الأحد 07 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

نفيسة العلم.. أكثر سيدات آل البيت قربا لقلوب المصريين

محراب السيدة نفيسة
محراب السيدة نفيسة رضي الله عنها

تعد السيدة نفيسة من أبرز السيدات في التاريخ الإسلامي واكثرهن تأثيرا في قلوب المسلمين وخاصة المصريين، وكتب على ضريحها "عرش الحقائق مهبط الأسرار .. قبر النفيسة بنت ذي الأنوار" تعبيرا عن تقديرها وحب المصريين لها.

نفسية العلم

ولدت السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في مكة في 11 ربيع الأول 145 هجريا، وأمها زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
وانتقلت عائلتها إلى المدينة المنورة وهي في سن الخامسة؛ فأخذت تقبل إلى المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب «نفيسة العلم» وهذا ساعدها أن تكون عالمة في الفقه والحديث.
وتزوجت إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في رجب 161 هـجريا، وانجبت القاسم وأم كلثوم.

بين علوم الدنيا والدين

وفي سنة 193 هـجريا،جاءت السيدة نفيسة مع أسرتها إلى مصر وكانت في عمر يناهز 48 سنة، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش ،ومنذ لحظة مجيئها المحروسة اخذوا الناس يقبلوا عليها طلبا في العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات.
فخرجت عليهم قائلة: «كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى». وحينها فزعوا لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَّل والي مصر السري بن الحكم وقال لها: «يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه». فوهبها دارًا واسعة، وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة.

امرأة لم يكررها الزمن 

حيث عرفت نفيسة بزهدها وحسن عبادتها وعدلها، فيُروى أنها لما كانت تمضي بالمدينة أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد، وتروي زينب ابنة أخيها يحيى المتوج.
انتشرت الأقاويل عنها مزعمة أنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف 190 مرة.
كما ذكروا أنها حجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها سائرة على أقدامها وقد غالى البعض في شخصيتها ونسبوا لها كرامات كثيرة بعدما أسلم على يديها 70 يهوديا.

تاريخ وفاتها

توفيت -رضي الله عنها- في عام 208 هجريا الموافق للسنة الميلادية 824 حيث أنها كانت من أكثر الناس شوقاً لله قد ذُكِر أنها كانت صائمةً يوم وفاتها.
ودفنت السيدة نفيسة بدارها بدرب السباع بين القطائع والعسكر التي عرفت فيما بعد بكوم الجارحي، وكان يوم دفنها يومًا عظيمًا مشهودًا.
وإلى جانب ضريحها أقيم مسجدها الحالي وهو المسجد الذي كان يوضع في المحراب المتنقل قبل أن ينقل إلى المتحف الإسلامي باعتباره تحفة فنية جميلة.

تم نسخ الرابط