الأحد 07 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

جامعة فؤاد الأول.. ناضل المصريون لتأسيسها وباعت الأميرة فاطمة إسماعيل جواهرها لأجلها

بالمصري

في وقت حاولت فيه سلطات الاحتلال البريطاني القضاء على أي بارقة أمل قد تسهم في خروج جيل من المناضلين يهددون بقاءه، وقمعت كل المحاولات الرامية لتأسيس أي منبر تعليمي في مصر قد يشكل طبقة مثقفة تنادي باستقلال البلاد التام، ظهرت مجموعة من الزعماء وقادة الرأي المصريين قادوا نضالًا استمر لسنوات من أجل إنشاء جامعة مصرية تكون منارة للعلم والفكر الحر وإعداد الكوادر المصرية للمشاركة في كافة تخصصات المجتمع.


الجامعة الأهلية – جامعة فؤاد الأول لاحقا-


وفي 21 ديسمبر عام 1908، وقف الأمير فؤاد حينها – الملك فؤاد الأول لاحقًا- يلقي كلمته في افتتاح الجامعة الأهلية بمصر، رغم أنف المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر، بعد نضال قاده الشيخ محمد عبده ومصطفى كامل ومحمد فريد وقاسم أمين وسعد باشا زغلول، قائلًا: «نحن لا نجهل أن هذا العمل الكبير ستطرأ عليه تغييرات كثيرة قبل أن يأخذ شكله النهائي، ولكننا لم ندخر وسعا في تثبيت قواعده ليكون البناء الآتي قائما على أساس مكين، وافيا بما تدعو إليه الحاجة في مستقبل الأيام».

جامعة الملك فؤاد


بداية إنشاء الجامعة الأهلية


بدأت فكرة إنشاء جامعة مصرية بالتزامن مع البعثات التعليمية التي كان يرسلها الوالي محمد علي إلى الخارج، حيث كان يولي التعليم أولوية قصوى أثناء حكمه، فأنشأ عددًا من المدارس والتي عرفت فيما بعد بالكليات مثل كلية «كامهندسخانة» عام 1820، والمدرسة الطبية عام 1850.

نضال المصريون لافتتاح الجامعة المصرية


وبعد عودة طلاب البعثات من الخارج، راودتهم فكرة إنشاء جامعة مصرية على غرار الجامعات الأجنبية، فكانت البداية من الزعيم مصطفى كامل، الذي أطلق مبادرة للاكتتاب العام لصالح إنشاء الجامعة، ونشر إعلانا بذلك في جريدة الأهرام عام 19.6، لدعوة المصريين للوفاء بدين الوطن، فسارع الكثيرون للتبرع منهم مصطفى بك الغمراوي من وجهاء بني سويف والذي تبرع بـ500 جنيه، وتلاه عدد كبير من الوجهاء والمتبرعين حتى وصل الإجمالي لـ4485 جنيهًا.
 

افتتاح الجامعة الأهلية


وفي حفل كبير بقاعة مجلس شورى القوانين، يوم 21 ديسمبر 1908، وبحضور الخديوي عباس الثاني، افتتحت الجامعة الأهلية في مصر، تحت إدارة الكاتب والسياسي الكبير أحمد لطفي السيد، بينما رأس مجلس الإدارة الملك فؤاد الأول والذي ألقى كلمة الافتتاح.
 

وبدأت الدراسة بالجامعة في مساء نفس يوم الافتتاح، حيث كانت تلقى المحاضرات في أماكن متفرقة يعلن عنها يوميا في الصحف القومية، من ضمنها قاعة مجلس الشورة، دار الجريدة ونادي المدارس العليا، إلى أن تم استئجار مكان سنوي في سراي الخواجة نستور جناكليس ليكون مقرا للجامعة، وهو مقر الجامعة الأمريكية حاليا في ميدان التحرير، وبعد الحرب العالمية الأولى والمصاعب التي واجهت الجامعة وقتها، تم نلقها إلى مبنى سراي محمد صدقي بميدان الازهار.
 

جهود الأميرة فاطمة إسماعيل لإنقاذ الجامعة
 

علمت الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل، أن الجامعة تواجه عدة مشكلات من طبيبها الخاص محمد علوي، وأن الدار الخاص بالجامعة ليست ملكًا لها بل تنفق إيجارًا سنويًا قدره 400 جنيه، وهي في أمس الحاجة إليهم، فأقدمت فورا على بذل كل جهدها لإنقاذ الجامعة، وأوقفت 6 أفدنة خصتها لبناء دار جديدة للجامعة، و661 فدانا من أجود الأراضي الزراعية بالدقهلية، بالإضافة إلى أنها أوقفت أرضا للجامعة بلغ إيرادها 4000 جنيه سنويا، وتحملت كل تكاليف البناء والتي قدرت وقتها بـ26 ألف جنيه، كما قامت بعرض جواهرها وحليها للبيع.
 

وفي 31 مارس 1914، تم وضع حجر الأساس للجامعة، في الأرض التي وهبتها الأمير فاطمة، في احتفالا كبيرًا تصدره الخديوي عباس حلمي الثاني، وكتب على حجر الأساس «الجامعة المصرية، الأميرة فاطمة بنت إسماعيل، سنة 1332 هجرية»، وتم وضعه في باطن الأرض ومعه أصناف من العملة المصرية المتداولة ونسخ من الجرائد التي صدرت في يوم الاحتفال، بالإضافة لنسخة من محضر وضع حجر الأساس بتوقيع الخديوي والأميرة فاطمة والأمير أحمد فؤاد.
 

إنشاء الجامعة الحكومية


بعد النجاح الذي حققته الجامعة الأهلية، فكرت الحكومة المصرية في تأسيس جامعة حكومية، حيث كان الملك فؤاد الأول يرغب بضم الجامعة الأهلية والمعاهد والمدارس العليا معا، فعقد مجلس إدارة الجامعة اجتماعًا في 12 ديسمبر 1923، لتسليم جامعة الملك فؤاد الأول إلى وزارة المعارف، وتم كتابة عقدًا اشترط فيه أحمد لطفي السيد أن يكون الدكتور طه حسين أستاذا في الجامعة الجديدة.
 

وفي 11 مارس 1925، تم إصدار مرسوم حكومي بقانون باسم الجامعة المصرية والتي تتكون من 4 كليات هي: «الآداب، العلوم، الطب والحقوق»، يرأسها أحمد لطفي السيد، والتي انتقلت إلى مقرها الحالي في منطقة الأورمان بالجيزة عام 1928.


جامعة القاهرة 

وبعد قيام ثورة يوليو وإلغاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية، صدر مرسوم في 28 سبتمبر 1953،  بتعديل اسم الجامعة من جامعة الملك فؤاد الأول إلى جامعة القاهرة، وألقى فيها الزعيم جمال عبدالناصر كلمة فيها نيابة عن رئيس الجمهورية آنذاك اللواء محمد نجيب.

وثائق الجامعة من الوقائع المصرية

إنشاء جامعة الملك فؤاد

 

كليات جامعة الملك فؤاد

اللائحة المنظمة لجامعة الملك فؤاد

استبدال اسم جامعة الملك فؤاد

تم نسخ الرابط