حكم الطلاق الشفوي عند الغضب .. أراء العلماء والراجح منها

حكم الطلاق الشفوي عند الغضب موضوع مقالنا عبر موقعكم «بالمصري»، حيث نسلط الضوء فيه على ما يدور بأذهانكم، فتابعوا باهتمام السطور القادمة  لمزيد من التفاصيل الهامة.

حكم الطلاق الشفوي عند الغضب

الطلاق هو إنهاء عقد الزواج، وهو من الأمور الخطيرة التي يجب أن لا يتم اتخاذها إلا عند الضرورة القصوى. ولذلك فقد وضع الإسلام ضوابط وأحكام للطلاق، من أجل حماية حقوق الزوجين والأبناء.

من بين هذه الضوابط هو حكم الطلاق الشفوي عند الغضب. فالغضب هو حالة نفسية تؤدي إلى فقدان السيطرة على النفس، ولذلك فقد اعتبره الفقهاء من موانع وقوع الطلاق.

الرأي الأول: عدم وقوع الطلاق

يرى هذا الرأي أن الطلاق الشفوي الذي يقع في حالة الغضب لا يقع، لأن الغضب يفقد الإنسان القدرة على التحكم في أفعاله، وبالتالي لا يقصد ما يقوله.

وهذا الرأي هو رأي جمهور الفقهاء، ومنهم:

• الإمام أبو حنيفة
• الإمام مالك
• الإمام الشافعي
• الإمام أحمد

ويرى هؤلاء الفقهاء أن الغضب هو حالة نفسية تؤثر على العقل والفهم، ولذلك لا يصح أن يقع الطلاق فيها.

الدليل على هذا الرأي

ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الرجل إذا كان غضبانًا فطلق امرأته، فإنما هو طلاق في نطفته".

وهذا الحديث يدل على أن الطلاق الذي يقع في حالة الغضب لا يقع، لأن الغضب يشبه النطفة في أنه لا ينتج شيئًا.

الرأي الثاني: وقوع الطلاق

يرى هذا الرأي أن الطلاق الشفوي الذي يقع في حالة الغضب يقع، لأن الغضب لا ينفي قصد الطلاق.

وهذا الرأي هو رأي بعض الفقهاء، ومنهم:

• الإمام زيد بن علي
• الإمام داود الظاهري

ويرى هؤلاء الفقهاء أن الغضب لا ينفي قصد الطلاق، لأن الغضب قد يكون سببًا للطلاق، وليس مانعًا منه.

الدليل على هذا الرأي

ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما الطلاق ما أكرهت عليه المرأة".

وهذا الحديث يدل على أن الطلاق لا يقع إلا إذا أكرهت عليه المرأة، وهذا يعني أن الغضب لا يمنع وقوع الطلاق.

الرأي الثالث: وقوع الطلاق في بعض الحالات

يرى هذا الرأي أن الطلاق الشفوي الذي يقع في حالة الغضب يقع في بعض الحالات، ولا يقع في حالات أخرى.

وهذا الرأي هو رأي بعض الفقهاء، ومنهم:

• الإمام ابن تيمية
• الإمام ابن القيم

ويرى هؤلاء الفقهاء أن الطلاق يقع في حالة الغضب إذا كان الغضب شديدًا إلى حد فقدان الوعي، أما إذا كان الغضب متوسطًا أو ضعيفًا، فإن الطلاق لا يقع.

الدليل على هذا الرأي

ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا طلق الرجل امرأته وهو غضبان، ثم رجع إلى عقله، فإن كان طلاقه عن عزم، ثبت طلاقه، وإن كان طلاقه عن غضب، لم يثبت طلاقه".

وهذا الحديث يدل على أن الطلاق لا يقع في حالة الغضب إذا كان طلاقًا عن عزم، أما إذا كان طلاقًا عن غضب، فإن الطلاق لا يقع.

خاتمة تهمك

وبناءً على ما سبق، فإن حكم الطلاق الشفوي عند الغضب هو أمر مختلف عليه بين الفقهاء.. وقد اختار جمهور الفقهاء رأي عدم وقوع الطلاق، بينما اختار بعض الفقهاء رأي وقوع الطلاق، واختار آخرون رأي وقوع الطلاق في بعض الحالات.

ولذلك فإن من الأفضل أن يتجنب الزوجان الطلاق في حالة الغضب، لأن الغضب قد يؤدي إلى نتائج وخيمة لا يمكن إصلاحها.

هل يجوز الزواج من رجل يسب الدين (الحكم الشرعي)

هل يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل

دار الإفتاء

ترى دار الإفتاء المصرية أن الطلاق الشفوي الذي يقع في حالة الغضب لا يقع، وذلك بناءً على ما ورد في الحديث الشريف الذي يقول: "إن الرجل إذا كان غضبانًا فطلق امرأته، فإنما هو طلاق في نطفته".

ويرى فضيلة المفتي  الدكتور شوقي علام، أن هذا الحديث يدل على أن الطلاق الذي يقع في حالة الغضب لا يقع، لأن الغضب يشبه النطفة في أنه لا ينتج شيئًا.

وأضاف المفتي أن الغضب هو حالة نفسية تؤدي إلى فقدان الإنسان القدرة على التحكم في أفعاله، وبالتالي لا يقصد ما يقوله.

ولذلك فإن دار الإفتاء المصرية تحث الزوجين على الابتعاد عن الطلاق في حالة الغضب، لأن الغضب قد يؤدي إلى نتائج وخيمة لا يمكن إصلاحها.

وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن للزوجين اتباعها لتجنب الطلاق في حالة الغضب:

• تعلم كيفية إدارة الغضب بشكل صحي.
• الابتعاد عن المناقشات والمشاحنات في حالة الغضب.
• التحدث إلى شخص آخر يمكنه تهدئة الأمور.
• السعي إلى حل المشكلة التي تسببت في الغضب بطريقة سلمية.

وإذا وقع الطلاق في حالة الغضب، فإن دار الإفتاء المصرية ترى أن من حق الزوجين التراجع عن الطلاق إذا كانا راغبين في ذلك، وذلك خلال فترة العدة.

 “هل أعجبك هذا المحتوى؟ هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل ترغب في مساعدتنا على نشره؟ شاركه مع أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني، كل مشاركة تساعدنا على الوصول إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة المحتوى الرائع معهم، شكرًا لك على دعمك، ونسعد ان تزورونا على منصات «بالمصري» المختلفة.، الفيس بوك - تويتر - لينكد إن - بنترست - يوتيوب”