مصر وروسيا.. صداقة تاريخية بدأت منذ القرن العاشر الميلادي
احتفلت دولتي مصر وروسيا، بالذكرى الـ80 لإقامة العلاقات المصرية الروسية، والتي انعقدت عام 1943.
ولكن العلاقة الوطيدة بين مصر وروسيا تعود إلى القرون القديمة، حيث كان التاريخ شاهدًا على العلاقات الراسخة التي جمعت كلا البلدين القائمة على التعاون المشترك الدائم، للتوجه نحو مستقبل مشرق.
العلاقات المصرية الروسية
مرت مصر وروسيا بالعديد من المراحل المختلفة ما بين ضعف وقوة، وترجع صداقتهما إلى القرن العاشر الميلادي، وعند حلول القرن الثامن عشر، انطلقت فعاليات العلاقات الدبلوماسية بين المنطقتين، وعلى إثرها تم افتتاح القنصلية العامة لموسكو في مدينة الإسكندرية بمصر.
العلاقات بين مصر وروسيا
بدأت العلاقات تشتد بين مصر وروسيا تدريجيًا في شتى المجالات المختلفة على كافة الأصعدة الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية والعسكرية والعلمية، إلى أن تم الإعلان رسمياً عن إنشاء علاقات دبلوماسية بين مصر وروسيا في منتصف القرن الـ20، وتم توقيع الاتفاقية عام 1943، ومن هذا المنطلق، بدأت العلاقة بين مصر وروسيا تتخذ منهجاً جديداً في كافة أمور الحياة.
محطات في تاريخ العلاقة بين مصر وروسيا
توالت التطورات بين البلدين التي شهدت تعاوناً مثمراً، والتي بدأت بدعم روسيا للضباط الأحرار برئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سنة 1952، إلى جانب مواجهتهم للعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، مروراً بمساهمتها في بناء السد العالي، لا سيما نصرها لمصر في حرب الكرامة وتحرير الأراضي المصرية عام 1973.
علاقة الرئيس السيسي ونظيره الروسي
وفي سياق متصل، منذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، وقد شهدت العلاقات بين مصر وروسيا تطوراً ملحوظاً وغير مسبوق على كافة المستويات المختلفة.
وجود تقارب فكري بين مصر وروسيا
وعلى القول الروسي، فإن قوة العلاقة بين البلدين ترجع إلى وجود تقارب فكري وقيادي بين الرئيس السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إقامة مشروعات روسية في مصر
شهدت الآونة الأخيرة تعزيز العلاقات المصرية الروسية في شتى المجالات، وعلى رأسها تشييد مشروع الضبعة النووية الذي اقترب على الانتهاء، إلى جانب مشروع المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس، فضلاً على وجود حوالي 500 شركة روسية تعمل في الأراضي المصرية بإنتاج يبلغ حوالي 8 مليار دولار.
تبادل البحث العلمي بين الجامعات المصرية الروسية
لم تقتصر العلاقات بين مصر وروسيا على إقامة المشروعات والدعم العسكري فقط، بل تطرقت إلى تبادل البحث العلمي بين الجامعات المصرية الروسية، إذ يوجد حوالي 20 ألف طالب مصري يدرس بروسيا، إلى جانب المنح الدراسية التي توجهها روسيا للشباب المصرية.
انضمام مصر لمجموعة بريكس
ومن أهم صور دعم روسيا لمصر، مساعدتها في الحصول على عضوية مجموعة بريكس، والتي أصبحت بالفعل عضواً رئيسياً في قمة بريكس، ما يدفع مصر إلى التوجه نحو مستقبل باهر ومبشر بوجود التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
تقارب الشعب المصري والروسي
لا يمكن تناسي أن الشعب المصري والروسي يتقاربان بدرجة كبيرة في مختلف أمور الحياة، إذ نجد أنه توجد عائلات مشتركة لأب مصري وأم روسية والعكس، وهو ما ظهر جلياً في حفل تكريم أسرة تتكون من أب مصري وأم روسية في القاهرة، بمرور السنين على زواجهما، وهو ما حدث أيضاً في الدولة الروسية.
محطات في تاريخ العلاقات المصرية الروسية
وفي ختام القول، فإن التاريخ على مر العصور يثبت تقارب مصر وروسيا في كافة منحنيات الحياة، وتعاون مغدق يجسده كم الأحداث التي صارت في مصرنا خلال السنوات الأخيرة، وما سوف يشهده المستقبل خلال الفترة المقبلة.