حقيقة أكل هند بنت عتبة كبد سيدنا حمزة بن عبد المطلب.. وهل أسلمت أم لا؟
كثرت الأقاويل حول قصة هند بنت عتبة كبد سيدنا حمزة بن عبد المطلب، وتداولت القصة بشكل جديد غير المتعارف عليه، فهناك أقاويل تقول إنها لم تحدث من الأساس وهناك علماء وشيوخ أكدوا إسلامها، ومن هذا المنطلق يستعرض موقع بالمصري من خىل السطور التالية حقيقة القصة.
وقال مرصد الفتاوى بدار الإفتاء، حول صحة قصة أكل السيدة هند بنت عتبة لكبد الصحابى الجليل حمزة بن عبد المطلب، إنه لا يكاد يخلو كتاب من كتب السيرة أو التاريخ عن هذه القصة التي حدثت في غزوة أحد، وهذه القصة رغم شهرتها إلا أنها تحتاج لأن تخضع للنقد حديثي للنظر في مدى ثبوتها؛ أولاً تخريج القصة: هذه القصة قد رويت مسندة ومرسلة.
أكل هند بنت عتبة كبد سيدنا الحمزة
وأضافت الدار، أنه عن ابن مسعود رضي الله عنه بقصة غزوة أحد، وفيها: «فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه، وأخذت هند كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تأكلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أأكلت منه شيئا؟ قالوا: لا. قال: ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار.أخرجه ابن سعد، وابن أبي شيبة، وأحمد من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن مسعود.
وتابع مرصد الفتوى بالإفتاء، أنه قال ابن كثير: «وهذا إسناد فيه ضعف أيضًا من جهة عطاء بن السائب». يعني: لأنه قد اختلط؛ ولذا قال الهيثمي في المجمع: «فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
حقيقة إسلام هند بنت عتبة
والراوي عن عطاء في هذا الإسناد هو حماد بن سلمة، وقد اختلف في سماعه من عطاء، هل سمع منه قديمًا قبل أن يختلط، أو بعد اختلاطه، ورجَّح الحافظ ابن حجر رحمه الله أنه قد سمع منه على الحالين، والله أعلم.
مع ذلك فالإسناد فيه علتان أخريان بخلاف اختلاط عطاء بن السائب:
أولهما: أن عامرًا الشعبي لم يسمع من ابن مسعود. قاله أبو حاتم، وكذا قال الدارقطني والحاكم.
ثانيهما: أن في المتن نكارة هي: «ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة في النار»؛ لأن هندًا أسلمت وحسن إسلامها، والإسلام يجب ما قبله.
فهذه القصة اختلف أهل العلم في الحكم عليها بالقبول أو الرد، فقد ذكرها صاحب كتاب: (ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية) الدكتور محمد بن عبد الله العوشن، وذكر أن ممن رواها ابن إسحاق في السيرة بسند مرسل، والإمام أحمد في مسنده، قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في (البداية): تفرّد به أحمد، وهذا إسناد فيه ضعف، من جهة عطاء بن السائب، فالله أعلم.
وقال الشيخ الألباني: وهذا هو الصواب، خلافًا لقول الشيخ أحمد محمَّد شاكر: إنه صحيح، فإنه ذُهل عما ذُكر من سماعه منه في الاختلاط.
حمزة بن عبد المطلب
وهذا الحديث الذي رواه أحمد وضعفه ابن كثير والألباني قد صححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند، حيث قال: إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 6: 109 - 110 وقال: "رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط". ونقله ابن كثير في التفسير 2: 262 - 263 والتاريخ 4: 40 - 41، وقال في التاريخ: "تفرد به أحمد، وهذا إسناده فيه ضعف أيضاً من جهة عطاء بن السائب". وذكره السيوطي في الدر المنثور 2: 84 - 85 ونسبه أيضاً لابن أبي شيبة وابن المنذر. وتعليل الإسناد بعطاء غير جيد، فإن حماد بن سلمة سمع منه قبل اختلاطه. انتهى.
وكذلك حسنه شعيب الأرنؤوط ومن معه في تحقيق المسند. وحسن القصة أيضا الشيخ علوي السقاف في كتابه (تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن) فقال: قصة تمثيل هند بنت عتبة بحمزة رضي الله عنه، وقوله: (وقد جاءت هند بنت عتبة زوج أبي سفيان، فبقرت بطن حمزة، وأخرجت كبده، ولاكتها، فلم تقدر عليها، فألقتها). (1/466).
وفاة حمزة بن عبد المطلب
وذكرها ابن إسحاق بسند منقطع، ورواها: ابن أبي شيبة، وأحمد؛ من حديث حماد بن سلمة عن عطاء ابن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وعطاء اختلط، وحماد ممَّن سمع منه قبل وبعد الاختلاط. وروياها أيضاً من وجه آخر من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه.
اقرأ أيضًا: أجمل الصلوات على النبي