السبت 23 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

عمر بن الخطاب.. قصة صحابي فرق بين الحق والباطل

عمر بن الخطّاب
عمر بن الخطّاب

الكثير والكثير من قصص الصحابة الأجلاء يستعرضها لكم موقع بالمصري حتى نأخذهم قدوة لنا في حياتنا اليومية، وقصة اليوم للصحابي عمر بن الخطاب، فسنعرف سويًا قصة إسلام عمر، وكم كان عمره حينما آخذٌ سيفه وتوجّهٌ إلى سيدنا محمدٍ (ص) ليقتله، والمواقف الكثيرة التي تبرزه عن غيره من الصحابة.


إسلام عمر بن الخطّاب

 

قصة إسلامه تحمل الكثير من المشاعر الجياشة حيث خرج الفاروق -رضي الله عنه- عازماً على قتل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقابل رجلٌا وقال له إن أخته قد أسلمت، فانطق إليها وهو غضبان ووصل وإذ بها تقرأ آياتٍ من سورة طه، فتأكّد من إسلامها، وضربها هي وزوجها، حتى فقد الأمل في بعدهم عن الإسلام.

ثم اغتسل تنفيذاً لطلبها، وقرأ من سورة طه حتى قوله -عزّ وجلّ-: (إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري)، فانطلق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- إلى مكان تواجد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومَن معه من الصحابة، وكان معهم حمزة بن عبدالمُطّلب، وأعلن إسلامه على الفور.

عمر بن الخطّاب


وقصة إسلامه بدأت حينما فغضب غضباً شديداً وتوجّه إلى بيت أخته، فطرق الباب، وهم حينئذٍ مع رجلٍ من الصحابة يقرؤون القرآن، فلما علموا أنّه عُمر قام الصحابي فاختبأ، وبقي ما كانوا يقرؤونه، فدخل إلى أخته فضربها وبكت، ثم دخل إلى البيت فجلس فرأى الصحيفة التي كانوا يقرؤون منها، فطلب منها أن تأتي بها إليه، فرفضت وقالت له إنّ هذه صحيفة لا يمسّها إلا المطهّرون، لِذا عليه أن يغتسل.


وهنا أصرّ عمر على الإتيان بالصحيفة حتى أحضرتها، فتناولها وبدأ يقرأ منها، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، فلما وصل إلى الرحمن الرحيم انتفض ورماها، ثم عاد إليها وإذ بها: (سَبَّحَ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،

وأكمل القراءة وكلما مرّ باسمٍ من أسماء الله ذُعر، حتى وصل إلى قوله -تعالى-: (آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ* وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

 


فقال: "أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله"، فبدأ الناس بالتكبير من فرحهم بإسلامه، وأخبروه بدعاء رسول الله عندما قال: (اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ).

فسأل القوم عن مكان رسول الله، وتوجّه إليه في بيتٍ في أسفل جبل الصفا، فلما قرع الباب وعرفوا أنّه عمر ولم يصلهم خبر إسلامه؛ خافوا أن يفتحوا له الباب، فأمرهم رسول الله أن يفتحوا له، فإنّه إن يرد الله به خيراً يهدِه، و إن يُرد غير ذلك يُقتل، ففتحوا له الباب ومسكه رجلان من ذراعيه وأجلسوه أمام رسول الله، فأمرهم رسول الله أن يدعوه.

 


وأخذ رسول الله بمجامعه وسأله عن سبب مجيئه، فقال له: "جئت لأشهد أنّك رسول الله"، فكبّر رسول الله من فرحه، فعلم أهل البيت أنّه قد أسلم.

وأثر إسلام عمر على المسلمين كان لإسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أثرٌ كبيرٌ على الإسلام والمسلمين، فقد أعزّ الله به الإسلام، وما استطاع المسلمون أن يطوفوا بالبيت ويصلّوا فيه إلّا بعد إسلامه، كما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة علناً، وما لحقه أحدٌ من المشركين؛ خوفاً منه، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وأفضل الصحابة بعد أبي بكر الصديق.

واجتمع نسب عمر بن الخطاب مع رسول الله في كعب بن لؤي بن غالب، وقد وُلد بعد رسول الله بثلاثة عشر عاماً، وكنيته أبو حفص، ولقبه الفاروق، فقد فرّق الله به بين الحق والباطل، وكان -رضي الله عنه- غليظ القدمين والكفين، أبيض البشرة، على خدّه حُمرة، حسن الوجه، طويل الشارب، أصلع الرأس، قوياً في جسده لا ضعيفاً، سريع الخطوات، إذا تكلّم استمع له غيره.

السيرة الذاتية لـ عمر بن الخطّاب


التعريف بعمر بن الخطّاب نسبه هو الصحابيّ الجليل عمر بن الخطّاب بن نُفيل القُرشيّ العدويّ -رضي الله عنه-، المُكنّى بأبي حفص، ووالدته هي: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزوميّة، وورد في إحدى الروايات أنّها أخت أبي جهل حنتمة بنت هشام.

وقد كان إسلامه بدايةً لفتح طريقٍ جديدٍ في عبادة الله -تعالى- جَهْراً، والذي ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال فيه: (اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ).

وعن ولادة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- فإنه ولد بعد أربع سنواتٍ من الفِجار الأعظم، أي قبل البعثة النبويّة بـ30 عاماً، وهناك أقوال تقول إنّه وُلد بعد عام الفيل بـ13 عامًا، وعن صفاته الجسديّة قال علماء السَّير والتاريخ أنّه كان طويلاً، جسيم القامة، أعسر، أشعر، وأصلع الرأس، شديد الحُمرة.


 


لقب سيدنا عمر -رضي الله عنه- لُقّب بالفاروق؛ لأنّ الله فرّق به بين الحقّ والباطل، وذُكر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو مَن أطلق عليه ذلك اللقب.


ولقب أيضا عمر -رضي الله عنه- بأمير المؤمنين، لأنه كان يعتبر خليفة رسول الله، فرأى المسلمون أنّ الاسم سيكون طويلًا لمَن يأتي بعده، حيث سيكون خليفة رسول الله، فأجمعوا على لقب أمير المؤمنين لعمر بن الخطّاب، ولمَن يأتي للخلافة من بعده.

شخصيّة عمر بن الخطّاب وخلافته

ميزت عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- سماتٍ شخصيّةٍ جعلته من الرِّجال الذين كان لهم دور في رسم خطوط التاريخ؛ فقد كان إداري جيد، وشخصيتهٍ قويةٍ، عازمٌ وحازمٌ، وكان له هَيبةٌ بين الناس، ومتعلم ولديه رجاحة العقل وحُسْن التصرّف ما جعله في الجاهليّة سفيراً لقريش، فهو كان من القلائل الذين يعرفون القراءة والكتابة، كما عُرف عنه الجديّة، وقلّة الضحك، وجَهوريّة الصوت، وتميّز -رضي الله عنه- بالمسؤولية، والفراسة، والعَدْل.


وكان إسلامه في السنة الخامسة من البعثة عزّةً ونَصرٌ للدِّين، وعشر سنواتٍ من الخلافة مليئةً بالرّحمة والعَدْل والفتوحات، حيث تولّاها سنة ثلاث عشرة من الهجرة، بعد وفاة أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه- الذي عهد له بها، وذلك حرصاً على وحدة المسلمين، وإغلاق أبواب الخلاف بينهم.

وعن شهادات الصحابة وسيدنا أبو بكر الصّديق -رضي الله عنهم- فقد شهدوا له بالشدّة بلا عنفٍ، واللين بلا ضعفٍ، وبالقدرة على تحمّل مسؤوليات الخلافة.

زوجات عمر بن الخطّاب

 

كان الصحابي الجليل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- شديداً على أهل بيته؛ من حيث العناية والرقابة والإلزام بأحكام الدِّين وتطبيق شرع الله، وكان يمتلك قلبا مليئاً بالشفقة والرّحمة عليهم.

وتزوج الفاروق -رضي الله عنه- أربع عشرة امرأةً، ولا يعني أنّه جمع بينهنّ، اثنتان قبل الإسلام، وطلّقهما بعد صُلح الحُديبية ونُزول قَوْل الله -تعالى-: (وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ)، وهما: أمّ كلثوم بنت جرول، وقريبة بنت أبي أميّة.

أمّا باقي الزوجات فهنّ: أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وعاتكة بنت زيد العدويّة، وزينب بنت مظعون الجمحيّة، وجميلة بنت ثابت الأنصاريّة، وابنة حفص بن المغيرة، وأمّ حكيم بنت الحارث المخزوميّة، وفاطمة بنت الوليد المخزوميّة، وأمّ هنيدة الخزاعيّ، وسبيعة الأسلميّة.

أبناء عمر بن الخطّاب

 

الأبناء الذكور لعمر بن الخطّاب، عشرةٌ، وهم: الصحابي عبدالله وهو أكبرهم، وعبدالرحمن الأكبر، وعبيد الله، وعاصم، وزيد، وعبدالرحمن الأوسط، وعبدالرحمن الأصغر، وزيد الأصغر، وعبدالله الأصغر، وعيّاض، ومن الإناث سبعةٌ، وهنّ: أم المؤمنين حفصة، وفاطمة، وعائشة، وصفيّة، وجميلة، ورقيّة، وزينب.

اقرأ أيضا: قصّة الإسراء والمعراج.. معلومات لا تعرفها من قبل

تم نسخ الرابط