الأحد 07 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

أول خمس خريجات من جامعة فؤاد الأول.. ساعدهن طه حسين سرًا

بالمصري

«كنا خمس فتيات ظمئت نفوسنا إلى ارتياد مناهل العلم في الجامعة، غير أننا خشينا إثارة الرجعيين عام 1929 ورأينا أن نلجأ إلى الدكتور طه حسين».. بهذه الكلمات وصفت الدكتورة نعيمة الأيوبي، أول فتاة ترتاد جامعة الملك فؤاد – جامعة القاهرة حاليا- الرغبة التي سيطرت عليهن للالتحاق بالجامعة، في وقت كان أقصى ما يمكن أن تصل إليه المرأة في التعليم هي مرحلة «البكالوريا».

انضمام الفتيات للجامعة

تقرر إنشاء جامعة فؤاد الأول؛ عام 1923؛ لتكون أول جامعة مصرية يرأسها أحمد لطفي السيد، والذي أصر وقتها أن يكون الدكتور طه حسين أستاذًا بها؛ ليصبح بوابة الأمل وطوق نجاة لـ5 فتيات أردن تحقيق ذاتهن وإثبات وجودهن وسط مجتمع ذكوري رفض أبسط حقوقهن.

في عام 1929، لجأت إحدى الفتيات إلى عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ترجوه للسماح لها رفقة بعض زميلاتها؛ للانضمام بجامعة فؤاد الأول، والذي لم يتوان لحظة في تحقيق رغبتهن، ولكن خوفًا من إثارة الرأي العام وما ستنشره الصحف القومية، طلب منهن التزام الصمت تمامًا لحين إكمال المهمة.

أول 5 فتيات ينضمن لجامعة فؤاد الأول

وبالفعل نجح طه حسين، في تحقيق حلمهن؛ ليفاجئ المجتمع بخبر انضمام 5 فتيات إلى جامعة الملك فؤاد الأول، وعلى الرغم من أن الملك فؤاد كان من أوائل من دعوا لإنشاء جامعة مصرية رأس مجلس إدارتها، إلا أنه كان من أوائل المعارضين لانضمام الفتيات إلى الجامعة، وحاول بشتى الطرق أن يستخدم سلطاته في إجبار أحمد لطفي السيد رئيس الجامعة على إثنائه عن قراره، ولكن لطفي باشا لم يستجب لتلك المحاولات، وتحايل على التوجيهات الملكية بدعوى أن الفتيات اكتسبن حقهن في الالتحاق بالجامعة وأصبح وجودهن شرعيًا.

وبذلك، فتحت جامعة الملك فؤاد الأول، أبوابها لـ5 فتيات استطعن تثبيت أقدامهن وسط مئات الرجال وهن: «الدكتورة نعيمة الأيوبي، الآنسة فاطمة سالم، السيدة زهيرة عبدالعزيز والدكتورة سهير القلماوي، والسيدة فاطمة فهمي».

وعلى الرغم من ذلك، ظلت لوائح المجتمع وقوانينه ضد وصول الطالبات لمقاعد الجامعة، ونتيجة لذلك كان يتم قيد الطالبات في كليات الجامعة سرًا، ومن شروطه ألا تكشف الطالبة عن قبولها حتى لأقرب الناس إليها، إلى أن يبدأ العام الدراسي ويصبح وجودهن في المدرجات أمرًا واقعًا.

أول فتاة دخلت الجامعة

وفي مقال للدكتور نعيمة الأيوبي بعنوان «كنت أول فتاة دخلت الجامعة»، تحكي فيه عن فترة انضمامهن للجامعة قالت: «كان الجو الجامعي غريباً علينا وكنا غرباء فيه وكان الجميع يرقبون حركاتنا وسكناتنا، وأينما اتجهنا أحاطت بنا الأنظار وكأننا مخلوقات عجيبة تظهر على الأرض لأول مرة».

نعيمة الأيوبي

«نطق أبو الهول».. هكذا وصف طلاب الجامعة من الرجال، الدكتورة نعيمة الأيوبي، عندما سمعوا صوتها لأول مرة بعدما اعتدت السلطات على استقلال الجامعة، فثارت مع الثائرين ووقفت تخطب في نحو 1800 طالب، والذين بدت الدهشة على وجوههم، وراحوا يتضاحكون ويقولون وهم يسمعون صوتها لأول مرة: «نطق أبو الهول»، حسب ما أوردته في مقالها.

ولم تكتف «الأيوبي» باقتحامها الجامعة فقط، بل تولت قيادة الطلبة في الإضراب ضد السلطات، وتوقفهم عن تلقي الدروس لمدة ثلاثة أسابيع، حتى وصل الأمر لأن دعاها العميد وطلب منها أن تعمل على إعادة الطلبة إلى الجامعة كما عملت على إخراجهم بعد أن زالت أسباب الإضراب.

وتستكمل الدكتور نعيمة الأيوبي في مقالها قائلة: «جاشت فى صدورنا أثناء الدراسة أمنية التبريز في ضروب الرياضة، ولكننا لم نجسر على الإفصاح عن هذه الأمنية.. وفى النهاية أقول إن اختلاط الطلبة بالطالبات لا ينجم عنه ضرر بل على العكس يكسب الفتاة حصانة ومناعة، فيجب أن تشعر الفتاة أنها مسئولة عن نفسها وأن لها من أخلاقها خير حصن».

تخرج أول دفعة فتيات من الجامعة

وتخرجت أول دفعة تضم 5 فتيات من جامعة الملك فؤاد عام 1933، وتم التقاط صورة تذكارية لهم، تضم في الصف الأول من اليمين الدكتورة نعيمة الأيوبي، الآنسة فاطمة سالم، وخلفهما السيدة زهيرة عبد العزيز، والدكتورة سهير القلماوي، والسيدة فاطمة فهمي.

تم نسخ الرابط