مجموعة بريكس تفتح ذراعيها للسعودية.. كيف يقلل انضمام المملكة من الهيمنة الغربية؟
تعد مجموعة بريكس، من أهم المجموعات الاقتصادية الوليدة، التي قد يحتاج العالم معها، وعلى رأسه روسيا، إلى خريطة دولية جديدة تفرض هيمنتها في الواقع، بدلًا من تلك التي تُسيطر عليها عدة دول برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصًا في الظل الصراع والانقسام العالميين الحاليين على إثر الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك فكان على موسكو أن تجد منافذ جديدة لمواجهة الهيمنة الأمريكية.
الأمر بدأ من جوهانسبرج، حيث مقر مجموعة "بريكس"، التي تترأسها كلا من جنوب إفريقيا وروسيا، يتم تأهيلها لتكون بديلًا اقتصاديًا واستراتيجيًا جديدًا للغرب، ولكن ولاتمام ذلك، كان عليهم إيجاد شركاء جدد، أكثر قوة بالمنطقة المقابلة للغرب وهي الشرق الأوسط، بحسب صحيفة "أتالايار" الإسبانية.
أعضاء جدد في بريكس
وبحسب تقارير إعلامية، فإن هناك نحو 40 دولة في العالم، أعلنا رغبتهم في الانضمام إلى بريكس، وعلى رأسهم الدول الكبرى في المنطقة العربية كمصر والسعودية والجزائر، حيث يبحث أعضاء بريكس، تعزيز المجموعة بغض النظر عن القوة الاستراتيجية للأعضاء الجدد.
كما تسعى كل من الأرجنتين، إيران، الإمارات، كوبا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جزر القمر، الجابون كازاخستان، للانضمام أيضًا إلى تلك المجموعة، بحسب تصريحات كبير دبلوماسي جنوب إفريقيا المسؤول عن العلاقات مع الكتلة، لرويترز.
وكانت بورنيما أناند، رئيسة المنتدى الدولي لدول بريكس، قد أشارت إلى انضمام محتمل لدول جديدة إلى المجموعة، ونقلت وسائل إعلام عنها قولها إن تركيا ومصر والسعودية قد تنضم قريبا، كما سبق لموسكو أن أعلنت استعداد إيران والأرجنتين للانضمام.
وشجعت روسيا كثيرًا على توسيع المجموعة حتى تتحول إلى أداة للضغط السياسي، خصوصاً أن روسيا واجهت عزلة دولية في غزوها لأوكرانيا، كما أن دولاً كثيرة صديقة لها لم تعارض القرارات الأممية المدينة للغزو.
ووفقًا لقناة النهار الجزائرية، فقال الرئيس عبدالمجيد تبون، إن بلاده تقدمت بطلب للانضمام إلى مجموعة بريكس وقدمت طلبًا لتصبح عضوًا في بنك بريكس وحددت مبلغ المساهمة بقيمة 1.5 مليار دولار، وهو الطلب الذي وعدت المجموعة بدراسته بجدية.
أما في مصر، فكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أصدر قرارًا جمهوريًا بانضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد التابع لتجمع البريكس، أبريل الماضي، وهو القرار الذي رحبت به المجموعة أيضًا.
انضمام السعودية لبريكس
وفي أحدث التطورات الأخيرة حول بريكس، فقد نشرت الصحيفة الإسبانية، أن السعودية مُرشحة بقوة للانضمام إلى بريكس، خلال الفترة المقبلة، وهو ما يطرح تساؤلات عدة حول فوائد انضمام المملكة إلى المجموعة.
وأخبار رغبة السعودية في الانضمام إلى بريكس بدأت مع تصريحات رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، الذي صرح، بعد زيارته للسعودية، أن هذه الأخيرة أبدت استعدادها للانضمام إلى المنظمة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد صرّح أن بلاده تدعم انضمام السعودية إلى مجموعة بريكس، مشيدًا كثيرًا بخطط السعودية لـ"تنويع اقتصادها"، وبـ"مكانتها الرائدة في الأسواق النفطية"، ومثنيًا على وجه الخصوص على ولي العهد محمد بن سلمان.
مكاسب انضمام السعودية لبريكس
السؤال الآن، ما هي المكاسب التي ستستفيدها المجموعة جراء انضمام السعودية إليها؟.
بحسب خبير الشئون الجيوساسية والاقتصادية بيير عازار، فإن العلاقات الروسية السعودية تطورت بشكل تصاعدي جدًا، لافتًا إلى أن مسالة قبول السعودية في تحالف "بريكس" يعد أمرًا طبيعيًا.
الخبير الروسي، أكد خلال تصريحاته لوكالة "سبوتنيك"، أن تطور العلاقات الروسية السعودية سمح دائمًا بمحاولة ربط العلاقات بين الدولتين الأكثر تأثيرًا اليوم بموضوع الطاقة وهذا أمر أساسي وحساس.
وتابع: "هنالك نوع من التحالفات حول الغاز غير مكتوبة (حلف بين تركيا وروسيا وسوريا والمملكة السعودية) مقابل (حزب الله وإيران وقطر وفرنسا)، لذلك التعاطي المباشر في مسألة الغاز يساهم في تطوير أي علاقة بين موسكو والرياض".
وأشار عازار، إلى أن إدخال السعودية لمنظومة "بريكس" يعد أمرًا طبيعيًا، لأن بريكس تحتاج إلى دولة بهذا الحجم والتي هي أيضًا عضو أساسي وفاعل في مجموعة دول العشرين.
كما أوضح الخبير الاقتصادي، أن انضمام السعودية للمجموعة، قد يربك المفاهيم الرأسمالية الكبرى، التي تدير منتدى دافوس والتي تحرك منظومات مختلفة عما يعرف بالاتجاه الشرقي.
ويرى الخبير أن "هناك صعوبة في استبدال الدولار بالعملات المحلية حاليا، فقد يمكنها أن تؤقلم أظافر التبادلات بعملة الدولار ولكن ليس لوقتٍ طويل".
وأردف: "الدولار ما يزال العملة الرأسمالية الذي يحرك المنظومات الاقتصادية بالتالي هناك صعوبة في استبدال الدولار بعملات أخرى محلية في نطاق التبادلات التجارية الدولية والعالمية.
خبير سعودي: انضمام المملكة سيقلل هيمنة الغرب
وعلى جانب آخر، فتجري السعودية محادثات جدية، للانضمام إلى "مصرف التنمية" الجديد التابع لمجموعة "بريكس" كعضو جديد فيه، وفقًا لوسائل إعلام سعودية.
ومن جانبه، قال عيد العيد المستشار الاقتصادي السعودي، إن بنك التنمية الجديدة التابع لبريكس، يهدف لمساعدة دول البريكس، والدول النامية في مشروعات البنى التحتية" الضخمة منها"، بدلًا من المؤسسات التي تتبع النظام الغربي وتفرض شروطًا تعسفية.
المستشار الاقتصادي، يرى أن هناك مكاسب كبيرة لبريكس من انضمام المملكة إلى البنك، تتمثل في التجربة الكبيرة للسعودية في دعم الدول النامية، والتي تمتد لنحو 50 عامًا في العديد من مناطق العالم، بما يؤثر إيجابًا على أداء بنك التنمية الجديدة، حال تطويع هذه الخبرات للاستفادة منها بشكل أو آخر، بحسب الوكالة الروسية.
كما ستستفيد المجموعة أيضًا من الملاءة المالية لدى المملكة، ما يعني دعم البنك بأموال، ربما يكون من الصعب تعويضها من طرف آخر، بحسب الخبير السعودي.
كما سيعزز انضمام دول عربية كمصر، السعودية، الإمارات والجزائر لبريكس، من التكتل، ويحقق استفادة كبرى لها ولدول المنطقة، كما يسهم في إعادة التوازن للاقتصاد العالمي الذي تضرر بسبب سيطرة الغرب لعقود، بحسب الوكالة الروسية.
ومجموعة "بريكس" هي تكتل يضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند، تأسست عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية.
وتحوّل اسمها من "بريك" إلى بريكس في 2011، بعد انضمام جنوب إفريقيا إليها، وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى زيادة العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، ما يقلل الاعتماد على الدولار.