الأحد 07 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

حكاية أغنية.. «لا تكذبي» كتبها كامل الشناوي بدموعه وغنتها نجاة بقلب بارد

بالمصري

«كانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها..وكان يتأوه كرجل ينزف منه الروم العزيز وهو ينظمها».. داخل مكتب الصحفي الراحل مصطفى أمين بشقته في منطقة الزمالك، جلس الشاعر الكبير كامل الشناوي يفرغ مكنونات قلبه على الورق، يكتب قصة خيانة محبوبته له «إني رأيتكما، إني سمعتكما، عيناك في عينيه في شفتيه في كفيه في قدميه، ويداك ضارعتان ترتعشان من لهف عليه»، ذلك الحب الأفلاطوني من طرف واحد الذي كان سببا في خروج قصيدة «لا تكذبي» للنور، ليمنحها «الشناوي» لنجاة الصغيرة وتصبح علامة فارقة في تاريخها الفني.

حب كامل الشناوي لنجاة الصغيرة

عَشِق كامل الشناوي نجاة الصغيرة، أحبها من كل قلبه ورفض من أجلها نساء الدنيا، عاش وحيدًا في انتظار أن ينبض قلبها له، أخصها بأجمل القصائد التي كتبها والتي أظهرت جمال ونعومة صوتها، حتى قال البعض أنه كان السبب في «تلميعها»، ورغم ذلك، لم تلتفت له نجاة أبدًا بل فضلت عليه الأديب الراحل يوسف إدريس، رغم أنها نفت تلك القصة أكثر من مرة، ولكن أكدها عدد من المحيطين بهما.

خيانة نجاة الصغيرة لكامل الشناوي

حسب روايات بعض المقربين من الشناوي، أنه كان يريد الزواج من نجاة الصغيرة ولكنها رفضت، ورغم ذلك كانت تتقرب منه في بعض الأوقات وتبتعد البعض الآخر، إلى أن أخبرته شقيقتها سعاد حسني أنها على علاقة غرامية بشخص آخر.

في حين قال البعض، أنه زارها في أحد الأيام بمنزلها، ونظرًا لتردده عليها كثيرا بحكم تعاونهما معًا، سمحت له الخادمة بالدخول دون موعد مسبق، وعندما صعد إلى غرفتها وجدها في مشهد عاطفي مع المخرج عزالدين ذو الفقار، - وهو الطرف الآخر في الخيانة حسب روايات البعض- والذي كان يسكن معها في نفس العمارة، فخرج مسرعا غير مصدقًا، وأنه من صدمته لم يدرك أن عز الدين ذو الفقار كان مخرج فيلمها الجديد «الشموع السوداء» وكان يدربها على مشهد تمثيلي، وهو ما رفض الشناوي تصديقه بالتأكيد.

أغنية لا تكذبي

ذهب الشناوي مسرعا إلى شقة صديقه مصطفى أمين، حيث وصف الأخير أحداث كتابة القصيدة قائلًا: «هي قصيدة ليس فيها مبالغة أو خيال.. كان كامل ينظمها وهو يبكي، كانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها.. وكان يتأوه كرجل ينزف منه الروم العزيز وهو ينظم.. وبعد أن انتهى من نظمها قال إنه يريد أن يقرأ القصيدة على المطربة بالتليفون.. وبالفعل اتصل بها وبدأ يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت.. تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات مما كان يقطع القلوب.. وكانت المطربة صامتة لا تقول شيئًا ولا تعلق ولا تقاطع ولا تعترض، وبعد أن انتهى كامل من إلقاء القصيدة قالت المطربة: كويسه قوي، تنفع أغنية.. لازم أغنيها»، وبالفعل وافق الشاعر كامل الشناوي أن تكون الأغنية لنجاة الصغيرة دعما لمسيرتها الفن من حبه لها.

كامل الشناوي ونجاة الصغيرة

«عشت مع كامل الشناوي حبه الكبير، وهو الحب الذي أبكاه وأضناه وحطمه وقتله في آخر الأمر، أعطى كامل هذا المرأة كل شيء، المجد والشهرة والشعر ولم تعطه شيء، أحبها فخدعته، أخلص فخانته، جعلها ملكة فجعلته أضحوكة».. هكذا وصف الراحل مصطفى أمين قصة حب الشناوي الأفلاطونية في كتابه «شخصيات لا تنسى»، فلم يكن يخفى عن أحد مدى حب الشاعر الكبير لنجاة، رغم أنه كان يكبرها بـ30 عامًا، إلا أنه كان يدرك عائق فرق السن بينهما، فكان يردد دائمًا: «احتشم يا قلبي، فالحب طيش وشباب وأنت طيش فقط!».

 

تم نسخ الرابط