هل يجوز احتساب الدين من الزكاة .. بين أحكام الشرع وآراء الفقهاء
تُعدّ الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة مالية واجبة على كل مسلم مُقتدر. تُخرج الزكاة من الأموال النامية، مثل: النقود، والذهب، والفضة، والمواشي، والمحاصيل الزراعية، وتُعطى للفقراء والمحتاجين.
ولكن ماذا عن الدين؟ هل يجوز احتسابه من الزكاة؟
أقوال الفقهاء:
اختلف الفقهاء في حكم احتساب الدين من الزكاة على قولين رئيسيين:
القول الأول: لا يجوز احتساب الدين من الزكاة.
القول الثاني: يجوز احتساب الدين من الزكاة للفقراء والمعسرين فقط.
أدلة القول الأول:
الزكاة إعطاء، وليس إسقاط دين:
يُعدّ جوهر الزكاة هو إعطاء المال للفقراء والمحتاجين، وليس إسقاط الدين عنهم.
الدين حق واجب:
الدين حق واجب للمقرض على المقترض، ولا يُسقط إلا بسداده.
لم يرد دليل شرعي على جواز احتساب الدين من الزكاة:
لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة ما يدل على جواز احتساب الدين من الزكاة.
أدلة القول الثاني:
الفقراء والمعسرون أولى بالزكاة:
الفقراء والمعسرون هم أولى الفئات استحقاقاً للزكاة، حيث أنّهم يعانون من ضيق الحال.
إسقاط الدين يُساعد الفقراء والمعسرين على الوفاء بالتزاماتهم:
إسقاط الدين عن الفقراء والمعسرين من الزكاة يُساعدهم على الوفاء بالتزاماتهم، ويُخفف عنهم من معاناتهم.
بعض الصحابة والتابعين أجازوا احتساب الدين من الزكاة:
روى عن بعض الصحابة والتابعين، مثل: ابن عمر، وأبو حنيفة، أنّهم أجازوا احتساب الدين من الزكاة للفقراء والمعسرين.
الراجح في المسألة:
يرجح جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة القول الأول، وهو عدم جواز احتساب الدين من الزكاة.
ولكن يجوز للمقرض التصدق على المقترض من ماله الخاص، ويُحتسب ذلك من الزكاة إن كان نية التصدق موجودة.
خاتمة تهمك
في الختام، لا يجوز احتساب الدين من الزكاة في المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، ولكن يجوز للمقرض التصدق على المقترض من ماله الخاص، ويُحتسب ذلك من الزكاة إن كان نية التصدق موجودة.
ويجب على المسلم أن يُخرج زكاته كاملةً، وأن يُوصلها إلى مستحقيها، مع مراعاة شروط الزكاة وأحكامها.
أسئلة حول الدين والزكاة:
هل يجوز إسقاط الدين بنية الصدقة؟
لا يجوز إسقاط الدين بنية الصدقة لأن ذلك يُعتبر من الحيل الشرعية.
- الصدقة هي هبة مجانية لا يُقصد بها مقابل.
- الدين هو حق واجب الوفاء به.
إسقاط الدين بنية الصدقة يُعتبر محاولة للتخلص من الدين دون سداده، وهو أمر غير جائز شرعًا.
ما المستحب فعله لمن كان له دين على معسر؟
إذا كان المدين معسرًا (لا يملك مالاً كافيًا لسداد دينه)، فالمستحب للمقرض:
- التأجيل: إمهاله مدة حتى يصبح قادرًا على السداد.
- الإعفاء: التنازل عن جزء من الدين أو كله.
- الحطّ من الدين: تخفيض قيمة الدين.
يُثاب المقرض على هذه التصرفات، وهي من أفضل الأعمال الصالحة.
هل يجوز سداد دين الوالد من مال الزكاة؟
لا يجوز سداد دين الوالد من مال الزكاة لأنّ الزكاة حق للفقراء والمساكين.
- الوالدان من أصحاب الفُرُوض (أصحاب القرابة الذين لهم حق مالي واجب على الابن)، ولا يجوز إعطاء الزكاة للفُرُوض.
ما هي شروط إخراج الزكاة؟
- أن يكون المُخرج مسلمًا حرًا عاقلاً بالغًا.
- أن يكون المال ملكًا تامًا له.
- أن يبلغ المال النصاب.
- أن يمر عليه الحول الهجري.
هل يجوز خصم الدين من الزكاة عند الشافعية؟
لا يجوز خصم الدين من الزكاة عند الشافعية لأنّ الزكاة حق للفقراء والمساكين، ولا يجوز إعطاءها للمُدين.
يُخالف هذا الرأي بعض المذاهب الأخرى، مثل المالكية والحنابلة، التي تجيز خصم الدين من الزكاة بشروط معينة.
من المهم استشارة عالم دين مُختص لفهم الأحكام المُتعلقة بالدين والزكاة بدقة.
ملاحظة: هذه المعلومات هي للإرشاد فقط، ولا تُغني عن استشارة مُختص في الفقه الإسلامي.
“هل أعجبك هذا المحتوى؟ هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل ترغب في مساعدتنا على نشره؟ شاركه مع أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني، كل مشاركة تساعدنا على الوصول إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة المحتوى الرائع معهم، شكرًا لك على دعمك، ونسعد ان تزورونا على منصات «بالمصري» المختلفة.، الفيس بوك - تويتر - لينكد إن - بنترست - يوتيوب”