الأحد 07 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

تظاهرات درنة المنكوبة.. هل حان وقت الحساب؟

بالمصري

يبدو أن عاصفة دانيال لم تغادر درنة على الإطلاق، مرت السيول والعواصف وبقيت آثارها في قلوب أهالي المدينة، الغضب الكامن في صدورهم، أقوى من 100 إعصار آخر بقوة دانيال، فقدوا أغلى ما في حياتهم، فلا يوجد ناجي في المدينة المنكوبة إلا وفقد أخ أو ابن أو أب أو أم أو صديق.

تظاهرات درنة

مرت تداعيات العاصفة دانيال، وتركت الألم في نفوس السكان، الذين خرجوا للتظاهر غاضبين، بعد أن تركهم الإعصار في خطب جلل وكرب عظيم، جراء ما تعرضت له المدينة من فيضان داهم جاء على البشر والحجر، وتسبب في فقد آلاف الشهداء من رجال ونساء وأطفال وشيوخ. 
 

غضب كبير في نفوس السكان يكفي لأن يحطم الصخر، غضب من الفساد والإهمال والتقصير، وتركهم يواجهون مصيرهم أمام إعصار وفيضان كفيضان نوح، ارتفعت فيه المياه إلى أكثر من 5 أدوار، جرف في طريقه الجميع وترك 25% من المدينة في البحر.


مدينة كاملة داخل البحر في درنة بضحاياها وشوارعها وسياراتها... صورة صعبة رسمها الغواصون، خلال روايتهم عن العمليات أمام شواطئ درنة بحثاً عن المفقودين، مؤكدين وجود المئات في سيارتهم على عمق 12 متر في ميناء درنة، وأن الأمر أصعب مما يتخيل البعض، كابوس ضخم يستحيل أن تجد الكلمات وصفا لما رأته العين.

رسالة لتوحيد الدولة  

عطفًا على كل ذلك خرج المئات من أهالي درنة للتظاهر أمام مسجد الصحابة بوسط المدينة تحت عنوان لا شرقية ولا غربية ليبيا وحدة وطنية، للتعبير عن غضبهم الكبير من حالة الانقسام التي قادت البلاد إلى الوضع الحالي.


وألقى الأهالي باللوم في الكارثة على عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي، بسبب سوء صيانة السدود على الرغم من تخصيص عشرات الملايين، خاصة بعد الحديث عن شبهات فساد في عقود الصيانة.
‏إلا أنه مع بداية انتهاء المظاهرات الغاضبة اتجه الأهالي إلى اقتحام منزل عميد البلدية، وأشعلوا النار فيه، الأمر الذي تسبب في غضب البعض الآخر من المتظاهرين وطالبوا بفض الاحتجاجات الغاضبة.
فبعد مقتل أكثر من 11ألف مواطن، وفقدان وإصابة آلاف آخرين، لم يعد في إمكان أهل تلك المدينة التحمل أكثر، خصوصًا وأن الجميع قد اعترف بفشله وعدم قدرته على احتواء الأزمة، فخرجوا غاضبين للشوارع، مطالبين بعدة أشياء رأوا أن جميعها مشروعة.

بيان أهالي درنة

وجاءت مطالب الأهالي أو من تبقى منهم، مثلما وصفوا أنفسهم في 16 بندًا، حيث طالب المحتجون، بعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار وتعويض المتضررين ووجود رقابة دولية على عملية الإعمار وتكليف مكتب استشاري دولي بإعداد الدراسات اللازمة وشركات عالمية للتنفيذ وتحديد صندوق مالي واضح للعملية باسم المدينة.


كما طالبوا بحل مجلس الحكماء وإعادة تشكيله وتكليف مجلس بلدي من ذوي الكفاءة من أبناء مدينة درنة، وإثبات هوية حالات الوفاة للشهداء، وفتح مصلحة الجوازات لمكتب الطباعة نظرًا لحجم المفقودات من جوازات السفر والبطاقات الشخصية. 


كما أكدوا على ضرورة إصدار قرار بتحديد الحدود الإدارية للبلدية بحدودها السابقة، وإنشاء مركز للرعاية الطبية والتأهيل النفسي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

تحركات الحكومة والجيش

وفي محاولة لامتصاص غضب أهالي المدينة، قرر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، الإثنين، إقالة المجلس البلدي لدرنة، وإحالة أعضائه كافة للتحقيق، بحسب وسائل إعلام ليبية
ومن جانبه، كان على الجيش أن يتحرك ليحمي كافة المواطنين وينهي تظاهرات كادت أن تفتك بالجميع، إذ ساق الغضب المحتجون لإشعال النيران فيما تبقى من المدينة ومقاومة قوات الأمن. 
لذلك فقد أمر قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بضرورة إخلاء مدينة درنة كاملة من السكان، لعدم بعرقلة عمليات البحث وانتشال الجثث، مطالبًا رئيس الحكومة الشرقية بمتابعة عمليات التحقيق مع المسؤولين المقصرين كافة.

تم نسخ الرابط