السبت 23 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

حكاية أغنية.. «أم البطل» غنتها شريفة فاضل بعد استشهاد ابنها فأبكت الجماهير

بالمصري

في كل عام وفي نفس الموعد في السادس من أكتوبر، تسمع صداها يخرج من البيوت وألحانها تتردد عبر أثير الإذاعة ويتغنى بكلماتها الشارع المصري.. «ابني حبيبي يا نور عيني..بيضربوا بيك المثل.. كل الحبايب بتهنيني.. طبعّا مانا أم البطل».

حكاية أغنية أم البطل

في حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣، استشهد الملازم طيار السيد سيد بدير، النجل الأكبر للفنانة شريفة فاضل، لتمر بفترة عصيبة في حياتها حالها كحال كل أمهات الشهداء في ذلك الوقت، وتخرج من جوف تلك المعاناة الأغنية التي لمست مشاعر وقلوب الجميع وأبكت الجماهير معها.

أغنية أم البطل لشريفة فاضل

تم سرد روايتين حول كواليس كتابة أغنية «أم البطل» للفنانة الراحلة شريفة فاضل، وهما:

في الرواية الأولى، أنه أثناء مراسم العزاء الخاصة بابنها الشهيد السيد سيد بدير، توجهت إليها صديقتها الشاعرة نبيلة قنديل لتقديم واجب العزاء ومواساتها، فسمعتها تردد: «ابني حبيبي يا نور عيني» مرارًا، وعندما عادت إلى منزلها تحدثت مع زوجها الموسيقار الكبير علي إسماعيل، وروت له ما حدث، فاقترح عليها أن تقوم بكتابة أغنية يكون مطلعها تلك الكلمات وأن يقوم هو بتلحينها.

وبالفعل تم كتابة الأغنية وتلحينها باسم «أم البطل» وذهبا الاثنان إلى شريفة فاضل وهي في فترة حدادها وعرضا عليها الأغنية، لتقرر أن تستغل مشاعر الحزن والحسرة في غناء تلك الكلمات، وذهبت على الفور إلى ماسبيرو لتسجيلها، ورحب «بابا شارو»، رئيس الإذاعة وقتها، بالفكرة وأمر بدخولها الاستديو فورًا؛ لتخرج الأغنية مشحونة بمشاعر صادقة ممزوجة بدموعها وتخلد أغنية تاريخية للزمن.

قصة أم البطل

أما الرواية الثانية، فبعد ٣ أشهر من استشهاد نجلها، ذهبت صديقتها الشاعرة نبيلة قنديل لزيارتها، وفي عز حزنها، طلبت منها شريفة فاضل أن تكتب لها كلمات أغنية تصف بها حال كل الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن في أي حرب وليس حرب أكتوبر فقط، لتعبر عنهن جميعا، خاصة أنه في ذلك الوقت كانت كل الأغاني تتحدث عن الحروب فقط والانتصارات دون ذكر تضحيات الأبطال والشباب وحزن الأمهات.

وطلبت نبيلة قنديل دخول غرفة الشهيد السيد سيد بدير، لتخرج بعد قليل وفي يدها كلمات الأغنية، وسمعتها شريفة فاضل ولكنها اعترضت على جملة «بيضربوا بيك المثل» وأرادت تغييرها إلا أن نبيلة أصرت عليها، وكان متواجد وقتها زوجها الملحن علي إسماعيل، فأخذ الكلمات وتوجه إلى منزلهما على الفور؛ ليعود في اليوم الثاني بلحن لا يشوبه شائبة خاليا من أي أخطاء، لحن بمجرد سماعه يتحرك الوجدان وتنهمر الدموع رغمًا عنك.

وعلى الفور ذهب الثلاثة إلى مبنى ماسبيرو لتسجيلها، حيث استقبلهم بابا شاور رئيس الإذاعة وقتها، مرحبا بهم وأبدى موافقته على الفور لتسجيل الأغنية وأمر بدخولها إلى الاستديو.

وبمجرد بدء شريفة فاضل في غناء المقطع الأول، ومع خروج كلمات «ابني حبيبي يا نور عيني» من بين شفتيها، انهارت في الحال من شدة التأثر باكية، وتكرر الموقف أكثر من مرة، إلى أن سمعتها الفنانة فايزة أحمد والتي كانت في أحد الأستوديهات المجاورة، فذهبت إليها وقالت: «لو مش قادرة تغنيها بتغني ليه؟»، فأصرت شريفة على إكمالها في تلك المرة، وبدأت الغناء من جديد فأنهتها كلها في مرة واحدة ولم يستغرق تسجيلها سوا ساعات، لتنتشر بسرعة الهشيم في كل مكان.

بكاء الجماهير على أغنية أم البطل

وفي إحدى حفلاتها التي تم تصوريها، وأثناء قيامها بغناء «أم البطل»، انهارت الجماهير المتواجدة وبدأ الجميع في البكاء معها، ليتحول اسمها بعد فترة من «سلطانة الطرب» إلى «أم البطل».

تم نسخ الرابط