افتتاح معرض «شيخ الخطاطين محمد حمام» بدار القلم بالقلعة

افتتح الفنان والكاتب الصحفي محمد البغدادي، معرض شيخ الخطاطين، مساء الأحد الماضي، بدار القلم بحي الخليفة ميدان القلعة، وتستمر فعاليات المعرض حتى نهاية شهر أغسطس، ومتاح يوميا عدا يومي الأحد والإثنين من 11 صباحا وحتى 5 مساءً.

حضر المعرض الكثير من أصدقاء وتلامذة وعشاق فن شيخ الخطاطين، أمثال" محمد بغدادي، أوس الأنصاري، عبدالله عثمان، أحمد البشلي، محمد خضير ، بلال شرابية، صلاح عبدالخالق، مصطفي عمري، رضا الأنور، حسن البططي، محمد الماحي، محمد وهدان"، كما حضر أبناء وأحفاد  الشيخ محمد حمام.

شهد المعرض الكثير من لوحات محمد حمام، ونماذج من تمريناته علي الخطوط، بالإضافة إلى أشهر العناوين الصحفية التي كتبها في جريدة الأهرام.

افتتح المعرض الشاعر والكاتب الصحفى محمد بغدادي والذي قال في كلمته:" نحن هنا للاحتفال بقيمة كبيرة في مجال الخط العربي، وهو أحد أعضاء نقابة الصحفيين، ورائد من رواد هذا الفن العظيم، وساهم في إقامة معرض القاهرة للخط العربي، وكان يمتلك الكثير من  الثقافة الأدبية والفنية عن تاريخ وجماليات الخطوط، وفي ختام كلمته أعلن أن الدورة التاسعة من ملتقي القاهرة الدولي للخط العربي سوف تحمل أسم شيخ الخطاطين محمد حمام،".

وتحدثت أبنته الدكتورة جهاد، أصغر جواهر حمام، والتي تقدمت بشكرها إلي كل محبي والدها وتلاميذه وعشاق فنه، واضافت رغم أننا ظاهريا نبدو بعيدين عن مجال الخط العربي، إلا أننا كأسرته، تربينا على حب الخط العربي ونحمل رسالة حمام في نشر القرآن عن طريق الخط العربي، وسنعيد تقديم أعماله، فقمنا بجمع كل أعماله ولوحاته، ورممنا الكثير منها، واتمننا أرشيف متكامل والفترة القادمة ستشهد الكثير من المعارض داخل مصر وخارجها.

وتحدث إبراهيم بدر مدير إدارة الخطوط بالتليفزيون المصري وقومسير المعرض: "الهدف من إقامة المعرض هو تكريم شيخ الخطاطين محمد حمام والذي توفي منذ ثلاث سنوات، وحتى الآن لم يتم تكريمه بالشكل الذي يتناسب مع تاريخه وعطائه للخط العربي، كما يهدف إلى تقديم أعماله للأجيال القادمة".

وعن محمد حمام، قال إبراهيم بدر: "تعرفت علي الشيخ حمام عام 1984، ولمست فيه روح الأبوة والحنان، توفي والدي بعد لقائي معه بشهور قليلة، اعتبرني ابنه وعرفني علي كبار الخطاطين أمثال محمد عبد القادر، خضير البورسعيدي، حسن صالح، محمد إبراهيم محمود، الباهي أحمد، وكامل إبراهيم، وكان له الفضل في تعييني بجريدة الجمهورية ثم التليفزيون المصري، ولا أنسي حين حصلت على أول الجمهورية في الخط العربي عام 1991، وقتها أعطاني 150 جنيها وقال لي (وزع حاجة ساقه علي كل عابدين)".

وتابع بدر: "كان حمام، يفتح قلبه ومكتبه للجميع، للأساتذة والصغار، دائما كان يبادر بالقول إلى الطالب (كاتب إيه عشان أصحح لك)، ويقول للأستاذ (كاتب إيه عشان استمتع بكتاباتك)، كان فنان معطاء وعاشق لفن الخط العربي بجنون، له أسلوبه المتفرد في التعليم، وتوصيل المعلومة والمدهش أنه كان يحفظ اسم كل طلابه رباعيا".

وعلي هامش المعرض أقيمت ورشة عمل لاستخدام البرامج، "فوتوشوب، اليستريتور" في اللوحة الخطية، والتدريب على تحديد مقاسات اللوحة و تنسيقها وتجهيزها للتنفيذ، بالتطبيق على إحدى أعمال الفنان محمد حمام، قدمها الفنان محمد الماحي،  أستاذ الخط العربي والزخرفة بأكاديمية الخط العربى بباب اللوق ومدرسة تحسين الخط العربى بالجيزة.

ولد حمام بحي عابدين بالقاهرة عام 1935، واسمه الحقيقي محمد محمود عبد العال، لكنه اشتهر باسم "حمام"، وكان يوقع به لوحاته الفريدة، وحفظ القرآن الكريم بمدرسة السلطان الحنفي الإعدادية للأزهر والمعلمين، وحصل على شهادتي إتمام الدراسة وحفظ القرآن عام 1947، اشتغل بمهنة الخط وهو في سن 12 عامًا، حتى افتتح محل خاص بحي عابدين عام 1953، ليلتحق بعدها بمدرسة الخطوط وحصل على الدبلوم عام 1960.

عمل شيخ الخطاطين محمد حمام، بمهنة الخط العربي من عام 1947، ثم عمل بالتليفزيون المصري قبيل افتتاحه رسميا منذ عام 1959 وأسس فيه قسم الخط العربي، وكان أول رئيس للقسم، وفي عام 1961 تغيرت حياته حينما عمل في جريدة الأهرام كخطاط لمدة 8 سنوات، حصل فيها على عضوية نقابة الصحفيين وخرجت من تحت يديه عناوين إصدارات الأهرام في تلك الفترة.

من الأهرام عمل محمد حمام في عدة مجلات وجرائد مثل طرابلس الغرب التابعة لوزارة الإعلام الليبية عام 1968، وفي ليبيا أنجز عددًا من المهام حيث قام بتخريج ثلاث دفعات بنجاح، وأنشأ معهد ابن مقلة للخط العربي، كذلك عمل بمجلة أكتوبر منذ إنشائها عام 1977 وقدم استقالته 1979، عمل بجريدة أبو ظبي عام 1979 حتى 1982، عمل عاد للعمل بمجلة أكتوبر عام 1983 ثم التدريس بمعهد الخط العربي في باب اللوق حتى خروجه للمعاش 1995، وظل يعمل بها حتى 2000 م.

كان لمحمد حمام مساهمات كبيرة في دعم الخط العربي، كعضو مساهم في تأسيس الجمعية المصرية العامة للخط العربي وعضو مجلس إدارة وأمين صندوق، وكتب أربع كراسات تعليمية للخط لدولة البحرين، وكتاب تعليم لغير الناطقين بالعربية للمملكة المتحدة.

حصل محمد حمام على جائزة وشهادة تكريم من مهرجان الموسيقى العربية والخط العربي بدار الأوبرا عام 2003، واختير قومسيرا لمعرض فن الخط العربي ببلغاريا 2002، ودعته جامعة صوفيا لإلقاء محاضرة عن فن الخط العربي بكلية الفنون الجميلة بالجامعة، ونال شهادة تقدير ورسالة شكر من السفارة المصرية ببلغاريا.

كما شارك في معرض الخط العربي الذي تقيمه مصر في فرنسا عام 2010، وكذلك في المؤتمرات التي تقيمها مكتبة الإسكندرية كباحث ورائد من رواد فن الخط، وشارك في معرض الخط المصاحب لمعرض الكتاب بفرانكفورت.