الجفاف يضرب غابات الأمازون بسبب التغيرات المناخية

قال رايموندو ليتي دي سوزا، أحد سكان غابات الأمازون المطيرة، أن الغابات ضربها الجفاف بشكل كبير، مؤكدًا أن النهر الذي يجري خلف منزله قد انخفض بمقدار قدم تقريبًا، ما أدى إلى تقطع السبل بقاربه الصغير في مسطح طيني. 

وقال سوزا، إنه مع مرور الأسابيع، جرفت الأمواج الأسماك المتعفنة إلى ضفاف نهر جاراكي، أحد روافد نهر ريو نيغرو، حيث كانت القوارض تتخبط في الوحل بحثًا عن الماء، وظهرت جثث الكيمن والكوبرا في الغابة. 

وقال سوزا، وهو صاحب فندق وزعيم مجتمعي في بيلا فيستا دو جاراكي، إنه حشد عشرين من الجيران لحفر بئر بعمق 60 مترا في قلب أكبر حوض للمياه العذبة في العالم. 

وبسبب تغير المناخ، أدى الجفاف الذي اجتاح شمال البرازيل وجويانا وسورينام وجويانا الفرنسية وأجزاء من فنزويلا وكولومبيا، إلى استنزاف نهر الأمازون وأربعة من أكبر روافده إلى أدنى مستوياتها منذ نصف قرن على الأقل. 

الجفاف يضر بالحيوانات البحرية والنباتات

أدى الجفاف إلى قتل الدلافين النهرية المهددة بالانقراض، كما تسبب في انهيارات مميتة على ضفاف النهر. 

ومع أن الأنهار تشكل العمود الفقري لوسائل النقل عبر منطقة الأمازون، فقد أدى الجفاف إلى تعطيل الوصول إلى الغذاء والدواء في عشرات المدن. 

وفي واحدة من أكبر منتجي الغذاء على مستوى العالم، فقد مسحت ما يصل إلى 10 ملايين طن متري من التوقعات الأولية لمحصول فول الصويا في العام المقبل. 

وفي تهديد للمناخ العالمي، قال العلماء إن الجفاف قد يؤدي أيضا إلى مضاعفة معدل وفيات أكبر الأشجار في الغابات المطيرة، مما يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الكربون المسبب للاحتباس الحراري الذي تخزنه هذه الأشجار بشكل جماعي في أخشابها.  

الامازون.. حصن ضد تغير المناخ

ويعتبر العلماء غابات الأمازون، أكبر غابة مطيرة في العالم، بمثابة حصن ضد تغير المناخ لأن نباتاتها الكثيفة تمتص الكربون وتنبعث منها الأكسجين.  

وحذر الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال قمة المناخ للأمم المتحدة (COP28) يوم الجمعة: "حتى لو لم نسقط شجرة أخرى، فقد تصل غابات الأمازون إلى نقطة اللاعودة." 

ربما يكون الأسوأ لم يأت بعد، حيث يتوقع الخبراء حدوث جفاف أكثر شدة في العام المقبل. 

وقال 9 علماء، قد تم إجراء مقابلة معهم، إن الجفاف، الذي بدأ في أبريل، من المرجح أن يضعف موسم الأمطار السنوي الجاري الآن، ويستمر حتى موسم الأمطار التالي في أواخر عام 2024. 

وقال خمسة من هؤلاء العلماء إنه من غير المرجح أن تتعافى الأمازون بشكل كامل قبل أوائل عام 2026، في أحسن الأحوال، لأنه قد يستغرق موسمين ممطرين صحيين لاستعادة رطوبة التربة الطبيعية للغابة. 

استمرار النينيو يعني استمرار الجفاف

وقد توقع الخمس علماء حدوث انتعاش عام 2026، وقالوا إن آثار الجفاف يمكن أن تستمر لفترة أطول إذا استمرت ظاهرة النينيو لفترة طويلة.

تؤدي هذه الظاهرة التي تحدث بشكل طبيعي إلى اضطراب الطقس العالمي كل سنتين إلى سبع سنوات، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المياه قبالة ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية، وسحب الأمطار في هذا الاتجاه بينما يؤدي إلى انخفاض هطول الأمطار في منطقة الأمازون. 

وقال أربعة من العلماء إنه من الصعب التنبؤ بدقة بموعد تعافي الغابات المطيرة من هذا الجفاف، نظرا لعدم اليقين في أي توقعات جوية على المدى الطويل.