صدام كيلاني لموقع بالمصري: استمتعوا بالسباحة والغوص دون خوف من أسماك القرش

أدت حادثة مقتل السائح الروسي، جراء مهاجمة إحدى أسماك القرش، في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، لتزايد الكلام حول وجود أسماك القرش بالبحر الأحمر، إلى أن رأينا مؤخرًا فيديو لظهور سمكة قرش بمدينة دهب في محافظة جنوب سيناء، التي تطل على خليج العقبة بالبحر الأحمر.
التقينا الغواص العالمي صدام كيلاني، أشهر غواصي مصر، وبطل مصر في موسوعة چينيس، الذي حقق رقمًا قياسيًا في الغوص يبلغ ستة أيام متصلة تحت الماء، وفتح قلبه لموقع بالمصري، وروى لنا الحقيقة كما يراها هو، وإلى تفاصيل الحوار.

في المالديف يسبحون مع البيبي شارك

خروج الأسماك المفترسة والكبيرة للشاطئ خطر على حياتها

هذه نصيحتي إذا وجدت أسماك القرش بجوارك

- ما حقيقة ظهور إحدى أسماك القرش على شاطئ مدينة دهب جنوب سيناء؟

بالفعل صوَّرَت إحدى الزائرات فيديو لـ"بيبي شارك" أو قرش صغير، لا يتعدى طوله المتر الواحد، وهو غير مفترس ويخشى الاقتراب من البشر. وللعلم هذا الحجم من أسماك القرش ليس خطيرًا على الإطلاق بل تتم السباحة معه في أماكن عديدة مثل جزر المالديف.

- هل يوجد هذا الحجم من أسماك القرش بشواطئنا دائمًا؟

البحار التي نسبح فيها مفتوحة ويمكن لجميع الكائنات البحرية أن تتواجد في جميع البحار في أي وقت، لكنها تعيش في تجمعات في أماكن معينة بكثرة أكبر، ويندر وجودها في أماكن أخرى، وكل شيء وارد طوال الوقت.

- معنى كلامك أن هناك خطورة دائمة أثناء تواجدنا في المياه وأن الشواطئ المصرية بها أسماك مفترسة؟

الخطورة لا يمكن نفيها ما دمنا نحيا على وجه الأرض، فهناك نسبة حدوث دائمة لحوادث الطائرات والقطارات والسيارات وغرق السفن والغرق أثناء السباحة، ونسبة حدوث حوادث تسرب أسماك القرش المفترسة للشواطئ لا يجب أن تحرمنا الاستمتاع بالسباحة والغوص.

وعن وجود أسماك مفترسة بشواطئنا، أكد صدام أن القاعدة العامة هي عدم وجود أسماك مفترسة بالشواطئ، لأن الأسماك المفترسة والكبيرة الحجم تحتاج إلى أعماق كبيرة لتستطيع الحياة بها، إذ يمثل خروجها إلى الشاطئ خطورة كبيرة على حياتها، لكن هذا كله لا ينفي إمكانية وجود حوادث فردية متباعدة الحدوث.
وللعلم فإن وزارة البيئة لا تكل من تمشيط الشواطئ وتأمينها طوال الوقت، وتقوم بدورها على أكمل وجه. لذلك أود أن أطمئن جميع زوار دهب والأماكن الساحلية أن يستمتعوا بالسباحة والغوص في الشواطئ دون خوف ودون إعطاء بال لهذا التهويل الذي يقوم به كل من أراد ركوب التريند، وأدعو الصحافة للتحقق من صحة الأخبار من المختصين قبل نشرها على نطاق واسع، خصوصًا لو كانت هذه الأخبار تؤثر على السياحة تأثيرًا سلبيًا دون داعٍ لذلك.

- ماذا نفعل في حالة انتبهنا لوجود أسماك قرش حولنا؟

أسماك القرش تخشي الإنسان، وتواجهه خوفًا منه، فيجب على من رأى القرش على مقربة منه، أن يحاول تجميع كل ما يملك من ثبات انفعالي، والانسحاب من هذا المكان باتجاه الخروج في هدوء تام وحركة بطيئة، لأن الحركة السريعة وعمل تقلبات بالماء وأصوات قد تكون مثيرة لخوف القرش ومن ثم مهاجمته.

- بعيدًا عن أسماك القرش.. كيف كانت بداية حكاية صدام مع البحر والوصول لموسوعة چينيس؟

أنا الغواص المصري صدام كيلاني، ابن مدينة الإسماعيلية، عمري ٣٤ سنة، خريج كلية السياحة والفنادق، ولم أكن أحلم بأن أكون غطاسًا. وأثناء تواجدي صدفة بمدينة شرم الشيخ، قمت بعمل غطسة فأعجبتني، لأقرر محاولة التطور في هذا المجال، وحصلت على دورات تدريبية، وطورت من نفسي لأصبح مدربًا للغطس في 2012، ووقتها لم تكن السياحة في أحسن أحوالها، لكنني أحببت الغطس، وواصلت عملي كمدرب للغطس حتى سجَّل أحمد جبر رقمًا في موسوعة جينيس خاص به بالوصول لعمق 332 مترًا، فجاءتني الفكرة وكنت أريد الغطس لمسافات وفترات زمنية أكثر فأخذت أتدرب بعد فترة عملي وأتحدث مع من حولي عن كيفية تنفيذ الفكرة.
الأمر قد يبدو سهلًا للبعض، أن تُنهي عملك في الخامسة أو السادسة عصرًا ثم تذهب إلى حمام سباحة لكي تتدرب، لكنه ليس كذلك، فأنا كنت أحصل على إجازات قبل كل الغطسات الكبيرة التي كنت أقوم بها، وكان الدكتور يطالبني بعدم العمل لشهر قبل وبعد أي غطسة كبيرة ليتسنى لي أن أسجل رقمًا قياسيًا، وهنا السؤال الأهم: من صاحب العمل الذي يمنحك شهرين إجازة لكي تنفذ رقمًا خاصًا بك؟ لذلك عملت كمدرب حر لأتمكن من الحصول على الإجازات لكي أصل لحلمي. وهذا أثر عليّ ماديًا لكنني وضعت لنفسي هدفًا وتحركت بكل ما لدي لأصل له، والحمد لله نجحت منذ ثلاثة أعوام في كسر الرقم القياسي العالمي بأطول غطسة في التاريخ، التي تعدت 143 ساعة في أعماق منطقة اللايت هاوس بمدينة دهب، ودخول موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية.

- كيف خطرت لك فكرة تنظيم فرحك تحت الماء وكيف أقنعت العروسة بذلك؟

مع كثرة التدريب والإقامة تحت الماء لأيام متصلة، مارست كل شيء تحت الماء، النوم الصلاة القراءة الكتابة لعب الشطرنج الرسم والتلوين، حياة بأكملها تحت الماء، أصبح الماء هو المكان الذي أشعر فيه بالسعادة والأريحية، لذلك أحببت أن تكتمل سعادتي بالاحتفال بخطوبتي تحت الماء.
أما عن العروسة فقد كانت غطاسة أيضًا، فسرعان ما رحبت بالفكرة، لكن لم يشأ القدر اكتمال الزواج.

- هل يوجد شباب مصري مثلك بنفس الطموح والدأب لتحقيق أهداف وأحلام عظيمة؟

طبعًا يوجد كثير جدًا، لكنهم لا يجدون الدعم، فأنا قد تحملت الكثير لتحقيق هذا الحلم، سواء ماديًا أو نفسيًا أو عمليًا أو حتى على مستوى الاستقرار الاجتماعي وتكوين أسرة، ولم يدعمني سوى من كانوا مؤمنين بهدفي.
لا يستطيع كل شاب لديه طموح أن يضحي هذا الكم من التضحيات. لذا أناشد الدولة والمؤسسات والأفراد بمساندة الشباب لتحقيق أحلامهم، خصوصًا الأحلام التي تعلي اسم مصر خفاقا.