حكاية أغنية.. «هان الود» تعيد لموسيقار الأجيال حب حياته من جديد
محاولات جمة واعتذارات كثيرة حاول بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أن يعيد بها حب حياته إليه مرة أخرى، ولكن دون جدوى، بائت جميعها بالفشل، إلى أن تمكنت بضع كلمات كتبها الشاعر أحمد رامي ولحنها وغناها عبدالوهاب خلال الإذاعة المصرية، من أن تجعل زوجته الثالثة نهلة القدسي تعود إليه في الحال.
حياة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب
على الرغم من أنه عرف بحبه للجميلات وإعجابه بالكثير، ورغم زواجه مرتين الأولى في بداية مشواره الفنِّي عام 1931من السيدة زبيدة الحكيم، والتي كانت تكبره بعشرين سنة واستمر زواجهما 10 سنوات، وزواجه للمرة الثانية في عام 1944 من السيدة إقبال نصّار التي أنجبت له خمسة أبناء وتطلقا بعد 17 عامًا، إلا أن حبه لزوجته الثالثة الأردنية نهلة القدسي، كان حديث الوسط الفني المصري والعربي.
قصة حب محمد عبدالوهاب ونهلة القدسي
جمع عبدالوهاب ونهلة القدسي، قصة حب كبيرة انتهت بزواجهما عام 1957، وكانت من أشهر زيجات الوسط الفني، فأصحبت زوجته وحب حياته وملهمته في مشواره الفني، فأبدع في ألحانه وبلغ ذروة الشهرة والنجاح سواء كمطرب أو ملحن في أنحاء الوطن العربي.
وفي أوج توهجه ونجاحه، وقصة الحب التي كانت حديث المحيطين بهما، تفاجئ الوسط الفني بخبر في جريدة «الوقائع» بعنوان «هان الود»، يحكي قصة انفصال الثنائي الأسطوري عبدالوهاب ونهلة القدسي، بعدما نشب شجار كبير بينهما وصل حد الانفصال، قامت نهلة على إثره بحزم حقائبها وسافرت إلى بلدها الأردن وفشلت كل محاولات عبدالوهاب في الاعتذار إليها.
أغنية هان الود
وعندما قرأ عبدالوهاب الخبر أثار غضبه بشدة، فتوجه إلى صديقه الشاعر أحمد رامي وطلب منه أن يقوم بكتابة أغنية له تتحدث عن الود الذي لم يهن عليه، ليتفاجئ الجميع بصوت موسيقار الأجيال يشدو عبر أثير الإذاعة المصرية، بعد فترة طويلة غاب فيها عن الغناء واكتفى بالتلحين، وبصوت يملؤه العتاب والشوق والاستجداء بدأ عبدالوهاب الغناء: «قالولي هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحداني.. رديت وقولت بتشمتوا ليه هو افتكرني علشان ينساني.. أن بحبه وأراعي وده.. إن كان في قربه ولا في بعده».
هان الود تعيد الحب بين الثنائي
وانتشرت أغنية «هان الود» في أنحاء الوطن العربي وتناقلتها كل الإذاعات، إلى أن وصلت كلماتها من قلب عبدالوهاب إلى آذان نهلة القدسي ليرق قلبها هو الآخر، وتعلم في الحال أن تلك الكلمات التي حملت عتاب المحب ومشاعر الحنين موجهة إليها، فتقرر العودة إليه وينتهي الخصام الذي حير المحيطين بهم، ولم يتخاصما الثنائي مرة أخرى إلى الحد الذي يصل للفراق، حتى فرق بينهما الموت بوفاة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عام 1991، وعاشت هي على ذكراه حتى رحيلها عام 2015.