بعدما فتك بالأرجنتين وأوروبا.. كيف حاربت مصر «أنفلونزا الطيور» على مدار 17 عامًا
حالة من الذعر تسيطر حاليا على دول أوروبا وأمريكا والأرجنتين، بعد انتشار فيروس أنفلونزا الطيور في عدة مقاطعات في البلاد، وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية باحتمالية تحوله إلى وباء عالميًا.
الأرجنتين تغلق شواطئها بعد نفوق أسود البحر بمرض أنفلونزا الطيور
قررت دول الأرجنتين، غلق عدة شواطئ على المحيط الأطلسي، بعد نفوق أكثر من 230 أسد بحر؛ في إطار اتخاذها عدة تدابير احترازية للحد من انتشار مرض أنفلونزا الطيور بين البشر، والتي قيدت وصولهم إلى الشواطئ، بسبب الحالات التي لا تزال تظهر على الساحل البحري لجزيرة فيدمينس إيجيدو.
ووفقًا لصحيفة «كلارين» الأرجنتينية، فإن الأرجنتين انضمت لقائمة الدول التي اكتسبت فيها أنفلونزا الطيور وضعًا وبائيًا جديدًا، حيث انتقل المرض من الطيور إلى الثدييات ويتصاعد الأمر بشكل خطير.
تفشي إنفلونزا الطيور في أمريكا
وفي بداية شهر يوليو 2023، بدأ تفشي مرض إنفلونزا الطيور في ولاية واشنطن الولايات المتحدة الأمريكية، في متنزه عام بالولاية، وسط تحذيرات من وزارة الصحة ووزارة الأسماك والحياة البرية، للمواطنين، من التعامل المباشر مع الطيور والحيوانات البرية، مناشدة إياهم بتجنب الاتصال معهم.
وأوضحت الوزارة أنه تم جمع أكثر من 1700 من طيور النوارس الميتة في بحر قزوين من جزيرة رات وعدد من الشواطئ القريبة، بالإضافة لإصابة عدد من فقمات البحر والتي أكدت إيجابية إصابتها بإنفلونزا الطيور.
أوروبا تحاول السيطرة على مرض أنفلونزا الطيور
وفي دول أوروبا، حذر عدد من العلماء البريطانيين من انتشار مرض أنفلونزا الطيور في البلاد، بعدما تفشى في قسم كبير من شمال أوروبا من الدول الإسكندنافية غربًا إلى ألمانيا وفرنسا، حيث دمر المرض القطعان ووصل إلى عدد كبير من الطيور البرية.
وأوضحت السلطات أن كل الدلائل تشير إلى ارتفاع عدد الإصابات بمرض أنفلونزا الطيور، حيث تظهر بانتظام متزايد وتناقص فترات الراحة بينها.
مصر والقضاء على أنفلونزا الطيور
في عام 2006، واجهت مصر واحدًا من أشرس الأمراض الذي فتك بالبلاد والبشر والطيور على حد سواء، لتبدأ رحلتها في محاربة مرض أنفلونزا الطيور، والذي تسبب بخسائر فادحة في قطاع تربية الدواجن، والذي يعتبر من مصادر الدخل الرئيسي لصغار المزارعين.
وكانت الأزمة الأكبر في كيفية السيطرة على المرض والدواجن المصابة، هي طبيعة الشعب المصري الذي اعتاد طوال حياته على تربية الدواجن في أفنية المنازل والأسطح، لتبدأ حملات التوعية والتحذير بالتخلص الفوري من أي دواجن وعدم التعامل بشكل مباشر مع الطيور.
الإجراءات التي اتخذتها مصر للسيطرة على مرض أنفلونزا الطيور
نفذت مصر العديد من حملات التوعية لدفع المصريين للتخلص من الدواجن في محاولة للسيطرة المرض، مع دفع تعويض مالي لمربيين الدواجن الذين أقدموا على إعدام طيورهم، وإقامة أماكن حجر طبي للتخلص الآمن من الطيور النافقة والتعامل مع الإصابات.
وإلى جانب الجهود الذاتية، استطاعت مصر السيطرة على انتشار مرض أنفلونزا الطيور بالتعاون مع منظمة «الفاو»، التي أنشأت وحدة لمركز الطوارئ لعمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود عام 2007؛ لمكافحة المرض عن طريق تحسين عمليات الوقاية والكشف المبكر عن الحالات المصابة بالمرض.
وعلى مدار عقد ونصف، تم إنشاء 230 وحدة وبائية بمختلف المناطق على مستوى المحافظات، وتدريب أكثر من 15000 عامل بيطري على كيفية إدارة تفشي المرض والسيطرة عليه، بالإضافة لإنشاء مختبرات وطنية، والتي تمكنت من الكشف المبكر عن عدة سلالات لفيروس أنفلونزا الطيور الناشئة.
وحسب تقارير لمنظمة الصحة المصرية، تم إصابة أكثر من 173 شخصًا منذ ظهور المرض في 2006 وحتى عام 2013، فيما بلغ عدد الوفيات 63 حالة، والذي كان يعد الارتفاع الأكبر منذ ظهور مرض أنفلونزا الطيور في مصر، وعاود الظهور مرة أخرى في الأعوام التالية.
وفي سبيل القضاء على المرض وكبح انتشاره، تم إعدام أكتر من 40 مليون طائر، مما تسبب في تداعيات سلبية كبيرة على قطاع الدواجن والمربيين.
وعلى مدار 17 عامًا، مازالت مصر مستمرة في جهودها وتعزيز قدرات الخدمات البيطرية؛ لمنع عودة ظهور أنفلونزا الطيور مرة أخرى، حيث لم تسجل أي إصابة في مصر بالمرض منذ عام 2017.