الأحد 24 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

تكايا الملوك الخيرية.. بدأها محمد علي وأكملها فاروق الأول والأميرة فوزية

بالمصري

«التكية المصرية».. أحد أهم الشواهد التاريخية على خدمة مصر لحجاج بيت الله الحرام، أنشئت لأول مرة داخل أراضي الحجاز في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بأمر من والي مصر العثماني محمد علي عام 1822.

التكية المصرية

ضمت التكية المصرية طاحونة لطحن القمح، مطبخا ضخما به 8 أماكن يوضع عليها 8 أوانٍ كبار، مخبزا ذي بابين للخبز، ومخزنا وحجرا للمستخدمين، كما ضمت مكتبة ومدرسة وأطباء لمعالجة المرضى من الحجاج، ودورات مياه وصنابير وما يعرف بـ«الفسقية»، وهي عبارة عن مكان مفروش وسط بركة مياه صناعية، وكان يقوم على إدراة التكية ناظر ومعاون وكتبة.

حكام أسرة محمد علي

تسابق أمراء وحكام أسرة محمد علي على إنشاء التكايا المصرية وخدمتها والإنفاق عليها، والتي كانت مخصصة لخدمة الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، فكان يتم تخصيص الأفدنة والمخصصات المالية والمحاصيل الزراعية لها.

وعلى خطى جدهما محمد علي باشا، سار كلا من الملك فاروق الأول والأميرة فوزية، فأنشأ كلا منهما تكية مصرية خاصة به، واحدة في باب الشعرية، والأخرى في منطقة السيدة زينب.

تكية الملك فاروق في باب الشعرية

لا تزال تكية الملك فاروق قائمة حتى الآن بمنطقة باب الشعرية، تعلوها لافتة جيرية باهتة نقش عليها «مطعم فاروق الخيري» وتاريخ التأسيس، والتي أنشأها عام 1932، لخدمة المحتاجين وعابري السبيل، قدمت الطعام لأكثر من 1500 شخص يوميا، وكانت تضم طاقمًا كاملًا من الطباخين القائمين على خدمة المحتاجين طوال العام، فتجدهم يدخلون التكية يحملون «حلة» فارغة، ويخرجون بها وهي تمتلئ بـ«الطبيخ» واللحم والخبز، والفرحة تعلوا وجههم.

كما حرص الملك فاروق، على ألا يشعر قاصدي المطعم وعابري السبيل بالدونية والاحتياج، فأمر بتقديم أجود الوجبات المكونة من خضروات ولحوم ودجاج وفاكهة وشراب مقابل قرش واحد، ومن لا يملك أي أموال تقدم له الوجبات مجانا.

واستمرت التكية في تقديم خدماتها للمحتاجين والفقراء على مدار عقدين كاملين، عشرون عاما من العطاء الخيري لأهالي باب الشعرية وعابري السبيل والمحتاجين، حتى قامت ثورة 23 يوليو والتي تم بموجبها مصادرة كل الأملاك الملكية، وأغلق المكان لأعوام حتى تم إعادة افتتاحه مرة أخرى كمكتب لصرف المعاشات تابع لوزارة التضامن الاجتماعي.

تكية الأميرة فوزية بالسيدة زينب

لم يكن عمرها يتجاوز الـ13 عامًا، ولكنها عرفت بحبها للخير ومساعدة المحتاجين، فاتخذت من منطقة السيدة زينب «نصيرة الغلابة»، مكانا لمطعمها الخيري، لتكمل مسيرة الأسرة العلوية.

«مطعم الأميرة فوزية الخيري».. أقامته في شارع الناصرية بمنطقة السيدة زينب عام 1935، لخدمة الفقراء وتوزيع المساعدات المالية والملابس، وحسب بعض الروايات، كانت الأميرة فوزية تزور بنفسها منطقة السيدة زينب وبصحبتها سيارة أخرى محملة بالملابس والأغطية وتقوم بتوزيعها بنفسها على أهالي المنطقة.

واستمر مطعم الأميرة فوزية الخيري في تقديم الطعام والمساعدات المالية للمحتاجين، لعدة سنوات، وأغلق قبل ثورة 23 يوليو بسنوات قليلة، ليتحول بعدها إلى وحدة تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.

 

 

تم نسخ الرابط