أحبوا أفعال أنفسكم وأنتم تقدمونها لأحبابكم
مسلسل سفاح الجيزة أثار بلبلة غير عادية بسبب قضية حقيقة لمجرم تقشعر لحكايته الأبدان، والمسلسل حقيقة رائع برغم تغير الأحداث ومتابعة الناس له، وأيضا برغم أن معظمهم يعلمون القصة كاملة عن طريق اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هل المسلسل يدعو إلى عرض قصة قد تثير أزمة عدم ثقة بين الكثيرين مثل الزوجة وزوجها.. الأم وابنها.. وبين الأب وابنته وهكذا؟
اليوتيوب أصبح إعلامًا قويًا يبث من خلاله العديد من الآراء وغيرها من الموضوعات التي قد تكون سببًا في أزمة حقيقة لعدم الثقة والحذر والحيطة من كل من حولك والقلق. ولا نعلم الي أين هي وكيف كانت ومتى تصبح وهل ستتوقف أم لا؟ الواقع يقول لم ولن تتوقف.
أنا أتصفح بشكل دوري اليوتيوب وأُتابع كل ما هو جديد من أخبار، ورأيت العديد من القنوات لأشخاص يحترفون الإعلام يعرضون أهم القضايا على الساحة الآن أو سابقاً، ولكن بث القضايا المجتمعية من سرقة وقتل وغيرها، مثلما جاء بـ سفاح الجيزة، تثير لديَ العديد من التساؤلات وهي:
- هل بعد سماع تلك الحوادث ستستمر الثقة بين الناس؟
- هل سيتعظ الناس من تلك الحوادث.. أم سيتعلمون كيف يطورون عالم الجريمة؟
- هل ستتوقف سلسلة الجرائم عند عرضها؟
- هل سيأتي اليوم الذي لا نرى فيه الجريمة؟
العديد والعديد من التساؤلات، ولكن أنا في وضع استياء من أحوالنا التي أصبحنا عليها لأننا اعتدنا أن الجريمة تقع بسبب احتياج الجاني للمال أو الدفاع عن النفس، لكن احتراف القتل للشهرة أو لأسباب تقال إنها أمراض أجتماعية "رأي الشخصي وليس استنادًا لأحد".
شِباك الأمراض الاجتماعية
الواقع أننا داخل شِباك الأمراض الاجتماعية ولا نعلم مدى تطورها، فخلال الأسبوع الماضي رأينا وسمعنا، على غرار سفاح الجيزة، عن جريمتين في بورسعيد، أخ يذبح أخته، وابن يقتل أباه، ولا أعلم لماذا قتلت الأم ابنها وطبخته وأكلته؟!
أصبحت لا أثق في أحد، ولكن ثقتي بأن الخير فينا، وأن الله لن يخذلنا في من أحببنا من الأهل والأصدقاء.
نصيحتي.. اربطوا حبال الود بينكم ووطدوا العلاقات السليمة التي تلون حياتنا بالفرح، ولا تفتحوا الباب للأحزان بينكم، كونوا سندًا لبعضكم، لا تنتظروا مردودًا من أحد؛ لأن الانتظار يفتح باب الشر والانتقام، ولا تعلم أين تقع أفكارك.. "أحبوا أفعال أنفسكم وأنتم تقدمونها لأحبابكم، ولا تنتظروا المردود لأن ساعات الانتظار صعبة".