أبو بكر وعلي في الصدارة.. قائمة أبطا الهجرة النبوية
حدد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الهدف الأساسي للهجرة، وهو حماية الدعوة إلى دين الله، واستكمال نشر الرسالة في أرض تكفل حرية العقيدة، وتضمن الأمن للمسلمين، ولمن رغب أيضًا في دخول الإسلام من العرب، الأزهر الشريف أوضح فى تقرير له، شخصيات كان لها دور فى الهجرة النبوية وذلك على النحو الآتى:
علي بن أبي طالب
كانت المهمة المنوط بعلي بن أبي طالب القيام بها محفوفة بالمخاطر، حيث اختاره رسول الله ليبيت في فراشه، لخداع المتآمرين على قتله، وكان على أصلح الصحابة لهذا الموقف، كونه من أهل بيت النبي فهو ابن عمه أبي طالب، وذلك حتى يتسنى له المبيت في بيته دون حرج.
وعلي بن أبي طالب من أوائل من آمن بالله ورسوله، فكان لديه من الشجاعة وقوة الإيمان ما أهله للتصدي لهذا العمل البطولي.
أبو بكر الصديق
اختاره رسول الله لمرافقته الطريق في رحلته الكبرى من مكة إلى المدينة، فكان نعم الرفيق، وأبو بكر هو أول من أخبره النبي عن الوحي، ولم يتردد لحظة واحدة في تصديق محمد والإيمان بدعوته.
وحين كذب كثيرون من قريش حادثة الإسراء والمعراج، وقف لهم الصديق معلنًا إيمانه بكل ما يخبر به رسول الله، لذلك فور أن علم أبو بكر بأمر الهجرة مع محمد، قام بإتاحة كل الإمكانات المادية من وسائل الركوب وغيرها، والإمكانات البشرية متمثلة في أولاده وخادمه لتكون في خدمة الدعوة إلى دين الله.
مصعب بن عمير
سفير الإعداد للهجرة النبوية، اختاره رسول الله ليكون داعيًا إلى دين الله في المدينة، وممهدًا لهجرته الوشيكة إلى هناك، فكان مصعب يتمتع بمهارة في الحوار تمكنه من دعوة الناس إلى الإسلام في هدوء، فضلًا عن حفظه الكثير من آيات القرآن الكريم ليؤم الناس في الصلاة، ويعلمهم أمور دينهم.
ونجح بن عمير في مهمته بما لم يكن متوقعًا، حيث أسلم على يديه الكثيرون منهم: سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة.
عبد الله بن أرقط
دليل الهجرة وكان رجلًا من كفار قريش، وقع اختيار الرسول وأبو بكر عليه ليكون دليلهما في الطريق إلى المدينة.
ورغم كفره فإن النبي اعتمد عليه كدليل في الصحراء، وذلك لخبرة بن أرقط الكبيرة بالطرق ومضايقها، وكان نعم الاختيار حيث سلك بمحمد وصاحبه طريق الساحل، والذي لم يكن مألوفًا حينها، فلم تتمكن قريش من الوصول إليهما.
عبد الله بن أبي بكر
كان مهمته استخبارية حيث يقوم باستطلاع أخبار قريش بمكة نهارًا، ثم نقلها إلى رسول الله وصاحبه ليلًا في مأمنهما على الطريق من مكة إلى يثرب، وذلك ليكونا على بينة مما يُحاك خلفهم من مؤامرات، فيستطيعا اتقاءها.
وكان عبد الله بن أبي بكر الأجدر بالقيام بهذه المهمة الحساسة والخطيرة، فكان قوي العقيدة موثوقًا به، يتمتع بالثبات وحسن التصرف، فضلًا عن أنه لم يكن موضع ريبة من قريش، ما يسهل عليه الحضور في مجالسهم وتقصي أخبارهم.
أسماء بنت أبي بكر
أدت أسماء دورًا مؤثرًا في أحداث الهجرة، فكانت تأتي النبي وأبي بكر بالماء والزاد ليلًا في الصحراء الموحشة، حيث كانا مختبئان في غار ثور بعيدًا عن أعين قريش.
كانت أسماء من أوائل الناس إيمانًا بالله ورسوله، فقد أسلمت في عمر الرابعة عشرة، فكانت تتمتع بقوة الإيمان والشجاعة والصلابة من صغرها، وهو ما أهلها للقيام بهذه المهمة الخطيرة، غير مبالية بأي خطر في سبيل الله ورسوله.