الجمعة 22 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

جمعينا تربى ونشأ على الطريقة التقليدية في تربيته، كان ولايزال مفهوم التربية عندنا هي استخدام العقاب المتمثل في الإيذاء البدني أو اللفظي للطفل إذا ما أقدم على فعل خطأ ما أو قيامه بسلوك غير صحيح، والحق ان العلم بأبحاثه ودراساته أثبت أن كل ذلك لم يكن صحيحًا على الإطلاق.

ليس ذلك فحسب، ولكنه توصل أن هذه الطريقة في التربية، أعني الضرب والتوبيخ والإيذاء، هو أصل كل الشرور، وأن كل سلوك سيئ يمارسه الطفل أو مرض نفسي او صفة قبيحة نشأ عليها الإنسان، كان أصلها هذه الممارسات في التربية، ولم يتركنا العلم هكذا، لكنه توصل للبديل الذي سوف نتكلم عنه لاحقًا.

إذا وبعد ما ذكرته لك .. ألا تتفق معي أن العقاب ليس الطريقة المثلى لتعليم الأطفال السلوك الجيد، بشكل كبير يمكن أن يؤدي العقاب إلى مشاعر الغضب والعدوان لدى الأطفال، وقد يجعلهم أكثر عرضة لتكرار السلوك الخاطئ.

وبدلاً من ذلك، فمن الأفضل تعليم الأطفال العواقب الطبيعية لأفعالهم، عندما يتعلم الأطفال العواقب الطبيعية لأفعالهم، فإنهم يطورون فهمًا للسبب الذي يجعل السلوك الجيد مهمًا، كما أنهم يتعلمون اتخاذ قرارات مسؤولة.

بالطبع، هناك بعض الحالات التي قد يكون فيها العقاب ضروريًا، على سبيل المثال، إذا قام طفل بإيذاء نفسه أو الآخرين، فقد يكون من الضروري استخدام العقاب لمنع المزيد من الضرر، ومع ذلك من المهم أن يكون العقاب متناسبًا مع السلوك الخطأ.. ويجب أن يكون العقاب أيضًا عادلًا وثابتًا.

ما هي العواقب

العواقب هي النتائج التي تترتب على فعل أو سلوك معين.. يمكن أن تكون العواقب إيجابية أو سلبية، وقصيرة المدى أو طويلة المدى.

في سياق تربية الأطفال، تشير العواقب الطبيعية إلى النتائج التي تحدث بشكل طبيعي نتيجة لسلوك معين، على سبيل المثال، إذا قام طفل بإلقاء لعبة أرضًا، فقد تتعرض اللعبة للتلف أو الفقدان.. وإذا قام طفل بضرب أخيه، فقد يشعر أخوه بالألم أو الغضب.

يمكن أن يكون تعليم الأطفال العواقب الطبيعية لأفعالهم طريقة فعالة لتعليمهم السلوك الجيد، عندما يتعلم الأطفال أن أفعالهم لها عواقب، فإنهم يصبحون أكثر عرضة لاتخاذ قرارات مسؤولة.

فيما يلي بعض الأمثلة على العواقب الطبيعية لأفعال الأطفال:

  • إذا قام الطفل بإلقاء لعبة أرضًا، لابد ان يعرف - قد تتعرض اللعبة للتلف أو الفقدان.
  • إذا قام الطفل بضرب أخيه، لابد ان يفهم - قد يشعر أخوه بالألم أو الغضب.
  • إذا قام الطفل بترك ألعابه في الغرفة، لابد ان يعي - قد لا يتمكن من العثور عليها بسهولة.
  • إذا قام الطفل بأداء واجباته المدرسية، لابد يدرك أنه سوف يحصل على درجات جيدة.
  • إذا قام الطفل بالمساعدة في الأعمال المنزلية، لابد ان يصل إليه كيف يشعر بالرضا عن نفسه.

من المهم أن يكون الآباء ثابتين في تطبيق العواقب الطبيعية، إذا لم يطبق الآباء العواقب بشكل متسق، فقد لا يتعلم الأطفال أن أفعالهم لها عواقب.

بالإضافة إلى العواقب الطبيعية، يمكن للوالدين أيضًا استخدام العواقب المقصودة للتعليم.. والعواقب المقصودة هي نتائج محددة يتم فرضها من قبل الوالدين.. على سبيل المثال، قد يحرم الوالدان الطفل من اللعب لمدة ساعة إذا قام بسلوك غير لائق.

ومن المهم أن تكون العواقب المقصودة متناسبة مع السلوك الخطأ، يجب أن تكون العواقب أيضًا عادلة وثابتة.

وأذكر لكم هنا بعض الأمثلة على تعليم الأطفال العواقب: 

  • اشرح للطفل العواقب الطبيعية لأفعاله.
  • كن ثابتًا في تطبيق العواقب.
  • امنح الطفل فرصة لتصحيح سلوكه.
  • ركز على تعليم الطفل بدلاً من العقاب.

من خلال تعليم الأطفال العواقب، يمكننا مساعدتهم على النمو والتطور ليصبحوا أشخاصًا مسؤولين وصالحين.. وتذكر أنه في مرحلة الطفولة، لاسيما المبكرة منها أن تحفر في ذاكرة الطفل، فما تعطيه وتمنحه وتكسبه.. ستحصده يومًا، فإما ان يكون لدنيا شاب او فتاة مسئولين، أو يكون لدينا كتل من الغضب وطاقة من السلبية تعود آثارها على من حوله فيما بعد.. لذا أدعوكم جميعًا للتخلي عن فكرة العقاب واستبدالها بالعواقب.

… إلى لقاء قادم 

 

تم نسخ الرابط