الأحد 07 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

حكاية أغنية.. «بودعك» تسدل الستار على قصة حب توأم الروح «بليغ ووردة»

بالمصري

قصة حب أسطورية بدأت بـ«العيون السود» وانتهت بـ«بودعك».. ورغم أن أغلب قصص الحب تبدأ من النظرة الأولى، إلا أن حب الفنانة وردة الجزائرية للملحن العبقري بليغ حمدي، بدأ بلحن أغنية «تخونوه» للعندليب عبد الحليم حافظ، فبمجرد سماعها للألحان في إحدى صالات فرنسا، وقعت في غرام اللحن والملحن، لتقرر النزول إلى مصر للتعرف إليه، وتبدأ شرارة الحب بينهما.

أول لقاء بين وردة الجزائرية وبليغ حمدي

في منزل الموسيقار العظيم محمد فوزي، في بداية الستينيات، كان اللقاء الأول الذي جمع اثنين ستصبح قصة حبهما حديث الوسط الفني المصري والعربي لفترة طويلة تمتد لأجيال وحتى وقتنا هذا، شرارة الحب بدأت منذ أول سلام بالأيدي، عندما ذهب ليلحن لها أغنية «يا نخلتين في العلالي»، ليقول بليغ لصديقه الإعلامي الراحل وجدي الحكيم «لم أهتز لامرأة إلا عندما تعرفت على وردة».

قصة حب بدأت بـ«العيون السود»

تقدم بليغ حمدي لخطبة وردة، إلا أن والدها رفض دخوله من باب المنزل، ورحل مع ابنته إلى الجزائر لتتزوج هناك من الضابط جمال قصري، ورغم البعد استمر حب الاثنان لبعضهما البعض، ليعيد يوم الاحتفال باستقلال الجزائر الشرارة بينهما من جديد بعد سنوات، حيث شارك عدد من الفنانين المصريين في الاحتفال من بينهم بليغ حمدي، وعندما رأتهم وردة ذهبت لتحيتهم، ليمسك بليغ بالعود ويكتب بداية فصل جديد في قصة حبهما بأغنية «العيون السود» قائلًا: «وعملت إيه فينا السنين عملت إيه.. فرقتنا لا.. غيرتنا لا.. ولا دوبت فينا الحنين.. السنين.. لا الزمان ولا المكان قدروا يخلو حبنا.. ده يبقى كان يبقى كان من الزمان.. وبحبك والله بحبك والله والله والله بحبك.. قد العيون السود أحبك».

زواج بليغ حمدي ووردة الجزائرية

وبعد عام ونصف، انفصلت وردة عن زوجها وعادت إلى مصر لتتزوج من توأم روحها بليغ حمدي، في منزل الفنانة نجوى فؤاد، ورغم حبهما الكبير إلا أن زواجهما لم يستمر سوى 6 سنوات حتى انفصلا رسميًا عام 1979، وقالت وردة حينها: «بالرغم من حبّي الكبير لبليغ ونجاحنا في تجاوز العديد من العقبات والأزمات، إلا أنني لم أستطع تجاوز العقبات معه كزوجة، فقد كان دائم السهر وتعدّدت علاقاته العاطفية التي كنت أعرف بعضها وأقرأ البعض منها في الصحف فكان لابد من الانفصال».

بودعك تكتب ختام قصة حب توأم الروح 

بعد انفصال الثنائي، واجه بليغ تهمة جنائية بعد انتحار إحدى الفتيات تدعى سميرة مليان من شرفة منزله أثناء إحدى حفلاته، فقرر الهجرة إلى باريس في الثمانينات.

وفي يوم ميلاده، وأثناء جلوسه بجانب الهاتف، كانت الحسرة تسيطر عليه لعدم تلقيه اتصالًا هاتفيًا من وردة كعادتها، فما كان منه إلا أن أخذ العود وفي لحظة تجل فني بدأ يكتب ويلحن مطلع أغنية «بودعك» لتكون نهاية لقصة حبهما قائلًا: «بودعك.. وبودع الدنيا معك.. جرحتني قتلتني وغفرت لك قسوتك.. بودعك.. من غير سلام ولا كلام ولا كلمة مني تجرحك.. أنا.. أنا.. أنا أجرحك.. بسم الآلام ارحل قوام.. حبي الكبير حيحرسك في سكّتك، كتبت لك غنوة لك تفكرك بناري لك.. كتبتلك زي الليلة دي في يوم ميلادي.. غنوة لك تفكرك بموعدك.. وأستناك أنا والليالي وأستنناك بشوق.. ولهفة لصوت خطاك..أستنناك بخوف يساوي فرحة لقاك.. وياريتك جيت ياريت».

أغنية «بودعك»

وبعدما كتب مقدمة الأغنية، أكملها الشاعر الغنائي منصور شادي، ولحنها بليغ وبعدها أرسلها إلى حبيبته وردة لتقوم بغنائها، وبمجرد أن سمعت كلمات الأغنية غضبت بشدة، واعتبرت أن كلمات الأغنية عتاب منه، حيث كان قد كتب في خطاب طلاقهما «حبيبتي وردة جرحتيني قتلتيني»، فرفضت غنائها.

وبعد فترة من الزمن، حكمت الحكمة ببرائة بليغ حمدي في قضية انتحار الفتاة وقرر العودة لمصر، وكانت صحته تدهورت للغاية خاصة بعد إصابته بالسرطان، لتقرر وردة وقتها غناء «بودعك»؛ لتسدل الستار على قصة حبها الحقيقية الوحيدة لبليغ حمدي.

تم نسخ الرابط