استعادة النيجر لكنزها المسلوب يُهدد فرنسا بالفقر والجوع
خطوات متسارعة يملؤها الخوف من فقدان آخر حليف لها في القارة السمراء الغنية باليورانيوم، حيث تسعى فرنسا لعودة رئيس النيجر المعزول محمد بازوم، في أقرب وقت ممكن، ولم لا وهي على أبواب الإفلاس والموت جوعًا، فربما حان الوقت ليذوق المستعمر القديم من ذات الكأس الذي صنعه بيده لأعوام وأعوام فتجرعتها إفريقيا دون أي رحمة تُذكر.
كنز النيجر المنهوب
اعتمدت فرنسا على يورانيوم النيجر "كنزها المنهوب"، لأكثر من نصف قرن، استغلت فيه باريس غياب اللاعبين الحقيقين، إلى جانب عوامل الفقر والجهل في القارة الإفريقية الغنية بثرواتها، لتبسط يداها على دول عدة بها، بحجة إنقاذها من الجهل والفقر واستغلال مواردها استغلالًا سيحولها لجنة.
فكانت النيجر، هدفها الرئيسي، حيث تحتوي على كنز مفقود، جعل فرنسا تخوض حروبًا ضد أي دولة أخرى دون أي قلق من تهديدات بشأن مصادر الغاز والطاقة، وخصوصًا مع روسيا.
فالنيجر التي تأتي في المرتبة السابعة بين أكبر موردي اليورانيوم في العالم، وتمتلك أعلى احتياطي من خام اليورانيوم في إفريقيا، أنتجت نحو 2.02 طن متري من اليورانيوم العام الماضي، وفقاً لبيانات الرابطة النووية العالمية (WNA).
ولذلك تجد فرنسا نفسها في مأزق، فانقلاب النيجر سينعكس عليها سلبيًا بشكل مباشر، خصوصًا أنها اتخذت قرارًا استراتيجيًا بتوسيع محطاتها النووية، مما يعني أن طلبها على اليورانيوم سيكون أعلى الآن مما كان عليه في السنوات السابقة، وذلك لتشغيل مفاعلاتها النووية البالغة 65 مفاعلا.
الطاقة النووية
تُعد فرنسا واحدة من أكثر الدول التي تعمل بالطاقة النووية في العالم، حيث تنتج عادةً أكثر من 70 بالمئة من الكهرباء بأسطولها المكون من 56 محطة وتوفر نحو 15 بالمئة من إجمالي الطاقة في أوروبا من خلال صادرات الكهرباء، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وعندما انخفض إنتاج فرنسا النووي إلى أدنى مستوى له منذ 30 عامًا، أجبرت على استيراد الكهرباء وإعداد خطط لانقطاع التيار الكهربائي أثناء الذروة في فصل الشتاء.
وتعتمد فرنسا على النيجر التي توفر 35 ٪ من احتياجاتها من اليورانيوم، تليها كازاخستان بنسبة 27٪، وأوزبكستان بنسبة فاقت الـ20٪.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فيُعدّ اليورانيوم المستخرج من النيجر موردًا طبيعيًا ضروريًا لتشغيل محطات الطاقة النووية الفرنسية، وقد استغل لأكثر من نصف قرن من خلال شركة مملوكة بنسبة 90 ٪ لفرنسا.
تشغل تلك الشركة، ثلاثة مناجم يورانيوم في النيجر، وهو الأمر الذي يُثير مخاوف باريس، فإذا فقدت ذلك المورد فسوف تعيش أزمة طاقة كارثية.
كما أن المحطات النووية الحالية البالغ عددها 56 في فرنسا يبلغ متوسط عمرها حاليا 37 عاما وتدرس باريس احتمال تمديد عمرها إلى 80 عامًا.
بازوم أملها الأخير
ترى فرنسا في بازوم الأمل الأخير لضمان تواجدها في القارة السمراء، خصوصًا بعد طردها من مالي، لذلك يتمسك الرئيس إيمانويل ماكرون، بمساندته المستمرة له، ويرفض الاعتراف بالانقلاب وقادته.
وجدد ماكرون الجمعة الماضية، دعمه للرئيس محمد بازوم، مشيرًا إلى أنه يتحدث معه يوميًا.
وقال: "نحن ندعمه. ولا نعترف بمن نفذوا الانقلاب. وأي قرارات سنتخذها، أيًا كانت، ستكون مبنية على تواصلنا مع بازوم".
جاء ذلك بعد وقت قصير من إدانة النظام العسكري الحاكم في النيجر، "التدخل الإضافي" لفرنسا في البلد الإفريقي، في إشارة لتصريحات ماكرون التي دعم فيها بازوم.