أزمة سكر في بريطانيا.. والحكومة تجيز مبيد “النيونيكوتينويد” لعلاج البنجر

حصل مزارعو بنجر السكر في بريطانيا على الضوء الأخضر لاستخدام مبيد حشري محظور لقتل النحل، بعد توقعات بأن فيروسا يمكن أن يجتاح محاصيل بنجر السكر. 

وقد تم منح تصريح طارئ لاستخدام مبيدات النيونيكوتينويد في يناير الماضي، ولكنه كان يعتمد على مستوى التهديد الذي تم تحقيقه. 

وقال المورد البريطاني للسكر إن معدل الإصابة المتوقع يبلغ الآن 83% من المحصول وهو مرتفع تاريخيا. 

وقالت شركة ديفرا إن قرار الموافقة لم يؤخذ على محمل الجد، لكن النشطاء قالوا إنه يمثل استهزاء بالحظر. 

تعتبر مبيدات النيونيكوتينويد سامة لحشرات النحل الملقح، ما يعطل قدرته على التنقل والتكاثر، لكن بعض مزارعي بنجر السكر يقولون إن المبيدات الحشرية ضرورية للحماية من المرض المعروف باسم فيروس الاصفرار. 

التحقق من مستوى التهديد

كان لا بد من التحقق من مستوى التهديد الذي يشكله الفيروس علميا بشكل مستقل من قبل مؤسسة روثامستد للأبحاث، حيث يتنبأ نموذج اصفرار الفيروس بأن أكثر من 65% من المحاصيل قد تتأثر قبل منح الإذن النهائي لاستخدام المبيد. 

وقال رئيس مجلس السكر في NFU مايكل سلاي، الذي يزرع الأراضي في شمال كامبريدجشير وجنوب لينكولنشاير، إن قطاع بنجر السكر، الذي يدعم أكثر من 9500 وظيفة، يواجه تهديداً كبيراً بسبب المرض، الذي ينتشر عن طريق حشرات المن، و يمكن أن تقضي على المحاصيل.

وأضاف دان جرين، مدير الزراعة في شركة السكر البريطانية، التي توفر 60% من السكر في المملكة المتحدة، أن المبيد ضروري لحماية محصول بنجر السكر في المملكة المتحدة وسبل عيش المزارعين.

وقال لبي بي سي: "إن توقعات الإصابة بفيروس الاصفرار هذا العام مرتفعة تاريخيا وتتجاوز عتبة 65% لاستخدام معالجة البذور، كما حددها ديفرا في يناير." 

وشهدت السنوات السابقة تراوح التهديد المتوقع من 8% في عام 2021 إلى 85% في عام 2020، وهو الموسم الذي قدر فيه أن الفيروس كلف المزارعين في النهاية 43 مليون جنيه إسترليني. 

قرار مدمر للنحل

لكن دعاة حماية البيئة ونشطاء الحياة البرية حذروا من أن القرار سيكون مدمرا للنحل، وأشاروا إلى أن الحكومة وافقت الآن على استخدام مادة النيونيكوتينويد لمدة أربع سنوات متتالية. 

وقال ريتشارد بينويل، الرئيس التنفيذي لشركة Wildlife and Countryside Link: "إن الحصول على أربع تراخيص طوارئ متتالية يعد استهزاء بالحظر، والآن تم الوصول إلى الزناد، سيتعين على الطبيعة مرة أخرى أن تتحمل التعرض لهذه المادة الكيميائية الضارة. " 

ودعا الحكومة إلى تنفيذ استراتيجيتها التي طال انتظارها بشأن الاستخدام المستدام للمبيدات الحشرية على وجه السرعة. 

وقال بارنابي كوبيه، مدير سياسة استخدام الأراضي في The Wildlife Trusts، إن المنظمة تشعر بخيبة أمل كبيرة لكنه دعا إلى تقديم المزيد من الدعم للمزارعين لزراعة بنجر السكر دون اللجوء إلى المواد الكيميائية. 

وقال متحدث باسم ديفرا إن المبيد الحشري سيخضع لرقابة مشددة، مضيفا: "لم يتم اتخاذ هذا القرار باستخفاف، والآن تم تجاوز الحد الأدنى لاستخدام المنتج، وسيقتصر بشكل صارم على التخفيف من المخاطر على البيئة، بما في ذلك المخاطر المحتملة على الملقحات." 

اقرأ أيضا: فيروس إنفلونزا الطيور يصل القطب الجنوبي ويهدد مستعمرات البطريق