الجمعة 22 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

دائمًا عند دخولي مبنى ماسبيرو لمباشرة عملي أتذكر مشهد الأستاذ نور الدمرداش في فيلم "صغيرة على الحب" للجميلة سعاد حسني، وهي معشوقتنا جميعًا، والنجم خاطف القلوب رشدي أباظة، وتذكرت المشهد عندما كان الأشخاص يقولون له: "الدور"، ويرجع إلى آخر صف المنتظرين أمام المصعد، وبرغم أن هذا المشهد كنت أعيشه في بداية عملي بماسبيرو وكانت الأعداد كبيرة، لكن كان ماسبيرو يملك كل الخير، لا أعلم ماذا يحدث وهذا ليس شأن المقال ولكن أحب أن أوجه كل الشكر إلى عمالقة الإعلام  ونجوم ماسبيرو الذين يمثلون لي حجر الأساس الحقيق لماسبيرو.

 

فاليوم الجمعة الذكرى الـ63 لبدء البث بالتليفزيون المصري، وقد تعلق الشعب المصري بالتليفزيون والراديو من خلال المذيعين والمذيعات الذين ساهموا في ترسيخ دور التليفزيون الذي كان له دور ترفيهي، ولهم حضورٌ كبيرٌ على الشاشة، ومن بينهم سلوى حجازي التي ظهرت منذ بداية انطلاق البث وقدمت العديد من البرامج الفنية وبرامج الأطفال، ومن بين برامجها لقاء المشاهير واستضافة أم كلثوم وبديع خيري ونجاة الصغيرة.

مبنى الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو

وعلى مدار تاريخ ماسبيرو فقد تصدر العديد من الشخصيات البارزة في عالم التليفزيون المصري، من بينهم كانت سميحة عبد الرحمن الملقبة بـ"ماما سميحة" التي قدمت برنامج "جنة الطفل"، وأماني ناشد المذيعة التي قدمت برامج مثل "مجلة التليفزيون"، و"على شط النيل"، و"سهرة مع فنان". ولا يمكن نسيان ليلى رستم التي عملت مقدمة برامج وقارئة نشرات باللغة الفرنسية، وقدمت برامج سياسية وفنية مثل "نجمك المفضل" واستضافة عبد الحليم حافظ وصباح وغيرهما. 

وتعتبر همت مصطفى أول من قرأ نشرة الأخبار، وأصبحت معروفة بلقاءاتها المميزة مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

انضم أحمد سمير إلى التليفزيون المصري في عام 1963، كما شهد ظهور أحمد فراج، الذي اشتهر بتغطية الأحداث الدولية وحفلات أم كلثوم، وقدم أكثر من ألف حلقة من برنامج "نور على نور".

 

وانضم العديد من نجوم ماسبيرو إلى فريق التليفزيون، بما في ذلك نجوى إبراهيم ومنى جبر وفايزة واصف وملك إسماعيل وسامية الأتربي ودرية شرف الدين، بالإضافة إلى غيرهم من المذيعين والمذيعات.

 

يعتبر التليفزيون المصري، الذي نحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ٦٣، واحدًا من أقدم التليفزيونات في الشرق الأوسط. زقد بدأت القناة بثها الأول في 21 يوليو 1960، وقد وضع دكتور محمد عبد القادر حاتم (3 سبتمبر 1918 ـ 7 يوليو 2015)، وزير الإعلام السابق ونائب رئيس الوزراء، الأسس الأولى للريادة الإعلامية المصرية خلال خمسينيات القرن الماضي، كما أسس أول وكالة للأنباء في مصر، وهي وكالة أنباء الشرق الأوسط، وأقيم أيضًا أول مبنى لمحطة التليفزيون في ماسبيرو المستدير، خلال ستينات القرن الماضي.

 

روايات تنفيذ فكرة بناء التليفزيون المصري

 

روايات التنفيذ لفكرة بناء التليفزيون المصري، بدأت بعزيمة الدكتور حاتم على تأسيسه بهدف تثقيف وتعليم الشعب والقضاء على الأمية في البداية، رفض الرئيس جمال عبد الناصر الفكرة، نظرًا لتركيزه على قضايا التنمية والتحديات الخارجية وصعوبة تأمين الموارد المالية لبناء الهيكل التليفزيوني، وتم تحويل الفكرة إلى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار بشأنها، واعترض عدة وزراء خلال اجتماع المجلس، معبرين عن مخاوفهم من تأثير التليفزيون على وزاراتهم ونشاطاتها، ومع ذلك، بدعم من الدكتور عبد المنعم القيسوني، وزير الاقتصاد في تلك الحكومة، تم الموافقة على بناء المبنى التليفزيوني، ووضع الزعيم جمال عبد الناصر جدولًا زمنيًا لإنشاء المبنى، وتم توفير التمويل اللازم بمساهمة الدكتور القيسوني بمبلغ 200 ألف جنيه.

 

تم البدء في بناء المبنى في أغسطس 1959 واكتمل في 21 يوليو 1960، احتفالًا بالذكرى الثامنة لثورة 23 يوليو، وبدأ البث التجريبي للبرامج، وزاد عدد الفنانين العالميين الذين طلبوا الظهور على شاشة التليفزيون المصري، حيث يعتبر أول تليفزيون في منطقة الشرق الأوسط.

 

بدأ البث التليفزيوني بظهور الزعيم جمال عبد الناصر وقراءة بعض آيات من القرآن الكريم، ثم بث حفل افتتاح مجلس الأمة وخطاب الرئيس جمال عبد الناصر ونشيد "وطني الأكبر".

 

افتتح البث التليفزيوني بقناة واحدة فقط، واستمر لمدة 6 ساعات يوميًا، وتضمنت البرامج توعية وإرشاد للمزارعين وبرامج تعليمية في مختلف المراحل وبرامج للأطفال وفوازير رمضان التي قدمتها ثلاثي أضواء المسرح، وتم تعيين أماني ناشد وهمت مصطفى وليلى رستم كأول الإعلاميين الذين عملوا في التليفزيون المصري عند تأسيسه في عام 1960.

 

وها أنا اليوم نحتفل بالعيد الـ٦٣ مع زملائي، وأتمنى من الله ألا يتم تحويله إلى سن التقاعد، فكما قرأنا من قبل، يعتبر ماسبيرو تاريخا وآثرا من آثار مصر، وهو فعلاً الهرم المصري الرابع الحقيقي، وهو من أهم المنابر التي قامت بأدوارها الحقيقية في الوعي والتثقيف والترفيه، لي الشرف أن أكون جزءًا من هذا الصرح العظيم المعروف باسم ماسبيرو.

ماسبيرو الأصل

ذات علاقة

تم نسخ الرابط