في ذكرى وفاة نجيب محفوظ.. أخفى زواجه لـ10 سنوات وكادت «أولاد حارتنا» تقتله
تحل علينا اليوم ذكرى وفاة الأديب العالمي والعربي الوحيد الحائز على جائزة نوبل في الأدب، الروائي نجيب محفوظ، والذي رحل عن عالمنا يوم 30 أغسطس 2006.
نجيب محفوظ
ولد نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة في 11 ديسمبر 1911، أعطاه والده «عبد العزيز إبراهيم»، اسمًا مركبًا «نجيب محفوظ» تقديرًا للطبيب نجيب باشا محفوظ الذي أشرف على ولاته والتي كانت متعسرة، ووالدته هي «فاطمة مصطفى قشيشة» ابنة الشيخ مصطفى قشيشة أحد علماء الأزهر الشريف.
بدأ نجيب محفوظ الكتابة في الثلاثينات، واعتمد على سمة رئيسية في جيمع رواياته، وهي الواقعية، فدارت أحداث كل أعماله داخل مصر واتخذ من «الحارة» بديلا للتعبير عن العالم، وتحولت معظم رواياته إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية.
حياة نجيب محفوظ الشخصية
التحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة في 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وقرر بعدها أن يتجه لإعداد رسالة ماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ليغير رأيه بعد فترة قصيرة ويقرر التركيز على الأدب والكتابة.
تزوج الأديب العربي بعد ثورة 1952، من «عطية الله إبراهيم»، ورزق منها بابنتيه «فاطمة وأم كلثوم»، ولكنه أخفى زواجه عمن حوله لمدة 10 سنوات، وبرر عدم زواجه طوال تلك المدة لانشغاله برعاية والدته وشقيقته الأرملة وأطفالها.
اكتشف الشاعر صلاح جاهين، زواج الأديب العالمي نجيب محفوظ عن طريق الصدفة، بعدما تشاجرت ابنته «أم كلثوم» مع زميلة لها في المدرسة، والتي كان والدها صديقا شخصيًا لـ«جاهين» فأخبره بالأمر، وانتشر بعدها خبر زواج نجيب بين المعارف.
«أولاد حارتنا» ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ
على الرغم من أنه بدأ الكتابة في الثلاثينيات، إلا أن محفوظ لم يلق اهتمام وتقدير النقاد إلا قرب نهاية الخمسينيات، فبدأ الحديث عن أعماله ورواياته وكان سيد قطب أول ناقد يتحدث عن رواية القاهرة الجديدة في مجلة الرسالة 1944.
نال نجيب محفوظ جائزة نوبل عام 1988، عن 4 روايات، كانت من ضمنها رواية «أولاد حارتنا»، إحدى أشهر أعماله التي أثارت جدلًا واسعًا في مصر، ومنعت من النشر.
كادت أن تتسبب رواية «أولاد حارتنا» في مقتل نجيب محفوظ، حيث تعرض للاغتيال على يد شابين أثناء خروجه من منزله بمنطقة العجوزة في القاهرة في يوم 18 أكتوبر 1995؛ لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة، حيث رأى البعض أن الرواية «تطاول على الذات الإلهية».
وعلى الرغم من أن الرواية نشرت مسلسلة على أجزاء في جريدة الأهرام، إلا أن النشر توقف في 25 ديسمبر من العام نفسه، ومنعت من النشر كاملة في مصر، بعد اتفاق دار بين نجيب محفوظ وحسن صبري خولي، الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، نص على عدم نشرها إلا بعد أخذ موافقة الجامع الأزهر.
ولكن تم نشر الرواية كاملة في لبنان من إصدار دار الأداب عام 1962، ووجدت بعض النسخ المهربة طريقها إلى الأسواق المصرية، فتجددت الأزمة التي تسببت بعد ذلك في محاولة اغتياله.
وفي نهاية 2005، تجدد الجدل حول رواية «أولاد حارتنا»، بعدما أعلنت مؤسسة «دار الهلال»، نشر الرواية في سلسلة «روايات الهلال» الشهرية، وقالت إنها قيد الطبع حتى لو لم يوافق نجيب محفوظ بحجة أن الإبداع بمرور الوقت يصبح ملكًا للشعب لا لصاحبه، إلا أن «دار الشروق» كانت قد حازت على حقوق الملكية الفكرية، وأعلنت في مطلع 2006 أنها ستنشر الرواية، والتي ظهرت رسميًا للنور في مصر في آخر 2006.
وفاة نجيب محفوظ
وتوفي نجيب محفوظ في 30 أغسطس 2006 عن عمر ناهز 95 عام، إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة، في حي العجوزة بحافظة الجيزة؛ لإصابته بمشكلات صحية في الرئة، والكليتين.