"الذهب الأخضر" طفرة في الاقتصاد المصري
يمكن الاستفادة من مخلفاته
يعد الجوجوبا أو ما يسمي "الذهب الأخضر" نباتا بريا تتراوح دورة حياته بين 100 و200 عام، ويزرع بشكل رئيسي في المناطق الصحراوية وهو من أكثر النباتات تكيفا مع هذه البيئة؛ ولذلك يعرف ايضا باسم "ذهب الصحراء" ومن جدير بالذكر أن مصر من أنسب الدول لـزراعة أشجار الجوجوبا من حيث توافر الظروف المناخية والأراضي الملائمة لزراعتها إلى جانب انخفاض تكلفة إنتاج زيت الجوجوبا بنحو 50% مقارنة بباقي دول العالم.
الذهب الأخضر.. إنتاج زيت نقي
وأعلن مركز المعلومات أن نبات الجوجوبا يعتبر من المحاصيل الزيتية، حيث إن بذوره تحتوي على زيت نقي فريد من نوعه بنسبة تزيد على 40% من وزن النبات، بالإضافة إلى دوره في مكافحة آثار التصحر، وتحسين جودة التربة.
وبدأت صناعة زيت الجوجوبا عالميا عام 1971 في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، بينما بدأ استعماله كسلعة تجارية عام 1982، وفي عام 2019 بلغت قيمته في السوق العالمية 133.2 مليون دولار أمريكي، فيما بلغت 245.19 مليون دولار عام 2021، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة السوق حوالي 351.75 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2027 بمعدل نمو سنوي مقداره 6.2% وذلك وفقا لما نشره مركز المعلومات.
كما أنه من المتوقع خلال عام 2027 أن يبلغ الانتاج الفعلي من الذهب الأخضر نحو 25493 طنا، وتمثل مستحضرات التجميل أكبر قطاع في السوق العالمية لزيت الجوجوبا، حيث تمثل نحو 70% من إجمالي الإيرادات.
مميزات زراعة الذهب الأخضر
تمثلت مزايا زراعة نبات الجوجوبا في استهلاك كميات قليلة من المياه؛ لأنه يروى بالتقطير ويحتاج إلى الري نحو (12-15) مرة فقط في العام لا سيما من تحمل درجات عالية من الملوحة حيث تبلغ 3000 جزء في المليون ويمكن أن تصل إلى 10 آلاف جزء في المليون بحد أقصى دون أن يؤثر سلباً على إنتاجيتها.
إضافة إلى تدني احتياج الذهب الأخضر من الأسمدة العضوية حيث يحتاج إلى القليل منها في السنوات الأربع الأولى من زراعته ويمكن بعد ذلك إضافة كميات قليلة جداً من الأسمدة الكيماوية إلى مياه الري، وعدم حاجتها إلى الرش الوقائي أو العلاجي؛ وذلك لأن احتمالية إصابته بالحشرات والأمراض النباتية محدودة.
ويدخل زيت الجوجوبا في العديد من الصناعات والمستحضرات الطبية ومنها؛ يستخدم في صناعة الأعلاف، والسماد العضوي، والورنيش، والصابون، والشموع، والأحبار، والبلاستيك، وزيوت التشحيم، والمبيدات الحيوية.
الاستفادة من مخلفات الذهب الأخضر
ويمكن جمع بذور أشجار الجوجوبا فور نضجها، وتركها دون جمع لعدة أشهر لحين توافر الأيدي العاملة دون أن يؤثر ذلك على المحصول، إضافة أنه يمكن تخزين المحصول لفترات زمنية طويلة دون أن تتأثر خواصه حيث يقاوم الزيت الذي تحتويه البذور الأكسدة حتى في ظل الظروف المناخية القاسية.
ولم تقتصر الاستفادة من هذا النبات على البذور نفسها بل أيضا يمكن الاستفادة من مخلفات نبات الجوجوبا؛ لأنه يعد علفاً غنياً حيث تحتوي متبقياته على 30% من البروتين وذلك بعد تخليصها من مادة "السيموندسين" التي تعمل على تقليل الشهية.
إحداث طفرة في الاقتصاد المصري
وسلط تقرير مركز المعلومات الضوء على مقال منشور على موقع (Trend Detail)، والذي يؤكد أن تنفيذ الخطط المصرية الخاصة بزراعة أشجار الجوجوبا، من شأنه أن يُحدث طفرة كبيرة في الاقتصاد المصري؛ نتيجة زيادة العوائد الاقتصادية للبلاد.
وأوضح المركز أنه يطلق على أشجار “الجوجوبا” اسم "الذهب الأخضر"، لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية متعددة؛ لكونها مقاومة للجفاف، فضلًا عن كونها أشجارًا معمرة ذات ملوحة عالية، وأشار المركز إلى أنها تعد مصدرًا مهمًا للوقود الحيوي الصديق للبيئة؛ حيث يتم استخراج زيوت المحركات الثقيلة من هذه الأشجار، كما تُستخدم زيوتها في صناعة الإطارات المطاطية.
ونوه المركز بأن زيت "الجوجوبا" من أهم بدائل زيوت المحركات الاصطناعية التي تستخدم في محركات السيارات الجديدة، لا سيما أنه أقل تكلفة وأكثر كفاءة من الزيوت الاصطناعية، إضافة أنه يُستخدم حاليًا في معظم الدول الغربية كزيت لمحركات الطائرات الحربية والطائرات الأسرع من الصوت.
أهم مشروعات الجوجوبا في مصر
ويعتبر محصول الجوجوبا من أكثر النباتات توافقاً مع الموارد المائية والظروف البيئية في مصر، حيث أنه خيار استراتيجي مثالي لاستصلاح الصحراء المصرية، وبالفعل نجحت الدولة في استغلاله واقيمت عدة المشروعات في مختلف المحافظات، ومن أهم مشروعات زراعة الجوجوبا في مصر:
1- مشروع زراعة الجوجوبا بالوادي الجديد: حيث نجع مركز باريس بالوادي الجديد في يناير 2022 في زراعة 15 ألف فدان (بتكلفة 750 مليون جنيه) لإنتاج أغلى الزيوت بالعالم "زيوت الطائرات" ويضم أكبر مشتل "جوجوبا" بالشرق الأوسط.
2- مشروع زراعة الجوجوبا بمحافظة البحر الأحمر: وهو الذي استهدف زراعة 3000 فدان حيث تم افتتاح المرحلة الأولى منه بمساحة ألف فدان باستخدام مياه الصرف الصحي المعالج ثلاثيا، بتكلفة بلغت 138.5 مليون جنيه، أما المرحلة الثانية منه استهدفت زراعة مساحة 2000 فدان.
3- ومشروع زراعة الجوجوبا في وادي النطرون: وقد بدأ موسم حصاده بالأراضي التابعة للشركة المصرية الخليجية لاستصلاح الأراضي الصحراوية بمنطقة ووادي النطرون في أغسطس 2022 وتجاوز إنتاج الفدان الواحد 200كجم، وذلك وفقا للتقديرات التي وضعها فريق الهيئة الاستشارية للشركة مسبقاً.
4- مشروع زراعة الجوجوبا بغابة "سرابيوم" بالإسماعيلية: حيث تمتد غابة سرابيوم على مساحة 500 فدان، ويزرع بها عدة أنواع من الأشجار، وأبرزها: الجوجوبا، والسرو، والصنوبريات، والكايا، والجازورينا، والكافور، والتوت، وكنكاريس، والسيسال، والبامبو، وتستحوذ زراعة شجر الجوجوبا على 6% من إجمالي مساحة الغابة.