لأسباب أسرية وسياسية.. زعيم كوريا الشمالية يتجنب الاحتفال بعيد ميلاده الأربعين

أتم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عامه الأربعين، اليوم الاثنين، دون إعلان أي احتفالات عامة في بلاده، بعد أن دخل العام الجديد بقصف مدفعي في البحر وتعهد بتوسيع ترسانته النووية.  

ومنذ توليه السلطة في أواخر عام 2011، يعتقد أن زعيم كوريا الشمالية، وهو الجيل الثالث من عائلته التي تحكم كوريا الشمالية، قد أسس قيادة مطلقة على غرار أسلافه.

لكن عيد ميلاد زعيم كوريا الشمالية لم يتم الاحتفال به رسميا بعد، على عكس والده الراحل كيم جونغ إيل وجده كيم إيل سونغ، إذ تعد أعياد ميلادهم من أكبر الأعياد في كوريا الشمالية، وتتميز بضجة كبيرة وحملات الولاء، وأحيانا العروض العسكرية الضخمة. 

تمجيد أعمال زعيم كوريا الشمالية

ونشرت وكالة الأنباء في كوريا الشمالية الرسمية، اليوم الاثنين، مقالا مطولا يمجد توجيهات زعيم كوريا الشمالية لمشاريع البناء الكبرى في العقد الماضي. 

كما ذكرت أن زعيم كوريا الشمالية زار مزرعة دجاج مع ابنته في اليوم السابق، لكنها لم تذكر عيد ميلاده. 

ويتكهن بعض المراقبين بأن زعيم كوريا الشمالية قد يعتقد أنه لا يزال صغيرا جدآ نسبيا، أو يحتاج إلى إنجازات أكبر لإقامة مثل هذه الاحتفالات الفخمة بعيد ميلاده. 

ويقول آخرون إن عدم إقامة حفل عيد ميلاد عام قد يكون مرتبطا بمخاوفه بشأن الاهتمام بوالدته الراحلة، المولودة في اليابان. 

عقوبات دولية مفروضة على البلاد

وقد أدى سعي كيم جونغ أون المتهور، لامتلاك ترسانة نووية أكبر، إلى فرض عقوبات بقيادة الولايات المتحدة، والتي يعتقد أنها، إلى جانب إغلاق الحدود أثناء الوباء، ألحقت أضرارا بالغة باقتصاد كوريا الشمالية الهش. 

واعترف كيم جونغ أون في وقت لاحق بفشل سياسته، حيث ظل تعهده بأن كوريا الشمالية "لن تضطر أبدا إلى شد أحزمتها مرة أخرى" لم يتحقق.  

وقال هونغ مين، المحلل في المعهد الكوري للتوحيد الوطني في سيول: "بالنسبة لكيم، ربما لا يزال من الصعب سياسيا أن يعبد نفسه لأنه لا يزال شابا ولم يجمع الكثير من الإنجازات." 

 وقال كيم يول سو، الخبير في المعهد الكوري للشؤون العسكرية في كوريا الجنوبية، إن الأمر سيستغرق على الأرجح بعض الوقت حتى يصبح عيد ميلاده عطلة رسمية، حيث أن كبار السن من النخبة الحاكمة في كوريا الشمالية ما زالوا يعتقدون أنه صغير جدا. 

أعياد الميلاد أساسية!

تعد أعياد الميلاد أمرا أساسيا في أساطير كيم إيل سونج وكيم جونج إيل، اللذين حكما كوريا الشمالية بمكانة إلهية منذ تأسيس البلاد في عام 1948. 

وعادة ما يتم الاحتفال بأعياد ميلادهم، 15 أبريل لكيم إيل سونغ، و16 فبراير لكيم جونغ إيل، وذلك من خلال تكريم تماثيلهم العملاقة وحفلات الرقص والألعاب النارية والعروض الفنية. 

وفي بعض أعياد الميلاد المهمة، يقيم الجيش الكوري الشمالي عروضا ضخمة تضم جنودا يدوسون الأوزة، بالإضافة إلى أسلحة قوية قادرة على استهداف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. 

وقد تم تحديد عيد ميلاد كيم إيل سونغ كعطلة رسمية في عام 1968 عندما بلغ 56 عاما، وفقا لموقع إلكتروني تديره وزارة التوحيد الكورية الجنوبية، التي تتولى العلاقات مع كوريا الشمالية. 

ويقال إن عيد ميلاد كيم جونغ إيل أصبح عطلة رسمية في عام 1982، عندما بلغ الأربعين من عمره. 

تكريم كيم جونغ أون علانية

ولم تعلق كوريا الشمالية رسميا مطلقا على عيد ميلاد كيم جونغ أون، المرة الوحيدة التي تم فيها تكريم كيم علانية في عيد ميلاده كانت في عام 2014، عندما غنى نجم الدوري الاميركي للمحترفين السابق دينيس رودمان "عيد ميلاد سعيد" قبل مباراة كرة سلة استعراضية في بيونغ يانغ. 

ويذكر الموقع الإلكتروني الذي تديره وزارة الوحدة أن كيم جونغ أون ولد في 8 يناير.