الخميس 22 أغسطس 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

من هو النبي الذي تُوفي في السماء؟

النبي الذي توفى في
النبي الذي توفى في السماء

ورد سؤالًا إلى دار الإفتاء المصرية، مفاده: من هو النبي الذي تُوفي في السماء؟، أفيدوني أكرمكم الله، ويستعرض موقع بالمصري القصة كاملة.

وردت الإفتاء، من خلال موقعها الرسمي، أنه من القصص المثيرة في كتب التراث قصة سيدنا إدريس، فهو موجود، تقريبا فى كل الأديان والحضارات بأسماء مختلفة، حيث قال الله تعالى: "وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا *وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" [مريم: 56 - 57].

 

 

وقالت الإفتاء، إن النبي إدريس عليه السلام: قد أثنى الله عليه، ووصفه بالنبوة، والصديقية، وكان أول بنى آدم أعطى النبوة، بعد آدم وشيث عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم، ثلاثمائة سنة وثماني سنين.
 

وأضافت الدار، أنه قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمى، لما سأل رسول الله ﷺ، عن الخط بالرمل فقال: "إنه كان نبى يخط به، فمن وافق خطه فذاك"، ويزعم كثير من علماء التفسير، أنه أول من تكلم في ذلك، ويسمونه هرمس الهرامسة. 
 

وأردفت دار الإفتاء، قال تعالى: "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" هو كما ثبت في (الصحيحين)، في حديث الإسراء، أن رسول الله ﷺ مر به، وهو في السماء الرابعة،

 

من هو النبي الذي توفي في السماء؟
 

وأشارت الدار، إلى أنه روى ابن جرير، عن يونس، عن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعبًا، وأنا حاضر، فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس: "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا"، فقال كعب: أما إدريس؛ فإن الله أوحى إليه، أني أرفع لك كل يوم، مثل جميع عمل بني آدم، لعله من أهل زمانه، فأحب أن يزداد عملًا، فأتاه خليل له من الملائكة.

 


وتابعت الإفتاء، أنه قال له: إن الله أوحى إلى كذا، وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملًا، فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة، تلقاه ملك الموت منحدرًا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال: هو ذا على ظهرى، فقال ملك الموت: فالعجب بعثت، وقيل لى: اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة، وهو في الأرض؟ فقبض روحه هناك، فذلك قول الله عز وجل: "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا".

 

أدلة من كتب التراث

 

ورواه ابن أبى حاتم عند تفسيرها، وعنده: فقال لذلك الملك: سل لى ملك الموت كم بقي من عمري؟، فسأله وهو معه: كم بقى من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال: إنك لتسألني عن رجل ما بقى من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه، إلى إدريس، فإذا هو قد قبض، وهو لا يشعر.
 

وقال إدريس: رفع ولم يمت، كما رفع عيسى، إن أراد أنه لم يمت إلى الآن، ففى هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حيًا إلى السماء ثم قبض هناك، فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار، والله أعلم، وقال العوفي عن ابن عباس، في قوله: "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" رفع إلى السماء السادسة، فمات بها.


وهكذا قال الضحاك، والحديث المتفق عليه، من أنه فى السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد، وغير واحد، وقال الحسن البصري: "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" قال إلى الجنة، وقال قائلون: رفع في حياة أبيه، يرد بن مهلاييل، والله أعلم، وقد زعم بعضهم، أن إدريس لم يكن قبل نوح، بل في زمان بني إسرائيل.

 

القصة من كتاب البداية والنهاية/الجزء الأول/إدريس عليه السلام/


وقال البخاري، إنه يذكر عن ابن مسعود، وابن عباس، أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك، بما جاء في حديث الزهرى، عن أنس في الإسراء: أنه لما مر به عليه السلام، قال له: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم، وإبراهيم: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح.


قالوا: فلو كان في عمود نسبه، لقال له كما قال له. وهذا لا يدل، ولا بد لأنه قد لا يكون الراوي حفظه جيدًا، أو لعله قاله له، على سبيل الهضم، والتواضع، ولم ينتصب له فى مقام الأبوة، كما انتصب لآدم أبى البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولى العزم، بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

 

اقرأ أيضًا: كيف صلى النبي بالأنبياء في الإسراء والمعراج والصلاة لم تكن مفروضة؟.. علي جمعة يجيب

تم نسخ الرابط