الناجون من السكتة القلبية يصفون ما رأوه قبل استعادة عافيتهم
يعاني أكثر من 350 ألف شخص من السكتة القلبية كل عام، وقد يصابون بها خارج المستشفى، ولكن قليلون يبقون على قيد الحياة.
في حين أن العديد من الأشخاص الذين تم إنعاشهم ليس لديهم أي ذكريات عن التجربة، حيث تشير دراسة حديثة إلى أن الآخرين يتذكرون شيئًا ما، سواء كان ذلك إحساسًا غامضًا بوجود الناس حولهم، أو وعي أكثر تحديدًا يشبه الحلم.
وعلى عكس النوبة القلبية حيث يكون الناس مستيقظين والقلب لا يزال ينبض بشكل مؤلم، فإن الأشخاص الذين يعانون من السكتة القلبية يكونون دائمًا فاقدين للوعي، ليس لديهم نبض في القلب ويحتاجون إلى الإنعاش القلبي الرئوي بشكل عاجل، ويمكن القول إنهم قريبون جدًا من الموت ولا يوجد أي نشاط على الشاشات الإلكترونية.
ولم يتم تحديد ماهية تجربة الاقتراب من الموت على الإطلاق، فيحاول الباحثون استكشاف ما يحدث عندما يتوقف قلب المريض لمعرفة ما إذا كانت هناك موضوعات أو أنماط للوعي.
وقد تم التواصل مع المشاركين في بحث NYU Langone وآخرين من مجتمع Cardiac Arrest Survivor Alliance، وهو برنامج مؤسسة السكتة القلبية المفاجئة، ومؤسسة أبحاث تجربة الاقتراب من الموت، عبر الإنترنت لمعرفة المزيد عن تجارب الناجين من السكتة القلبية.
وقد شارك الناجين ما رأوه وسمعوا وشعروا به أثناء عملية الإنعاش، وكيف تغيرت حياتهم بعد ذلك وما يعتقدون أن الآخرين يجب أن يعرفوه عن الموت والاحتضار.
الهدوء والسلام
كان جريج كواليسكي، وهو أب لثلاثة أطفال ويعيش في آن أربور بولاية ميشيغان، يبلغ من العمر 47 عامًا، وكان يلعب لعبة هوكي الجليد الصغيرة عندما انهار على حلبة التزلج، ولحسن حظه كان هناك الدكتور جيف زامبي طبيب قلب للأطفال، وهو صديق جيد له، يتزلج لصالح الفريق المنافس.
وقرر الدكتور جيف زامبي أن جريج كواليسكي لم يكن لديه نبض وبدأ على الفور في الضغط على الصدر.
وباستخدام جهاز إزالة الرجفان الخارجي الآلي، أو AED، تمكن زامبي من تنفيذ صدمة لقلب صديقه وإعادته إلى إيقاعه الطبيعي.
وعلى الرغم من أن السكتة القلبية حدثت في عام 2021، إلا أن كواليسكي لا يزال يتذكر ما رأه بشكل لا يصدق، فأثناء ما كان يحاول الدكتور جيف زامبي إنعاشه، وجد جريج كواليسكي نفسه يستقل طائرة كانت فارغة تمامًا، والمقاعد الزرقاء ممتدة أمامه.
وقال جريج كواليسكي واصفا ما شعر به: "الشمس مشرقة حقًا في الخارج، مثل يوم جميل، وأجلس بجوار النافذة في مقعدي، وأنظر إلى المدرج."
وقال إنه سمع شخص ما ينادي على اسمه، حيث في ذاكرته، أخبره صديقه جيف زامبي أنه كان على متن الرحلة الخطأ ويحتاج إلى النزول.
وقال جريج كواليسكي: "نهضت وتبعته خارج الطائرة، وبعد ذلك عندما ننزل من الطائرة، لقد استيقظت."
وكأنك تفتح عينيك في كهف
كان زاك لونرجان، وهو باحث يبلغ من العمر 32 عامًا ويعيش في باسادينا بولاية كاليفورنيا، يقطع مسافة تتراوح بين 15 إلى 18 ميلا مع أصدقائه أثناء استعدادهم لماراثون لوس أنجلوس، وكجزء من التدريب، قرروا إجراء سباق Rose Bowl Half Marathon.
وعلى الرغم من أن زاك لونرجان لم يشعر بإنه بصحة جيدة يوم السباق، إلا إنه أكمل السباق حتى خط النهاية، وعندما صعد لاستلام الجائزة سقط أرضًا، حيث أجرى عمال الطوارئ إنعاش قلبي ورئوي له بسبب توقف نبضات قلبه.
ولا يتذكر زاك لونرجان لحظة انهياره، حيث يتذكر أنه كان مستيقظًا وواعيًا في مكان مظلم غير مألوف، واصفا ذلك بأنه مثل فتح عينيك في كهف.
وبعد إنعاشه، أعطاه الأطباء جهاز زرع ICD من شأنه أن يصدم القلب، إذا لزم الأمر.