بعد انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب.. تحذيرات من تدهور الأمن الغذائي العالمي.. والرئيس الأوكراني يبث أملًا جديدًا
أعلنت روسيا، صباح اليوم الإثنين، انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، توقف العمل باتفاق الحبوب، مؤكدًا إمكانية العودة إلى الاتفاق فور تلبية مطالبهم.
كما أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن روسيا أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة رسميا بمعارضتها لتمديد «اتفاقية الحبوب».
الأمم المتحدة عن انسحاب روسيا: أمر مؤسف
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، انسحاب روسيا من الاتفاقية بأنه «أمر مؤسف»، لافتًا إلى أن الانسحاب يضر بالملايين حول العالم.
وأضاف «جوتيرش»، أن أسعار القمح ارتفعت بشكل كبير بعد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب، واصفًا الانسحاب بـ«ضربة للفقراء المحتاجين».
البيت الأبيض يطالب روسيا بالتراجع فورًا عن قرارها
طالب البيت الأبيض، اليوم الاثنين، روسيا، بالتراجع فورًا عن قرارها، مؤكدة أن تعليق روسيا لاتفاق يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود، سيؤدي إلى «تدهور الأمن الغذائي، ويضر بالملايين».
الرئيس الأوكراني يبث أملًا جديدًا
وتعليقًا عن انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن ممر تصدير الحبوب في البحر الأسود، يمكن أن يعمل بدون مشاركة روسيا، مضيفًا: «عند الإدلاء بتصريحات بشأن الانسحاب من صفقة الحبوب، تخرق روسيا اتفاقياتها مع تركيا والأمم المتحدة»، مؤكداً أن أوكرانيا ليس لديها أي اتفاقيات مع الاتحاد الروسي.
وتابع «زيلينسكي»: «كان لدينا اتفاقان، الأول بين أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، والآخر بين روسيا وتركيا والأمم المتحدة، لذلك عندما تقول روسيا إنها أوقفت مشاركتها في صفقة الحبوب، فإنها تخرق اتفاقاتها مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، وليس معنا، لم نبرم أي اتفاقيات معهم».
اتفاقية تصدير الحبوب بين روسيا وأوكرانيا
في يوليو الماضي، وقعت روسيا وأوكرانيا على اتفاقية الحبوب برعاية أممية ووساطة تركية بهدف ضمان شحن الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ عبر البحر الأسود بسبب الحرب، فيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاتفاق بكونه "منارة أمل".
ومنذ ذاك الحين، جرى تمديد الاتفاق الذي يُعرف رسميا باسم "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" عدة مرات، لكن كانت هناك تخوفات بأن روسيا لا ترغب في تجديد هذا الاتفاق بعد نهايته اليوم الاثنين، وهو ما حدث بالفعل، وقد يكون لذلك عواقب على أجزاء كبيرة من العالم.
وتسمح الاتفاقية بالتصدير الآمن للحبوب من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، لكن يجب أن تمر سفن الشحن عبر ممر بحري إنساني متفق عليه صوب إسطنبول حيث يتم فحص السفن في طريقها من وإلى الموانئ الأوكرانية في قاعدة تركية من قبل فريق خاص من المفتشين يضم خبراء روس وأتراك وأوكرانيين ومن الأمم المتحدة.
ويعمل فريقان من فرق العمل التابعة للأمم المتحدة على ضمان شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، لكنهما لا يعملان على تسهيل تصدير المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية، وهو ما أثار غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب عدم تلبية مطالبه بشأن تصدير المنتجات الزراعية الروسية جراء استمرار سريان العقوبات الغربية منذ بدء غزوها لأوكرانيا.