أذربيجان توقف الهجوم على المقاطعة المتنازع عليها في قره باغ
أعلنت أذربيجان أنها ستوقف الهجوم على المقاطعة الأرمنية المتنازع عليها في قره باغ، بعد أن استسلمت أرمينيا وألقت سلاحها أرضا.
قالت حكومة ناجورنو قره باغ، التي تقودها أرمينيا، صباح الأربعاء، إنها وافقت على وقف إطلاق النار بعد أن حققت القوات الأذربيجانية تقدما كبيرا في الهجوم الذي استمر طوال اليوم، حيث قامت بإثارة تحذيرات من كارثة إنسانية ومخاطر تطهير عرقي واسع النطاق.
وقالت السلطات العرقية الأرمنية في المقاطعة المتنازع عليها إنه بموجب الاتفاق ستنسحب جميع الوحدات العسكرية الأرمينية من المقاطعة وسيتم حل القوات المحلية ونزع سلاحها بالكامل، وأضافت أن الوقف الكامل للأعمال العدائية سيبدأ من الساعة الواحدة بعد الظهر يوم الأربعاء.
وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان إن القوات الأرمينية وافقت على إلقاء أسلحتها وترك مواقعها القتالية ومواقعها العسكرية ونزع سلاحها بالكامل، كما ستغادر وحدات القوات المسلحة الأرمينية أراضي أذربيجان، وسيتم حل الجماعات المسلحة الأرمينية غير الشرعية.
محاولة الوصول إلى اتفاق بين البلدين
وقال كلا الجانبان إن المحادثات حول القضايا المتعلقة بإعادة دمج المقاطعة في أذربيجان ستعقد يوم الخميس في مدينة يفلاخ، وتم التوسط في الاتفاق عبر وحدة حفظ السلام الروسية في ناجورنو قره باغ، والتي تم تشكيلها بعد آخر قتال كبير هناك في عام 2020.
الصراع بين أذربيجان وأرمينيا
وتقاتلت أرمينيا وأذربيجان حول ناجورنو كاراباخ لعقود من الزمن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والمقاطعة حاليا معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان، لكن يسيطر عليه ويسكنه إلى حد كبير الأرمن العرقيون منذ الحرب في التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقد شنت أذربيجان هجوما كبيرا مساء الاثنين على مقاطعة قره باغ، مطالبة الحكومة العرقية الأرمينية في الجيب بحل نفسها، مؤكدة أنها ستعيد السيطرة على الإقليم مرة أخرى.
هاجمت القوات الأذربيجانية على طول خط المواجهة في ناغورنو كاراباخ وبدأت في قصف العاصمة الإقليمية، التي يطلق عليها الأرمن ستيباناكيرت.
وفقا للسلطات الأرمنية المحلية تم الإبلاغ عن إصابة أكثر من مائة شخص ومقتل العديد، حيث ورد أن آلاف الأشخاص يحتمون في الأقبية، وأظهر مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام المحلية على الإنترنت مئات المدنيين الذين يبحثون عن مأوى في قاعدة روسية لقوات حفظ السلام.
وكتبت الحكومة العرقية الأرمنية، التي تطلق على نفسها اسم جمهورية آرتساخ، أن قرار إلقاء السلاح تم اتخاذه بعد نجاح أذربيجان في اختراق مواقع جيش الدفاع، والاستيلاء على عدة مرتفعات وتقاطعات طرق استراتيجية.
الهجوم الأذربيجاني يكشف ضعف نفوذ روسيا في المنطقة
ويبدو أن الهجوم الأذربيجاني يؤكد ضعف نفوذ روسيا في المنطقة، التي تعتبر منذ فترة طويلة ساحتها الخلفية الجنوبية، والتي تسارعت بسبب الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى أن أذربيجان متحالفة مع تركيا، التي دعمت هجوم هذا الأسبوع ودعمت أذربيجان في وقت سابق بالأسلحة والمستشارين العسكريين.