الثلاثاء 02 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

هل يجوز معرفة نوع الجنين قبل الولادة .. بين العلم والدين

بالمصري

مع تطور تقنيات الطب الحديث، أصبح من الممكن معرفة نوع الجنين قبل الولادة بدقة عالية. تُتيح هذه التقنيات، مثل فحص الموجات فوق الصوتية واختبارات الدم، للآباء معرفة جنس طفلهم المُنتظر قبل أسابيع أو حتى أشهر من موعد الولادة.

ولكن، يثير هذا الأمر جدلاً أخلاقياً وعلمياً حول مدى جواز معرفة نوع الجنين قبل الولادة، وتأثير ذلك على المجتمع والأفراد.

الحجج المؤيدة لمعرفة نوع الجنين:

  • التحضير النفسي: يُمكن لمعرفة نوع الجنين أن تُساعد الآباء على التحضير النفسي لاستقبال مولودهم الجديد، وتحديد احتياجاتهم من ملابس وأغراض خاصة بالذكور أو الإناث.
  • اختيارات الأسماء: يُمكن للآباء البدء في التفكير باختيارات أسماء مناسبة لجنينهم بناءً على معرفة نوعه.
  • التحضير الأسري: يُمكن للعائلة تحضير غرفة الطفل وتزيينها بألوان تناسب نوع الجنين.
  • الترابط العاطفي: قد تُساعد معرفة نوع الجنين على تعزيز الترابط العاطفي بين الآباء وطفلهم المُنتظر، وتكوين مشاعر حب وانتماء أقوى.
  • الاستعدادات الطبية: في بعض الحالات، قد يكون لمعرفة نوع الجنين أهمية طبية، مثل تحضير فريق طبي متخصص في التعامل مع حالات معينة قد تختلف باختلاف جنس الجنين.
كيف يمكن لمعرفة جنس الجنين أن ينقذ حياة طفلك؟ - RT Arabic

الحجج المعارضة لمعرفة نوع الجنين:

  • المخاوف الأخلاقية: يرى البعض أن معرفة نوع الجنين قبل الولادة قد تُشجع على الإجهاض الانتقائي، خاصة في المجتمعات التي تُفضل نوعًا محددًا على الآخر، مما قد يُؤدي إلى اختلال التوازن بين الجنسين.
  • الضغوط النفسية: قد تُسبب معرفة نوع الجنين ضغوطًا نفسية على الآباء، خاصةً في حال لم يتوافق نوع الجنين مع توقعاتهم أو رغباتهم.
  • التأثيرات الاجتماعية: قد تُؤدي معرفة نوع الجنين إلى تعزيز بعض الأعراف والتقاليد المُجحفة، مثل تفضيل الذكور على الإناث في بعض المجتمعات.
  • الدقة غير المطلقة: بينما تُقدم تقنيات الطب الحديث دقة عالية في تحديد نوع الجنين، إلا أنها ليست مضمونة 100%.
  • التأثير على مفاجأة الولادة: يرى البعض أن معرفة نوع الجنين قد تُحرم الآباء من متعة مفاجأة الولادة واكتشاف جنس طفلهم عند ولادته.

الخلاصة:

لا توجد إجابة قاطعة على سؤال "هل يجوز معرفة نوع الجنين قبل الولادة؟، يعتمد القرار على وجهة نظر الفرد، ومعتقداته الدينية والأخلاقية، وظروفه الشخصية.

من المهم أن يكون للآباء كامل المعرفة حول التقنيات المتاحة لتحديد نوع الجنين، ومُزاياها ومخاطرها، قبل اتخاذ قرارهم، كما يجب على المجتمعات المختلفة أن تُناقش هذا الموضوع بشكل مفتوح وصادق، وتُسعى إلى الحد من أي تأثيرات سلبية قد تُنجم عن معرفة نوع الجنين قبل الولادة.

موقف دار الإفتاء المصرية من معرفة جنس الجنين قبل الولادة

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى رسمية تُجيز معرفة جنس الجنين قبل الولادة، وذلك بشرط عدم وجود أي ضرر على صحة الأم أو الجنين، وتستند الدار في فتواها إلى عدة أدلة شرعية ونقاط علمية، أهمها:

الأدلة الشرعية:

  • الأصل في الأشياء الإباحة: لا يوجد نص شرعي صريح يُحرم معرفة جنس الجنين، والأصل في الأشياء الإباحة، خاصةً إذا كان ذلك يُحقق مصلحة للفرد أو العائلة.
  • التصرف في الأموال: يُمكن اعتبار معرفة جنس الجنين من التصرفات في الأموال، حيث يُمكن للزوجين استغلال هذه المعرفة في تحضير احتياجات المولود الجديد، وهذا أمر جائز شرعًا.
  • الاستفادة من العلوم: حث الإسلام على الاستفادة من العلوم والمعارف، ومعرفة جنس الجنين من خلال تقنيات الطب الحديث تُعدّ من مظاهر الاستفادة من العلوم.
وأد الفتيات قبل الولادة بتصريح من الأزهر.. الأطباء: عملية اختيار نوع  المولود بـ40 ألف جنيه والزبائن يقولون لنا "لو ولد أحقنه ولو بنت ارميها"..  والإفتاء: حلال من جهة المبدأ ولا يعتبر جنينا

النقاط العلمية:

  • عدم وجود ضرر: أكدت الدار على ضرورة التأكد من عدم وجود أي ضرر على صحة الأم أو الجنين من خلال تقنيات معرفة الجنس، مثل فحص الموجات فوق الصوتية أو اختبارات الدم.
  • دقة النتائج: أصبحت تقنيات معرفة جنس الجنين ذات دقة عالية تُقارب 100%.
  • الفوائد الطبية: في بعض الحالات، قد يكون لمعرفة جنس الجنين أهمية طبية، مثل تحضير فريق طبي متخصص في التعامل مع حالات معينة قد تختلف باختلاف جنس الجنين.

مع ذلك، تنبّه دار الإفتاء إلى بعض الأمور المهمة:

  • المخاوف الأخلاقية: تُحذّر الدار من مخاطر استخدام معرفة جنس الجنين للإجهاض الانتقائي، وتُؤكّد على حرمة ذلك شرعًا.
  • الضغوط النفسية: تنصح الدار الآباء بتجنب توقع جنس معين للجنين، والتأهب لاستقبال مولودهم الجديد بكل حب ورضا، بغض النظر عن جنسه.
  • التأثيرات الاجتماعية: تُشدّد الدار على ضرورة تربية الأبناء على المساواة بين الجنسين، ونبذ أي أفكار تمييزية بناءً على نوع الجنين.

في الختام:

تُؤكّد دار الإفتاء المصرية على أنّ معرفة جنس الجنين قبل الولادة جائزة شرعًا، بشرط مراعاة الضوابط الشرعية والأخلاقية والعلمية، مع الحرص على تجنّب أي سلبيات قد تنجم عن ذلك.

“هل أعجبك هذا المحتوى؟ هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل ترغب في مساعدتنا على نشره؟ شاركه مع أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني، كل مشاركة تساعدنا على الوصول إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة المحتوى الرائع معهم، شكرًا لك على دعمك، ونسعد ان تزورونا على منصات «بالمصري» المختلفة.، الفيس بوك - تويتر - لينكد إن - بنترست - يوتيوب

تم نسخ الرابط