لقاء أرعب واشنطن وسيول.. فماذا يحمل بوتين وكيم في حقيبة اجتماعهما؟
لقاء العمالقة، أو كما يُقال اللقاء الأكثر رعبًا، فكلا طرفيه يحملان بحقائبهما كم هائل من القرارات العسكرية التي تنتظر إشارة البدء لتغير خارطة العالم، إنه اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
فبعد عدة تكهنات حول مكان اللقاء، اجتمع بوتين وكيم في أحدث قاعدة فضائية بأقصى شرق روسيا، إذ ينتظر العالم نتيجة ذلك الاجتماع المرعب، وبحسب وسائل إعلام روسية، فقد شكر الزعيم الكوري نظيره الروسي على الدعوة ودفء الاستقبال.
اتفاقات شاملة في أول رحلة خارجية لكيم
ونقلت وكالات أنباء رسمية عن الرئيس الروسي، قوله اليوم الأربعاء، إن روسيا ستساعد كوريا الشمالية في بناء أقمار صناعية، وإنهما سيناقشان كافة القضايا وعلى رأسها. إمدادات الأسلحة.
وتعد زيارة كيم لروسيا، أولى رحلاته الخارجية منذ جائحة كورونا عام 2020، إذا غادر الزعيم الكوري بلاده على متن قطار مصفح.
ولكن زيارة كيم إلى روسيا، والتي من المتوقع ألا تمر مرور الكرام، فلابد أن البلدين اللذان يثيران مخاوف وغضب الغرب، سيتخذان حزمة قرارات من شأنها زيادة حدة الأزمات.
مخاوف أمريكية
في السياق، فقد أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بأن واشنطن تخشى أن تحصل موسكو على أسلحة تستخدمها في أوكرانيا، من بيونج يانج الخاضعة بدورها لعقوبات بسبب برامجها النووية والصاروخية.
الأمر الذي دفع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى التصريح قائلًا: "في بناء علاقاتنا مع جيراننا، بما في ذلك كوريا الشمالية، ما يهم بالنسبة لنا هو مصالح بلدينا، وليس تحذيرات واشنطن".
يبدو أن مخاوف واشنطن في تزايد، فالتقارب بين العملاقين الروسي والكوري الشمالي، بالتأكيد سيحمل الكثير من الأضرار لمصالح الولايات المتحدة، وهو ما أوضح تقرير لوكالة" أسوشبتدبرس".
المضي قدمًا في تجارب كيم النووية
ورجحت الوكالة الأمريكية، أنه يمكن لكوريا الشمالية المُضي قدمًا في تجاربها الصاروخية النووية، دون الالتفات إلى التعقيدات التي تفرضها العقوبات الغربية، وذلك بعدما ضمنت الدعم الروسي المعزز.
وأكد مسؤولين غربيين، أن ذلك اللقاء من شأنه تعزيز عمق التعاون بين البلدين، حيث يخوض الزعيمان مواجهات منفصلة مع الولايات المتحدة، بحسب الوكالة الأمريكية.
كما لن يقتصر اللقاء على اتفاقيات توفير الذخيرة والأسلحة، بل ستطالب كوريا الشمالية بشحنات من الغذاء والطاقة ونقل تقنيات الأسلحة المتطورة، بحسب المصدر ذاته.
هل سيمنح كيم الأسلحة لبوتين؟
تشهد العلاقات بين البلدين، هدوءًا نسبيًا، حيث يحافظ كيم على تقاربه الدائم من نظيره الروسي، رغم ما قد يواجه الدولتين من توترات في بعض الأحيان، لكن محملًا فلم يسعى أيًا لخسارة الآخر.
وهو ما دفع مسؤولين أمريكيين، العام الماضي، لاتهام كوريا الشمالية بتزود روسيا بقذائف مدفعية وصواريخ وذخائر أخرى، ومن المحتمل أن يكون معظمها نسخًا من ذخائر تعود إلى الحقبة السوفياتية.
أكد تلك الشكوك، زيارة وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، إلى بيونج يانج، ولقاء الزعيم الكوري الشمالي، في يوليو الماضي، وهو ما دفع خبراء الوكالة الأمريكية، لترجيح احتمالية التعاون العسكري بين البلدين.
حيث قال كيم تيوو، الرئيس السابق للمعهد الكوري للتوحيد الوطني في سول، إن "روسيا في حاجة ماسة إلى إمدادات الحرب، إذا لم يكن الأمر كذلك فكيف يمكن لوزير دفاع دولة قوية في حال حرب أن يأتي إلى دولة صغيرة مثل كوريا الشمالية؟".
ومن غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يصل التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية، لكن مراقبين يقولون إن أية علامة على تحسن العلاقات ستثير قلق المنافسين مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وبحسب دو هيون تشا، المحلل في معهد أسان للدراسات السياسية في سول، فإنه وبالرغم من امتلاك كوريا الشمالية مخازن ضخمة من الذخائر، إلا أنها لم يمكنها إرسال كميات كبيرة منها إلى موسكو.
ويوضح تشا قائلًا: "إن الرابط البري الضيق بين البلدين لا يمكنه التعامل إلا مع كمية محدودة من السكك الحديدية".