحة بازوم وكذلك زوجته وابنه البالغ 20 عامًا، منذ أن استولى الجيش على السلطة واحتجزهم في 26 يوليو.

وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قد كشف على منصة إكس، أن الرئيس بازوم وعائلته "محرومون من الطعام والكهرباء والرعاية الصحية منذ عدة أيام".

كما قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، وفق تقارير تلقاها، إن ظروف احتجاز بازوم وأسرته "قد ترقى إلى معاملة مهينة وغير إنسانية، في انتهاك للقوانين الدولية".

تم نسخ الرابط