الجمعة 22 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

بأحرف من نور.. كلمة شيخ الأزهر الشريف في احتفالية المولد النبوي الشريف

كلمة الإمام الأكبر
كلمة الإمام الأكبر في احتفالية المولد النبوي الشريف

عبر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأعذب الكلمات السامية في احتفالية المولد النبوي الشريف، التي تحمل في طياتها العديد من الرسائل الهامة الجامعة لمعاني الكلم، والتي تحتوي على الكثير من العظات والعبر والدروس المستفادة.

نص كلمة شيخ الأزهر في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف 

وجاء نص كلمة شيخ الأزهر الشريف أثناء الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، على ذلك النحو:

كلمة شيخ الأزهر في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف 

نص كلمة شيخ الأزهر في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف

"إن رسالة الإسلام ستبقى - ما بقي الليل والنهار - منارة الإنسانية، وضوءها الذي يرشدها، ويصحح مسيرتها، كلما ضلت الطريق وتقطعت بها السبل،

إن النبوة وتعاليم الأنبياء ضرورة لازمة لا مفر منها لاستقامة حياة الأفراد والمجتمعات وإسعادهم في الدنيا والآخرة، وأن الصراع بين المصلحة العامة والمنفعة الشخصية والتدافع الاجتماعي لا يمكن ضبطه إلا بقانون علوي حاكم يحمي الناس حقوقهم ويحقق لهم الطمأنينة والرضى والسعادة،

فلا يمكن أن تقوم العلوم والفنون والترقي الحضاري المادي مقام النبوة، لأن القانون البشري لم يستطع أن يوفر للناس حياة طيبة، لأنه يولد من رحم مليئة بثغرات لا نهائية من النزعات الفردية والقطرية والقومية والفاشية والنازية والآرية والسامية والرأسمالية،

إن العالم  في أشد الحاجة إلى قانون علوي يعلن المساواة والمؤاخاة بين الناس ويغري بالتراحم وبالرحمة يضعها فوق العدل، وبالضعيف يحميه، ويرد عنه غائلة القوي والمتجبر وهذا موجود فقط في برامج النبوة والأنبياء،

والنبوة أعظم نعمة أنزلها الله تعالى على عباده وأهمها على الإطلاق.. من باب اللطف الإلهي بالإنسان، وتعتبر من نعم الله على البشرية أوجبها على نفسه من باب وجوب الرحمة على نفسه الكريمة تفضلا منه وإحسانا وامتنان،

كما أن النبوة بهديها وتعاليمها تبقى أمل الإنسانية وفردوسهم المفقود الذي يبحثون عنه ويتطلعون إليه وهو بين أيديهم وعلى مرمى نظرة إلى أطراف أصابعهم،

رسالة الإسلام عامة للناس جميعا تتخطى حدود الزمان والمكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا العموم لم يزعمه المسلمون من عند أنفسهم لترويج الإسلام في العالم، وقد قدمت كل ما تحتاجه البشرية في الجوانب الروحية والأخلاقية، لذلك لم تحتاج إلى نبوة أخرى،

ورغم مرور خمسة عشر قرنًا على رسالة الإسلام، إلا أن معارفها الأخلاقية لا تزال الأنموذج الذي يوزن به كل تطور مادي،

وبالرغم من تطور العلوم المادية والمعارف الحسية التي كانت تحكم المجتمعات البشرية إبان ظهور الإسلام؛ فقد تبدلت عشرات المرات، ولا يوجد منها الآن أثر واحد يوجه حياتنا العملية، وهو أكبر دليل على قصر نظر النظرة البشرية".

تم نسخ الرابط